في مثل هذا اليوم 18 ديسمبر2013م..
القلب الصناعي هو جهاز يحل مكان القلب. والقلوب الصناعية عادة تستخدم كوسيلة مؤقتة لكسب الوقت أثناء زراعة القلب، أو كوسيلة دائمة لتحل مكان القلب في الحالات التي يستعصي زراعة القلب فيها، بالاضافة لعدة استخدامات أخرى.

يعد صنع القلب الصناعي أحد أهداف العلماء وقد طمحوا لصنع قلب صناعي كامل عام 2011 . اخترع القلب الصناعي علماء تحت قيادة وليم كولف ، وهو طبيب هولندي المولد. وكان قد جرب الجهاز في أول الأمر على حيوان عام 1957م. وجربت هذه القلوب الصناعية بشكل واسع على الحيوانات وخاصة على العجول لتحديد المشكلات التي يمكن أن تنجم عنها. وقد جرب أول قلب صناعي في الإنسان عام 1969م، حيث استخدم فريق من الجراحين برئاسة ونتون كولي الذي كان يعمل في معهد تكساس للقلب بالولايات المتحدة، الجهاز لتدعيم دوران الدم مؤقتًا في أحد المرضى حتى يتوافر قلب طبيعي لزراعته فيه. واستطاع القلب الصناعي أن يبقي المريض حيا لأكثر من 60 ساعة حتى تمت عملية زراعة القلب . وفي عام 1982م، استطاع فريق جراحي بقيادة وليم ديفرايز من جامعة يوتا أن يزرع قلبًا صناعياً، كأول قلب بديل دائم للقلب البشري. وكان الجهاز الذي استعمل، وهو جهاز جارفيك -7، قد صممه الطبيب الأمريكي روبرت جارفيك، وكان يعمل بالقدرة الهوائية. وعاش الرجل الذي وضع له هذا القلب 112 يومًا، وكان اسمه بارني كلارك. ومنذ ذلك الحين تسلّم عدد من المرضى جهاز جارفيك-7 بمثابة قلوب مؤقتة أو مستديمة.

مشكلاته:
وقد أصيب بعض المرضى بسكتات نتجت عن جلطات الدم التي تتكون في المضخات، ثم تنفصل بعد ذلك وتسد شرايين الدماغ. هذه المشكلة بالإضافة إلى الحاجة إلى وحدة قدرة خارجية كبيرة وبعض أنابيب الهواء التي تمر داخل الجلد جعلت بعض الأطباء يتساءلون عن جدوى القلب الذي يدار بقدرة هوائية للاستعمال الدائم. وفي خلال الثمانينيات من القرن العشرين أجرى العلماء تجارب بالقلوب الصناعية الكهربائية. وتدار بعض هذه الأجهزة ببطاريات يمكن أن تلبس، أو بتيار ذي جهد منخفض، دون أن يحتاج إلى فتحة في الجلد.

أول عملية زراعة قلب صناعي:
تمت أول عملية زرع قلب اصطناعي في مستشفى جورج بومبيدو الأوروبي في العاصمة الفرنسية باريس في 18 ديسمبر 2013..

ويبلغ المريض الذي خضع للعملية الخامسة والسبعين من عمره وكان يعاني من قصور في القلب إلى حدٍّ يهدد حياته. وبعد مرور ثلاثة أيام على العملية، يبقى على الفريق الطبي الانتظار قبل التأكد من غياب أيّ ردود سلبية على المدى الطويل من قبل جسم الشخص الذي استفاد من العملية.

رغم نجاح الاختراع وأهميته، فإنّ القلب الاصطناعي لن يستطيع كلّياً استبدال القلب الطبيعي. فالدكتور ستيفن حلو، الذي سبق له أن عمل في مستشفى "جورج بومبيدو" الباريسي حيث أجريت العملية، قال لـ"مونت كارلو الدولية" إن القلب الاصطناعي سيبقى صالحاً خلال فترة لا تزيد عن خمس سنوات. وهو بالتالي اختراع مؤقت بانتظار إيجاد قلب طبيعي بالنسبة إلى الأشخاص الأكثر حاجة لعملية زرع.

وقد حصلت شركة "كارما" المصنّعة للقلب الاصطناعي على ترخيص من السلطات الفرنسية لاستخدامه في ثلاثة مستشفيات فرنسية، وفي حال تأكد نجاح الاختراع، فقد يستخدم في بلدان أخرى منها بولندا وسلوفينيا والمملكة العربية السعودية...!!