تختلف القبلات من بلد لآخر ومن ثقافة لأخرى، فهناك من يعتبرها تحية تقليدية، وهناك من يعبر بها عن حبه، وهناك من يعتبرها وسيلة مهمة في العلاقة العاطفية، وهناك من يرفضها ولا يقتنع بأي من هذه المزاعم؛ خوفا على صحته وتجنبا لانتقال الأمراض، ولكن الاختلاف لا يقف عند هذا الحد، حيث إن هناك أشياء كثيرة تنبع من الشخص ذاته حينما يقبّل غيره سواء كان رجلًا أو أمرأة.

 
ووفقًا لدراسة حديثة صادرة من جامعة "إنديانا" الأمريكية، فإن حوالي نصف الثقافات بالعالم تستخدم "التقبيل" عند التحية.
 
وبالعودة إلى انتشار القبلات في الثقافات، فأمريكا الوسطى والجنوبية ليست لديهم ثقافة التقبيل إلا نادرًا، حيث إن 4 من أصل 17 ثقافة في أمريكا الجنوبية تمسح بوجود القبلات، أما في إفريقيا فنسبة انتشارها 4 من أصل 27 ثقافة، وفي أمريكا الوسطى فالتقبيل غير موجود إلا بين الأزواج وهو "التقبيل الرومانسي"، وهذا مشابه لما يحدث في أمريكا الشمالية التي تنتشر فيها القبلات الحميمية أكثر من التي تعبر عن الترحيب.
 
وعلى مستوى حوض الأمازون، فالقبلات بين الأشخاص منعدمة إلا عند الأزواج، أما في أوروبا وآسيا فالتقبيل الرومانسي هو الأكثر شيوعًا.
 
وحسبما ذكر موقع "int .labello"، فإن النمساويين والألمان من أكثر الشعوب التي تحب التقبيل عند قول مرحبًا؛ لأن ذلك يعبر في ثقافتهم عن المحبة والشغف والتركيز، ويميل معظهم إلى استغراق مدة طويلة في القبلة الواحدة تصل أحيانًا من 12 ثانية إلى دقيقة، ولا يوجد لديهم عدد محدد للقبلات أو أين توضع بالضبط، ويكون ذلك وفقًا لنوع العلاقة بين الطرفين وجنسهم.
 
وعن القبلات في الولايات المتحدة الأمريكية، فالتي تؤخذ على الخد من أكثر الأشياء المزعجة في ثفافتهم التي تميل إلى التحية الخالية من القبلات، ولكنهم يفضلون أسلوب أفلام هوليوود في التقبيل وهو "الرومانسي الحميم".
 
أما في فرنسا التي تعد مدينة الحب والرومانسية، فالفرنسيون يميلون لتقيبل بعضهم البعض 4 قبلات عند التحية، ولكن في الهند الأمر عكس ذلك، حيث إنهم يميلون للقبلات الهادئة على الخدين عند التحية، ولكن التقبيل الرومانسي لديهم مازال من المحرمات في الشوارع، وعلى الرغم من ذلك إلا أن القبلات تنتشر في أفلامهم، ولكن هذا أمر لا يتقبله جزء كبير من الهنود حتى الآن، وفقًا لموقع "better health".
 
ولا يسمح الهنود أيضًا للمرتبطين بتقبيل بعضهم البعض إلا بعد الزواج، ولذلك تطلب أغلب الفنادق في الهند وثيقة الزواج قبل قبول حجز شاب وفتاة لغرفة واحدة.
 
وعلى مستوى القبلات عند الشعب التايلاندي، فالأمر لافت للنظر لأنه من الأشياء غير اللائقة عند التحية، والرائج لديهم هو "الركوع" أمام بعضهم البعض؛ كنوع من التعبير عن التحية والود، ولذلك لا تظهر القبلات في الشوارع إلا من قبل السائحين أو التايلانديين الذين يريدون تقليد الثقافة الغربية.
 
أما في اليابان، فالقبلات في ثقافتهم تعد تعبيرًا عن الحب بين الرجل والمرأة فقط، لذلك ليست منتشرة في الشوارع وتقتصر على الواقعين في الحب أو المتزوجين، وهذا عكس المكسيكيين الذين يحبون التقبيل، واستطاعوا الفوز في موسوعة "جينيس" خلال احتفالهم بعيد الحب عام 2009.
 
