فجرت تحقيقات النيابة العامة بالإسكندرية عدة مفاجآت في واقعة الهيكليين العظميين اللذان عثرا عليهما بطريق المحمودية

 
في الوقت الذي كانت تستعد فيه النيابة لإحالة ملف شقة المتوفيين إلى إدارة التركات الشاغرة ببنك ناصر الاجتماعى تلقى المستشار محمود الغايش المحامى العام لنيابات شرق الإسكندرية الكلية إخطارًا من إدارة السجل المدني يفيد بظهور أقارب للزوج مقيمين بمحافظة القاهرة.
 
وأظهر استعلام مصلحة الأحوال الشخصية أن للزوج شقيق متوفي منذ سنوات وله ولدين على قيد الحياة، ما يعني وجود أقارب له جارى استدعائهم للنيابة لسماع أقوالهم واتخاذ الإجراءات القانونية حيال الشقة محل الواقعة، فيما لم يظهر أقارب للزوجة.
 
ترجع بداية الواقعة، عندما تلقى قسم شرطة محرم بك بلاغا من الأهالي يفيد العثور على هيكلين عظميين لرجل وسيدة في حالة تحلل كامل بطريق محور المحمودية، ووجود 9 «غوايش» ذهبية بملابس المجني عليها بين الرفات.
 
انتقل مأمور وضباط وحدة مباحث قسم شرطة محرم بك إلى موقع البلاغ، وتوصلت جهود فريق البحث إلى تحديد 3 أشخاص يستقلون «تروسيكل» قاموا بالتخلص من الهيكلين العظميين بمحل الواقعة وهم فني تكييف وقهوجي وعامل خردة.
 
وعقب تقنين الإجراءات، جرى القبض على المتهمين الثلاثة واعترفوا في التحقيقات باتفاق «تاجر سيارات وحاصل على ليسانس وموظف بالمعاش» على نقل بعض المخلفات من إحدى الشقق بمنطقة سيدي جابر والتخلص منها.
 
وبضبط باقي المتهمين، اعترفوا بأنهم استغلوا اختفاء قاطني إحدى الشقق بعقار بمنطقة سيدي جابر منذ 7 سنوات، واتفقوا فيما بينهم على اصطناع عقود ملكية مزورة لتلك الشقة للاستيلاء عليها.
 
وأضافوا بأنهم توجهوا للشقة رفقة نجار وقاموا بكسر الباب في حضور حارس العقار واتحاد الملاك وقدموا لهم أوراقا تثبت ملكيتهم للشقة عن طريق الشراء من مالكها.
 
وأشاروا إلى أنه أثناء دخولهم الشقة عثروا على هيكلين عظميين لرجل بالمعاش يدعى «على» 70 عاما كان يعمل بمكتب للمحاماة وزوجته «ذكية» ربة منزل 65 عاما مالكي الشقة فاستأجروا المتهمين الثلاثة لإلقاء الرفات في القمامة.
 
وكشفت تحقيقات كلا من محمد حشيش وخالد بركات وكيلا نيابة محرم بك في الواقعة التي حملت رقم 11085 لسنة 2019 إداري قسم شرطة محرم بك
 
عن الوضعية التي كانتا عليها الجثتين لحظة اكتشافهما بمعرفة اللصوص الذين حاولوا الاستيلاء على الشقة ويرجح وفاتهما في غضون عام ٢٠١٣ بحسب تقديرات الطب الشرعى حيث أقر المتهم الرئيسى في التحقيقات أنهم عثروا على جثة الزوجة بطرقة الشقة بين الصالة وغرف النوم بالقرب من باب الحمام، فيما عثر على جثة الزوج في ذات الطرقة قريبا من غرفة النوم.
 
وأفاد محضر معاينة النيابة للشقة أنها مغلقة النوافذ والابواب بإحكام ما عدا باب غرفة النوم الرئيسة مع وجود آثار كسر بباب الشقة والذى تم بمعرفة اللصوص الذين حاولوا الاستيلاء عليها، فيما تبين قيام شركة الكهرباء برفع العداد وفصل التيار الكهربائي عن الشقة منذ حوالي عام، وذلك لعدم سداد الفواتير.
 
