رسالة شيكاغو : نادر شكري
شارك المصري المهندس رفعت نجيب عبد الملك الخبير في السدود بأمريكا ، في تقديم خبراته من خلال وفد الخبراء الامريكى الذي تم استدعائه من قبل الحكومة المصرية قبل أربع سنوات لأبدأ الرأي حول سد النهضة الذي  تقوم الحكومة الإثيوبية ببناءه، وقال عبد الملك انه كان يسعى وقتها للوصول لحل يرضى جميع الأطراف من خلال هذا الوفد العالمي المتخصص في السدود وله الخبرات في نهر النيل .
 
وتابع ان الوفد قدم توصيات للحكومة المصرية حول علاج أزمة السد ولكن من الواضح ان القضية كانت سياسية بالأكثر ، بعد رفض أثيوبيا لحل يرضى الجميع ، وكان من ضمن الحلول هو ان يتم تخزين المياه خلف السد خلال سبع سنوات ، حتى لا تؤثر على حصتي مصر والسودان ، وقد أقرت اللجنة بوجود مشكلة في تصميم السد ورغم ذلك ففي حالة حدوث انهيار جزئي من السد لن يمثل خطورة كبيرة على مصر ، فالخطورة سوف تكون على مدنية الخرطوم ، وهو ما يثير علامة استفهام حول صمت السودان رغم خطورة السد عليها .
 
وأضاف عبد الملك أن من ضمن مشكلات السد تتعلق بأساسات السد والتربة وليس في الحائط الخراساني حيث التربة تحت السد ربما غير أمنة وهو ما يمثل خطورة على السد ، فضلا على ان عدد البوابات في السد غير كافية لتمرير المياه لحصة مصر والسودان في حالة عدم تخزين المياه على عدة سنوات حيث لا توجد سوى بوابتين فقط ، وهى إشكالية في عملية تمرير المياه .
 
وحول عملية التمويل للسد كشف عبد الملك ان البنك الدولي رفض تمويل السد ولكن هناك جهات غير معروفة تقوم بعملية التمويل وتقف ورائها أغراض سياسية الهدف منها مصر ، وربما تكون هذه الجهات معلومة لمصر ، ولكن الهدف يظهر سياسيا وليس توليد الكهرباء حيث ان كل ما تحتاج إليه أثيوبيا من الكهرباء 500 ميجا وات بينما كفاءة السد 6000 ميجا وات وهى نسبة كبيرة وإثيوبيا لم توقع اى اتفاق مع اى دولة حول توليد الكهرباء .
 
وأشار عبد الملك ان قضية تحلية مياه البحر لسد العجز في المياه ليس هو الحل لان المياه لن تكون بكفاءة مياه النيل ، ولكن هناك عدة حلول منها ان مصر تقوم بصب مياه النيل في البحر المتوسط لحماية الدلتا من مياه البحر ولذا يجب إعادة النظر في هذه المياه التي يتم صرفها على البحر ، أما الحل الأهم هو ضرورة ترشيد المياه وإعادة النظر في طرق الري التقليدية وتوعية المواطنين بأهمية الحفاظ على المياه والسعي للاستفادة من المياه الجوفية ومياه الأمطار .
وختم عبد الملك أن يأمل في حل الأزمة بعد دخول أمريكا كطرف وسيط بين مصر وإثيوبيا وان يتم الاستفادة بخبراء للوصول لحل يرضى جميع الأطراف .