عرض/ سامية عياد

رسولية أساسها الرسل والأنبياء ، جامعة تجمع كافة الأمم والأجناس ، مقدسة قدسها المسيح بدمه وروحه القدوس ، واحدة غير متفرقة ولا منقسمة تجمعها وحدة الإيمان والرأى والفكر .. هذه هى علامات كنيستنا القبطية ..
 
المتنيح نيافة الأنبا غريغوريس فى مقاله "علامات الكنيسة الحقيقية" حدثنا عن الصفات التى تتميز بها الكنيسة القبطية والتى تنفرد بها وحدها دون سائر الهيئات والجماعات ، فهى كنيسة المسيح وهى وحيدة لأنه ليس للمسيح كنيسة آخرى غيرها وتتمثل هذه الصفات أولا كنيسة رسولية ، بمعنى أن إيمان الكنيسة وتعاليمها سلم من الآباء الرسل الذين أخذوا التعليم عن الرب نفسه ، فهم قد تسلموه من المسيح بموجب السلطان الإلهى الذى تسلموه منه عندما نفخ فى وجوهم وقال لهم اقبلوا الروح القدس : "من غفرتم لهم خطاياهم تغفر لهم ، ومن أمسكتموها عليهم تمسك" ،  والكنيسة التى تتميز بأنها رسولية يلزمها أن تثبت أولا ، ثم أن يكون خدامها وكهنتها رسوليين ، تسلموا الكهنوت بخلافة رسولية قانونية .
 
ثانيا الكنيسة مقدسة ، رأسها الرب يسوع القدوس والذى قدسها فى المعمودية ، وابنائها بعد العماد يصيروا قديسين "لكن اغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم" ، فالقداسة علامة تميز كنيسة المسيح وبرهانا على تبعية المؤمنين للمسيح تبعية حقيقية ، ثالثا: الكنيسة الجامعة ، بمعنى كنيسة تجمع وتضم جميع الأمم باختلاف أجناسها ووأصولها وطبقاتها إذ أمر الرب يسوع رسله الأطهار بأن يكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها وأن يتلمذوا جميع الأمم ، فى كنيسة المسيح كل ما يلزم لخلاص النفوس ، فهى مصدر النور والعرفان لجميع الشعوب والأجناس فى جميع الربوع والعصور ، يقول عنها القديس أثناسيوس الرسولى : "تدعى الكنيسة جامعة لأنها منتشرة فى كل العالم" ويقول القديس بولس عنها "ليس يهوذى ولا يونانى ، ليس عبد ولا حر ، ليس ذكر وأنثى ، لأنكم جميعا واحد فى المسيح يسوع".
 
رابعا: الكنيسة واحدة ، فهى جسد المسيح وليس تفرقها فى أماكن كثيرة فى العالم يقسم وحدتها ، ما دام الإيمان الذى يؤمن به جميع أفرادها إيمانا واحدا ، ورأيا واحدا وعقيدة واحدة ويجب أن تظل هذا لأن "كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب ، وكل مدينة أو بيت منقسم على ذاته لا يثبت" والكنيسة كنيسة واحدة لأن رأسها الرب الواحد يسوع المسيح ولأن إيمانها واحد وروحها وذبيحتها ومعموديتها واحدة .
احفظ يا رب كنيستنا من كل شر ، اجعلها تحتفظ بعلامات تميزها الى انقضاء الدهر ..