كتبت – أماني موسى
شارك "عمرو الجويلى" سفير مصر لدى صربيا في الجلسة التي خصصها المؤتمر الرابع للمركز الأوروبي للسلام والتنمية التابع لجامعة السلام للأمم المتحدة، ومقره بلجراد، لإطلاق كتاب عن الراحل الدكتور "بطرس بطرس غالي" تكريمًا لرئاسته للمركز لخمسة عشر عامًا، حيث تضمن الكتاب المعنون "نتذكر بطرس غالى: صاحب الرؤية العالمية والقائد الدولي" فصول ساهم بها كبار المسئولين بالمنظمات الدولية والدبلوماسيين الذين عاصروا رئاسته للأمم المتحدة.

وأكد "الجويلى" في كلمته أمام الجلسة، على الإسهام الثرى المتنوع الذى قدمه الراحل الدكتور بطرس غالى دبلوماسياً كونه نائب رئيس وزراء للشئون الخارجية، وأكاديمياً كأستاذ بجامعة القاهرة، وصحفياً كمؤسس لمجلة السياسة الدولية في اتجاه الدفع بعلاقات متعددة الأطراف متكافئة قائمة على أسس العدالة والمساواة في السيادة. واشار "الجويلي" أن هناك دلالة رمزية لإطلاق الكتاب في صربيا، تذكيراً بالدور المحوري الذى اضطلعت به كل من القاهرة وبلجراد في إنشاء وتفعيل حركة عدم الانحياز، وهو ما ساهم الراحل في تفعيله خلال مناصبه الحكومية التي ركزت على التعاون فيما بين دول الجنوب، ثم كسكرتير عام للأمم المتحدة. كما نوه سفير مصر لدى صربيا إلى الفكرة الرائدة لمركز القاهرة الدولي للتدريب على تسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام بوزارة الخارجية في تنظيم “سلسلة محاضرات بطرس غالى” باعتبارها تساهم في الحفاظ على الأفكار القيمة التي طورها الراحل لعلاقات دولية أكثر عدلاً.

ومن جانبهم، شملت كلمات تقديم الكتاب ثناءً على إسهام الدكتور بطرس غالى، حيث عبر "نيجوسلاف أوتسويتش" مدير المركز الأوروبي للسلام والتنمية عن امتنانه للدعم الذى قدمه الراحل خلال رئاسته لمجلس إدارة المركز لخمسة عشرة عاماً، منوهاً إلى أن آخر إصدار فكرى متكامل للراحل تمثل في كتاب نشره المركز في أكتوبر 2014 بعنوان "الجنوب العالمي – العيد الخمسيني وما بعد". كما تساءل "روبرتو سافي" أحد محرري الكتاب كيف يمكن أن يكون لفرد واحد قدرة هائلة على التأثير على مجريات العلاقات الدولية. واعتبر "دون والاس " رئيس معهد القانون الدولي في واشنطن، ورئيس المجلس الأكاديمي للمركز الأوروبي، أن ولاية الدكتور بطرس غالى دون تجديد مثالاً لما يمكن أن تكون عليه استقلالية منصب السكرتير العام للأمم المتحدة، مضيفاً أن رغم قصر المدة فقد ترك إرثاً ثرياً يتمثل في تشكيل أجندة عالمية من خلال المؤتمرات الاقتصادية والاجتماعية للأمم المتحدة، التي وسعت رقعة مشاركة المجتمع المدني في أعمال المنظمة.