كتبت : جارينية نظريان
تتوالى التقارير عن اقتراب موعد هجوم الجيش السوري على مواقع تمركز الجماعات الإرهابية في إدلب شمال سورية ، بعد زيارة الرئيس السوري بشار الأسد للجبهات الأمامية للجيش في بلدة الهبيط بريف إدلب ، مؤكداً حينها الأسد إن جبهة إدلب مازال لها أهمية وأولوية استراتيجية ، واليوم بعد اشتعال عدة جبهات بين تقدم و تراجع لكلا الطرفين فهل فعلاً دقت ساعة الصفر هذا ما وضحه الخبير الاستراتيجي السوري الدكتور كمال جفا لموقع "الأقباط متحدون"
 
هجمات فاشلة للجماعات الإرهابية
قال جفا : "لم تعطي نتائج الهجمات التي شنتها الفصائل الإرهابية المسلحة على جبهات ريف حماه الشمالي ما كانت تخطط له ، ولم تعطي الحصيلة النهائية لهذه المعارك أي قيمة مضافة لهذه المجموعات لا في السيطرة و لا في السياسة لها أو لمشغليها وخاصة أن كل المناطق التي تقدمت إليها هذه الفصائل خسرتها بالأضافة الى خسائرها الفادحة في العتاد والسلاح والأليات الحديثة التي تم تسليمها للمجموعات القتالية ان كانت محسوبة على التيار القاعدي كأنصار الدين وجبهة نصرة الأسلام وقوات مايسمى تحرير الشام والتي لازالت تنسق علمياتها العسكرية مع القوات التركية والمخابرات العسكرية التركية ومايسمى الجيش الوطني المدار من قبل تركيا بشكل مباشر .."
 
و تحت عنوان إعادة تمركز الجيش السوري شمال سورية أكد الدكتور "جفا" أنه : "بعد التقدم البطيء للجيش السوري في جبهات ريف إدلب الجنوبي في تل خزنة واللوبيدة ومشيرفة شمالية وأم الخلاخيل والزرزور ، قامت كل الفصائل التي تم الإشارة إليها أعلاه بتنفيذ هجوم كبير وواسع على قرية اسطبلات و رسم الورد وكراتين كبيرة وأعجاز وسرجة حيث استطاعت إحداث خرق كبير في الجبهات جنوب أبو الضهور  بهدف قطع طريق الأمداد العسكري والطريق الأحتياطي الذي فتحه الجيش السوري في العام الماضي عبر مطار أبو الظهور العسكري . لكن رغم الخرق العسكري الكبير استدركت القيادة العسكرية السورية و استوعبت الهجوم من خلال تدعيم الجبهات وشن هجوم كبير معاكس بتدخل الطيران الحربي الذي رد بعنف و شراسة على كل قطاع الجبهة وضرب العمق الداعم لوجسيتا لهذه الجبهات واستعاد السيطرة والتثبيت في هذه القرى .
 
وجود الطرف الروسي يضبط إيقاع الجبهات
و قال "جفا" ل "الأقباط متحدون" أن : " اليوم هناك هدوء نسبي يسود معظم الجبهات القتالية بأنتظار خرق سياسي ما ، أو مبادرة أو توافق روسي تركي على تحريك أما الملف السياسي أو العسكري والذي دخل في تشابكات أقليمية  ودولية معقدة ,,, "
 
مضيفاً أن : "عملية الصدام المباشر مع الجيش التركي غير واردة على نطاق واسع لكن قد نشهد مناوشاة أو ردات فعل أنية ميدانية رداً على استهدافات أو استفزازات إن كانت من الجانب السوري أو الجانب التركي ، لكن الإيقاع مضبوط ومنظم ما دام الروسي يؤمن عملية التنسيق الفوري مع الجانب التركي والذي سيكون محرجاً فيما لو تم الدخول في أي صدامات عسكرية واسعة غير متوقعه .."
 
تركيا تهمش عمل الجماعات الإرهابية المدعومة من قبلها 
 يضيف الخبير الاستراتيجي ل "الأقباط متحدون" أن : "عملية زيادة حجم الأليات العسكرية التركية التي يتم الدفع بها إلى جبهات القتال في إدلب و النقاط التركية ، يدخل ضمن الخطط التركية لتوسيع مساحات سيطرتها على نقاط المراقبة وتدعيمها على حساب باقي الفصائل وخاصة جبهة النصرة وحلفائها تمهيدا على ما يبدو لتطبيق ما اتفق عليه قبل عام ونصف من الأن وهو تسليم الطرقات الدولية الى روسيا وتركيا و إزاحة النصرة وحلفائها من كامل المنطقة المتفق عليها ".
 
- مؤكداً "يجب أن لا ننسى الحركة الدائمة في تبديل القوات التي تقوم بها القوات التركية بشكل دوري ويتم إدخال القوات بعتادتها الكامل وتخرج أيضا القوات المرابطة بالنقاط بعتادها الكامل الى نقاط التمركز .."
 
الغزل الروسي التركي 
- الاجتماعات المستمرة بين بوتين وأردوغان لا تتناول فقط الملف السوري بل هناك ملفات أقليمية ودولية وصفها "جفا" بالمعقدة مؤكداً أنه : "يتم التنسيق والتشاور بشأنها بشكل دوري ، وخاصة أن العلاقات التركية الروسية وصلت إلى مرحلة تشاور وتنسيق والتعاون الاستراتيجي و لا يمكن التراجع عنها ولا هدم ما بني عليها ، وخاصة المشاريع الاستراتيجية وخط السيل الجنوبي والبدء في المرحلة الثانية من تجميع منصات ال S400  وال S500  والتي وصلت إلى مراحل متطوره وكل ما يجري في الميدان إن كان في إدلب أو شمال شرق سورية يبدو متفق عليه ومنسق بين الجانبين و احيانا نشهد خلافات في الأولويات لكن لاتصل الى حد الانفجار ".
 
اتساع نطاق التواجد الروسي في سورية
و حول وصول الامدادات العسكرية الروسية والعتاد والسلاح من روسيا إلى سورية اختتم الخبير الاستراتيجي "جفا" قائلاً أنها : "هي ضمن سياسة مستمرة وخطط مستدامة لا تتعلق فقط بالجانبي العسكري أو الميداني لا بل دخلت روسيا في كثير من المشاريع الاستراتيجية والتقنية والتنموية و المشاريع التي تقودها روسيا مباشرة أو عبر توريدات تتعلق بمشاريع إعادة الاعمار أو إدارة المشاريع بشكل مباشر من قبل روسيا وهذا يشير انه ليس من الضرورة أن تكون هذه الشحنات والامدادات عسكرية او تتعلق بتعزيز القدرات العسكرية إن كان للجيش الروسي أو السوري ..."