ولا تجد بعض نساء المكسيك الرجل جذابًا إذا كان متحفظًا خلال تقبيلهن، وهذا عكس نيوزيلندا التي تعتمد فيها ثقافة التقبيل على لمس الأنف فقط والجبهة، وغير ذلك يعتبر شيئًا غير صحيح في المجتمع.
 
وتتفق باكستان قليلًا مع الدول التي تعتبر القبلات في الشوارع أمرًا غير جيد، حيث إن التقبيل في الأماكن العامة لديهم أمرًا غير مقبول، وعادةً ما يحتضن الرجال بعضهم البعض كتحية، أما الرجال والنساء فيكتفون بالمصافحة كأقصى درجة للتحية فيما بينهم.
 
ولم يختلف ذلك عما يحدث في جنوب إفريقيا، التي تم منع التقبيل فيها بين من هم أقل من 16 عامًا، ولكن رفض الشباب ذلك وقامت عدة احتجاجات، ولم تستطع الدولة تطبيق حظره في كل الأماكن.
 
وفي القطب الشمالي، فالقبلات تقتصر على المتزوجين فقط، أما التحية فتتم عبر وضع الأنوف أمام بعضها في زاوية مستقيمة وفركها بقوة، وهذه الثقافة هي ذاتها السائدة في جنوب المحيط الهادئ، أما في بعض جزر غينيا، فالقبلات لا تعبر عن الحب أكثر من قضم رموش بعضهم البعض؛ كنوع من التحية، أما القبلات بين المتزوجين فهي عبارة عن عض للشفاة حتى تنزف دمًا، وفقًا لـ"Nytimes".
 
على الرغم من اختلاف ثقافة القبلة بين بلد وأخرى، إلا أن ذلك لم يمنع دولًا من جعلها من المحظورات، أبرزها دبي التي يمنع فيها القبلات الرومانسية بالشوارع من غير الأجانب، والصين وريف فيتنام وإندونيسيا التي لا يسمح فيها إلا بتشابك الأيادي بين المحبين، وأيضًا تايلاند، كذلك العديد من الدول العربية التي لا تجرم القُبلة، ولكن أمرها غير شائع في العلن ويسبب حرجا مجتمعيا في كثير من الأحيان، حسبما ذكر موقع "global citizen".
 
ولا تنحصر القبلات كونها سببًا في بث مشاعر المحبة والعشق، فقيمتها تتعدى ذلك وتصل إلى وجود فوائد لها على الجسم عند حدوثها، مثل زيادة المناعة عند المرأة، وحمايتها من الفيروس المضخم للخلايا الذي يمكن أن يصيب الرضع بعيوب خلقية، وحرق السعرات الحرارية التي قد تصل إلى 6 سعرات في الدقيقة الواحدة.
 
ومن فوائده أيضًا أنه يقوي عضلات الوجه؛ لأن الإنسان يستخدم 30 عضلة خلال القبلة الواحدة، إضافة إلى أن التقبيل يزيد من مستويات الأوكسيتوسين، وهي المادة الكيميائية المهدئة للجسم وأيضًا زيادة الإندورفين الذي يمنح شعورًا مريحًا للعقل، وفقًا لموقع "womans day".
 
وعلى الرغم من مميزات القبلة، إلا أن لها عدة أضرار ذكرها موقع "cosmopolitan"، وهي: نقل الجراثيم للجهاز الهضمي من خلال اللعاب، ونشر الفيروسات مثل مرض التنسج السحائي والتهاب القزحية، وتقرحات منتفخة حول الفم مليئة بالميكروبات، والتعرض لفيروسات أخرى مثل نقص المناعة الذي ينتقل حينما يكون الشخص مصابًا بالتهابات في اللثة.
 
ومن ضمن الأضرار أيضًا، ظهور الحساسية ضد بعض أنواع الطعام التي تناولها الشخص الذي يقوم بالتقبيل ويظهر ذلك عند الطرف الآخر على هيئة انتفاخات بالوجه وعدم القدرة على التنفس وقيء.