بعد 14 سنة إدمان .. 
+ وسرقت أموال علاج والدتي المريضة القعيدة .. 
+ والدي شاهدني أتعافى وفخر بى وناداني دكتور احمد "
الشرقية ... سارة على
" أكثر شئ مازال يؤلمني حتى الآن هو أنني كنت أسرق أموال علاج والدتي المريضة حتى توفت .. و ظللت مدمنا ما يقرب من 14 عام .. ولكن تعافيت ووالدي توفى راض عنى ".. كانت تلك كلمات أحمد الطيب، و الذي سرد ل " أقباط متحدون " رحلة معاناته مع الإدمان حتى تعافى .
 
استهل الطيب حديثه قائلا " بدأت مشوار الإدمان و أنا ابن ال17 عام، بدأت الرحلة معى حينما لاحظت على أحد أصدقائي قيامه باستخراج شئ من محفظته ووضعه في فمه، وحينما سألته أجاب " ده دوا صراصير "، فطلبت منه أن يعطيني قرص فرفض قائلا " كتير عليك قرص خد نص حباية، و و استجبت له وبدأت أشعر بحالة من الاسترخاء والسعادة، و أنه لا يوجد لدى أي مشكلات و لكن لم أكن أعلم أنني بدأت في رحلة المعاناة.
 
وأضاف أنه وبعد انتهاء " شهر العسل " مع المخدرات وهي الفترة الأولى، بدأ سقف متطلباتى من المخدرات يرتفع، وبع د أن أصبح الإدمان للدواء الذي قال عنه صديقي دواء صراصير، بدأت أتعاطي البانجو والحشيش والأقراص المختلفة، إلى أن وصلت للماكس والهيروين، و تركت الدراسة و توجهت للعمل حتى أحصل على أموال ولكن سرعان ما تركت العمل أيضا و بدأت فى السرقة، حتى وصلت لسرقة أهل منزلي.
 
و أوضح أنه أخ لشقيقين و 3 شقيقات، ووالدته سيدة مريضة وقعيدة بسبب هشاشة العمود الفقري، و مستوى الأسرة المادي بسيط، و لم يلتفت لكل ذلك وبدأ فى سرقة أموال المنزل للطعام والشراب، حتى أموال علاج والدته المريضة لم يكن يرحمها.
 
و تابع .. " شرعت أيضا في القيام بعمليات نصب على أصدقائي، حتى أن الجميع بدأ ينفر منى، وكان أهل بيتي يتم معايرتهم بى، و كلما جاء أحد لخطبة واحدة من شقيقاتي الفتيات يتركها بسببي، و أصبحت عبء ووصمة عار على الأسرة كلها.
 
و استكمل .. " شاء الله قبل مشيئة الظروف، أن تطلب منى سيدة من جاراتنا رحمها الله، حضور ندوة، وسألتها عن موضوع الندوة فقالت لا أعلم ولكن الحضور مقابل بدل مادي، فسرعان ما وافقت لأحصل على أموال، و بحضور الندوة تفاجأت أن موضوع الندوة عن آثار و أضرار المخدرات، و شرح لتجارب بعض المتعافين.
 
وأردف حديثه قائلا .. " قام احد المتعافين ليقص معاناته وتجربته وما تعرض له فشعرت انه يتحدث حديثا مطابقا لتجربتي مع المخدرات، وبدأت أشعر أنني أريد أن أسلك نفس طريقه في التعافي ولكن لم أعرف كيف، و لكن أراد الله لي النجارة وتعرفت على طبيين احدهما يدعى بيتر و الآخر أيميل، و فتاة تدعى نورهان، و هم من العاملين بالمؤسسة المنظمة للندوة و هي مؤسسة لعلاج الإدمان، عرضوا على الامتثال للعلاج ووافقت فورا.
 
و قد دخل أحمد الطيب للمصحة، و بدأت رحلته مع العلاج، و قال أنها رحلة استمرت 6 أشهر، شعر فيها بأشد المعاناة خلال أيام أعراض الانسحاب، مؤكدا أنه كان يصرح من شدة الألم، و عرض عليه بعض المتقدمين للعلاج أن يخرج مثلما خرجوا، لعدم قدرتهم على التحمل، و لكنه أصر على استكمال رحلة الشفاء.
 
و أضاف أن والده كان يقوم بالاستدانة لجمع أموال العلاج، إلى أن طالبه القائمين على علاج أحمد بالتوقف عن جلب الأموال، حيث أن ثمن علاجه كان يتم سداده، و قال أحمد " حتى اليوم لا أعلم من دفع لي مال العلاج "، وبعد الانتهاء من فترة العلاج، عرض عليه القائمين على المؤسسة أن يعمل معهم حيث لن تقبله أي مؤسسة، و بالفعل بدأت العمل والتدريب على كيفية تثبيت المتعافين تقوية إرادتهم، و تعلمت إدارة المال، تقاضيت القليل منه ودبرت أحوالي به.
 
و قال الطيب " أكثر ما ندمت عليه في حياتي هو سرقة أموال علاج أمي المريضة القعيدة، و التي توفت قبل أن تراني أتعافى، ولكن  بالشئ الذي يدعو للصبر أن والدي رآني بعد أن تعافيت، وأصبحت نموذجا حسنا للمتعافين، بل وأصبحت أعطى ندوات وتدريبات لهم، و أقدم عروضا مسرحية، وفرح بى  والدي فرحا شديدا، حتى أنه كان يناديني بالدكتور احمد ويفخر بى وسط أصدقاءه"
 
واختتم حديثه قائلا " اليوم أكملت 6 أعوام و شهر و24 يوم وأنا متعافي تماما من كل أشكال المخدرات وتغيرت حياتي نهائيا، فقد أصبحت سندا لجميع أخواتي و اخواتى، و زوجت شقيقاتي الفتيات، و أصبحت خير شقيق ومعاون لإخوتي و أصدقائي ".