المتهمة: أصبح خيال مآته بالنسبة لي بحكم العمر والأمراض المزمنة التي لاحقته

دق قلبي لشاب فبدأت الأزمة مع زوجي.. ونادمة على جريمتي وأستحق الإعدام
 
"غلطة عمري أنني تزوجت رجلا يكبرني بثلاثين عاما.. اعتقدت أن المال والسكن الجميل كل شيء في الدنيا.. تجاهلت أنوثتي من أجل المال.. لكن غريزة الحب والحنان لا تشبعها كنوز الدنيا.. فلا حياة بدون حب وعلاقة زوجية حميمة".. بهذه الكلمات اعترفت (ر.) أمام رئيس نيابة شبرا بجريمتها هي وعشيقها بقتل زوجها.
 
تلقى اللواء هشام سليم، مدير مباحث القليوبية، إخطارا من العقيد أحمد الخولي، رئيس فرع البحث الجنائي يتضمن بلاغا من ربة منزل بمقتل زوجها، وعدم اتهامها أحدًا بقتله.
 
انتقل الرائد أحمد عصر رئيس مباحث قسم أول شبرا الخيمة، ورجال المباحث إلى موقع الحادث بشبرا الخيمة، وبفحص نوافذ الشقة، تبين أن الجاني دخل الشقة بطريقة شرعية، ولا توجد مسروقات، ورجحت التحريات أن وراء الجريمة سر تخفيه زوجته.
 
وبإجراء التحريات، تبين أن الزوجة على خلاف مع زوجها، وأن مشاجرات كثيرة دبت بينهما، وأنها أرادت الاستحواذ على أملاك زوجها.
 
وبمواجهة الزوجة اعترفت باشتراكها مع أحد شباب المنطقة على قتله والتخلص منه، فتمت إحالتها للنيابة التي أمرت بحبسها على ذمة التحقيقات.
 
وقالت المتهمة، في اعترافاتها أمام محمد جابر رئيس نيابة قسم أول شبرا الخيمة: "نشأت في أسرة فقيرة مكونة من 5 أفراد، وأب عامل باليومية، تعاطف معنا زوجي الذي كان يكبرني بثلاثين عاما، وظل يساعدنا على المعيشة، حيث يمتلك منزلًا، وافتتح محل للأدوات المنزلية أسفل العقار الذي نقيم فيه، وبدأ يتودد إلينا إلى أن شعرت بالحنان نحوه بعد وفاة والدي، وأنه يخاف عليّ وعلى إخوتي".
 
وأضافت: "كنت أبلغ من العمر 18 عامًا كأكبر إخوتي عندما طرق زوجي باب الزواج مني، فوجدتها فرصة كبيرة تحقق حلمي في الخروج إلى النور، والعيش في بيت كبير معه، ليلبي لي كل احتياجاتي، وفي نفس الوقت يساعد أسرتي على المعيشة، وفعلا بعد عدة أشهر تزوجته، وكان نعم الأب والأخ والزوج، وأنجبت منه ثلاثة ابناء كانوا زهرة الحياة بالنسبة له، خاصة وأنه لم يسبق له الزواج، ولكن بعد إنجاب الأطفال وجدته ينصرف إلى ابنائه حتى أصبحوا كل حياته".
 
وتابعت: "هجرني زوجي، ولكن لم يكن ذلك بإرادته، ولكن بحكم العمر والأمراض المزمنة التي لاحقته، فأصبح بالنسبة لي (خيال مآته)، فلا زوج أعيش معه شبابي العشريني، ولا حب بيننا يساعدني في الحياة الجافة التي أعيشها، ولا يجمعني به حتى فراش الزوجية، فأصبحت حياتي باردة وأنا في عمر 23 عاما".
 
انخرطت المتهمة في البكاء، وواصلت أقوالها في تحقيقات النيابة، قائلة: "ارتضيت بالأمر الواقع، واختياري الخاطئ بالزواج من كهل بهدف الثراء والعيش في سلام ونعيم، وأهملت أحلام الحب والزواج من شاب في نفس عمري استمتع معه بالحياة الزوجية والأسرية والكفاح في تلك الحياة، واقتصرت طريق الحياة مع هذا الرجل العجوز الذي أفقدني شبابي، وبدأت أعيش الواقع وجفاء الحياة، وافتتحت محل كوافير حتى أحقق حلمي في العمل، وفعلا تمكنت خلال فترة قصيرة من تحقيق شهرة عالية بين الفتيات؛ حتى أصبح محل الكوافير من المحلات الشهيرة في المنطقة".
 
وذكرت: "دق قلبي ناحية أحد الشباب دون أن أدري، نظرات ثم اهتمام وشعرت وقتها بانتفاضة داخلية تريد إزاحة الهموم وإزالة الرجل العجوز من حياتي، وتطور الأمر بيني وبين الشاب إلى قصة حب جميلة وجدت فيها شبابي الذى كاد أن يندثر وتم تحطيمه، وبدأت خيوط أزمة الزوج العجوز تقف في طريق الحب والزواج من الشاب الذي أحبه وأعشقه".
 
وأضافت المتهمة خلال اعترافاتها: "تركت باب المنزل مفتوحًا أثناء نوم زوجي، ونزلت إلى محل الكوافير، ثم صعد الشاب الذي أحبه إلى الشقة ومعه سكينًا أحضرها لارتكاب الجريمة، وطعن زوجي عدة طعنات وهو نائم، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة".
 
وقالت: "بعدما تأكدت من تنفيذ الجريمة، صعدت إلى الشقة وأطلقت الصرخات والدموع، وأبلغت الشرطة، وكانت الكارثة أنني سقطت من أول مواجهة مع رجال المباحث الذين كشفوا سر الجريمة منذ اللحظة الأولى لدخولهم الشقة".
 
وأضافت: "خسرت نفسي وشبابي الذي من الممكن أن أقضيه في السجن أو يحكم علي بالإعدام شنقا، وخسرت أولادي فلذة كبدي وأسرتي.. لم أكن أعلم أن اختياري الخاطئ للزواج من رجل عجوز سيدمر حياتي، أنا نادمة على جريمتي، وأستحق الإعدام لأنني قتلت رجلًا مد يده لي وساعدني وأسرتي، واحتوى مشاكلي وفقري، وأراد أن يسعدنا بالمال".