ورجحت التحريات وفاة الزوجة بسبب أمراض الشيخوخة أولا، دون أن يتمكن زوجها من الإبلاغ لكونه مصاب بشلل يعوقه عن الحركة ليتوفي بعدها بأيام.
 
وعلمت «المصرى اليوم» ان تحقيقات النيابة تواجه صعوبة بالغة اذ ان الوفاة تمت منذ فترة طويلة وعدم وجود معلومات كافية عن المتوفين بسبب عزوفهما عن الاختلاط بالجيران.
 
واتفقت أقوال الشهود مع ما ادلى رئيس اتحاد الشاغلين وحارس العقار، وبعض الجيران والذين أكدوا عدم وجود علاقة بين المتوفين وباقي سكان العقار، وأن الزوج كان دائم الشجار معهم لأسباب عادية ومنها قيامه بتحرير محاضر لعدد من السكان، بينهم جاره بالطابق السابع لقيامه بتركيب ماتور مياه ما أدى لضعف المياه بشقته.
 
وأضاف رئيس اتحاد الشاغلين في التحقيقات أن الزوجة أيضا كانت تعاني من حالة نفسية سيئة ودائمة الصراخ والشجار مع الجميع.
 
 
«المصرى اليوم» انتقلت إلى موقع شقة الزوجين التي كانت سببا في اكتشاف الواقعة، ولولا طمع اللصوص في الاستيلاء عليها لما تم اكتشاف وفاة الزوجين لمدة لا يعلمها إلا الله.
 
العنوان الرئيسى للعقار الذي يحمل رقم 225 بشارع طيبة أحد أشهر شوارع منطقة كليوباترا، حيث يكتنف الصمت الشارع بالكامل وحتى نوافذ العقار المكون من ١٢ طابقًا لا تخبرك بأي شئ خلفها سوى الصمت فقط.
 
وفى البداية قال حارسه «عم مصباح»: «أنا معرفهومش ولا عمرى شوفتهم في حياتي فأنا أعمل هنا بالعقار منذ 4 سنوات فقط.. وعلمت من الجيران أن أصحاب الشقة أغلقوها وغادروا للقاهرة«، مشيرصا إلى أن «العقار قديم مبني منذ عام 1984 وتسببت الرطوبة في رائحة عطنة بكافة طوابقه يمكن علشان كده محدش حس برائحة الجثث».
 
وعن قصة الاستيلاء على الشقة، أوضح «مصباح» أن «المتهمين حضروا قبل أيام من الواقعة، مؤكدين أنهم ورثة أصحاب الشقة المغلقة بالطابق الثالث وجاءوا لفتحها»، لافتا إلى أنه رفض دخولهم وطلب منهم أوراق الملكية.
 
وتابع «مصباح»: «بالفعل غادروا ولكنهم عادوا بعد أيام ومعهم نسخة عقد بيع من أصحاب الشقة لهم.. فاستدعى رئيس اتحاد الشاغلين وقام المتهمون بكسر باب الشقة إلا أن لم يمر دقائق وغادروها بعد ١٠ دقائق، ثم عادوا مرة أخرى وأخبروه أنهم سينقلون بعد المنقولات من الشقة وتنظيفها، موضحًا أنه قرر إخطار قسم الشرطة لإخلاء مسئوليته.
 
وأضاف «عم مصباح» أن الشرطة حضرت لمعاينة الشقة بعد اكتشاف الواقعة، موضحا أنه علم من الجيران أنهم كانوا جميعا يتجنبون أصحاب الشقة ويوصفهم بأنهم «أصحاب مشاكل».
 
إلى ذلك لم تنتهي مفاجآت الواقعة، حيث من المنتظر ظهور مفاجآت أخرى في الواقعة عند سماع أقوال أقارب الزوج المتوفى بمعرفة النيابة العامة.