"مصر وطن يعيش فينا" عبارة قالها البابا شنودة مكتوبة على لافتة تعتلي مدخل مدرسة وادي عباد أول الابتدائية في محافظة أسوان، تستقبل الوافدين إلى الصرح التعليمي، يُبرز معناها صورة لتعانق الهلال مع الصليب، تعكس حرص الإدارة والمعلمين على غرس معنى التسامح وتقبل الآخر والتأكيد على وحدة نسيج المجتمع، تكتمل ملامح المشهد الوطني كلما قطع الزائر خطوات إلى الداخل حتى تقع عينيه على المصلى والكنيسة الواقعين داخل فناء المدرسة، حتى تختلط في أذنه أصوات قراءة أيات القرآن بتراتيل الإنجيل.

مع بداية العام الدراسي الحالي، حرص مدير المدرسة التابعة لإدارة إدفو التعليمية، على تخصيص أماكن عبادة المسلمين وأيضًا المسيحيين، وحسب قول أحمد عباس مدير مدرسة وادي عباد أول الابتدائية، وقع اختياره على مساحة لا تتعدى 56 مترا لتحويلها إلى مصلى صغير، تم فرشه بالسجاد في اتجاه القبلة، يجاوره غرفة صغيرة تحولت إلى نموذج مصغر لكنيسة ليستطيع التلاميذ المسيحيين حضور حصة التربية الدينية الخاصة بهم في مكان آمن ومهيأ جيدا لتلقي المعلومات.

مدير المدرسة: هدفي أن يشعر التلاميذ المسيحيين بحقهم في المجتمع وتعليم الأطفال الوحدة الوطنية

حجرة الدين المسيحي، تم تجهيزها من الداخل لتحاكي الشكل الحقيقي للكنيسة، من مقاعد خشبية مصطفة بجوار بعضها ولوحات تحمل آيات من الإنجيل وشكل الصليب على الحوائط، وحسب رواية مدير المدرسة لـ"الوطن": "أردت أن يشعر تلاميذي المسيحيين بإنسانيتهم وحقهم في المجتمع، إلى جانيب تعليم الأطفال أنّهم جميعًا إخوة شركاء في وطن واحد".

حرص مدير المدرسة على غرس مفاهيم الوحدة الوطنية وتقبل الآخر، لم تنته عند بناء كنيسة داخل المدرسة بجوار المسجد، ففي أوقات أعياد المسيحيين يصطحب المدير والمعلمين تلاميذهم الأقباط وأسرهم إلى كنيستهم في القرية المجاورة للمدرسة لتهنئتهم والاحتفال معهم ومشاركتهم فرحتهم.