أطلقت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين كانوا يحاصرون أحد مستودعات الحافلات في باريس، اليوم الخميس، في أحدث مواجهة بين السلطات والنقابات بشأن إصلاح نظام المعاشات.

وأظهرت لقطات فيديو لأحد مراسلي قناة "بي أف أم" نُشرت على "تويتر" الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع على حشد من الناس عند مدخل مستودع الحافلات، ولم يكن لدى شرطة باريس تعليق فوري، حسبما أوردت وكالة "رويترز".

الاحتجاجات، هي الآن في يومها التاسع والعشرين، هي الأطول منذ عام 1968.

دعت الكنفدرالية العامة للشغل منظمة نقابية فرنسية إلى القيام بمزيد من الإضرابات هذا الشهر بعد أن وعد الرئيس إيمانويل ماكرون بإصلاح نظام التقاعد.

وتعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الثلاثاء 31 ديسمبر، بإصلاح نظام المعاشات التقاعدية، بعد أسابيع من الإضرابات على مستوى البلاد من قبل النقابات العمالية.

وقال "ماكرون" في خطاب عشية رأس السنة التقليدية، إنه يتوقع من حكومته أن تتوصل بسرعة إلى حل وسط مع النقابات بشأن الإصلاح، ولكن دون أن تتخلى عن المبادئ التي وضعها الوزراء.

كما حاولت النقابات إجبار المصرفي الاستثماري السابق على التخلي عن إصلاح نظام المعاشات التقاعدية في فرنسا من خلال إضرابات على مستوى البلاد، منذ 5 ديسمبر أدت إلى شل النقل العام.

وأوضح الرئيس الفرنسي في خطاب بث علي التلفاز، في وقت الذروة إلى الأمة، إن إصلاح التقاعد الذي التزمت به قبل أن يتم تنفيذه لأنه هو مشروع العدالة الاجتماعية والتقدم.

كما أراد استبدال النظام الحالي في فرنسا، والذي يضم 42 نظامًا تقاعديًا مختلفًا لقطاع معين بنظام قائم على النقاط للجميع، والذي تقول حكومته إنه أكثر عدلًا وشفافية.

وفي الوقت الذي رفضت فيه حكومة ماكرون دعوات الاتحاد لإسقاط الإصلاح تمامًا، فقد قدمت تنازلات لقائمة متنامية من القطاعات في سعيها لنزع فتيل التوترات.

وأفاد الرئيس ماكرون، بأننا "سنأخذ في الاعتبار المهام الصعبة حتى يتسنى لأولئك، الذين يقومون بها أن يغادروا في وقت مبكر".

وقد رفضت رئاسة ماكرون حتى الآن التراجع عن خطط لتشجيع الناس على العمل، حتى يبلغوا سن 64 بدلًا من سن التقاعد القانوني البالغ 62 عامًا، وهو مطلب رئيسي للنقابة.

وبموجب خططه، سيحصل العمال على حقوق معاشات تقاعدية مخفضة إذا تقاعدوا قبل سن 64، ما لم يستفيدوا من إعفاءات خاصة بسبب مهنتهم، مثل ضباط الشرطة أو الجنود.

وقال زعيم أقصى اليسار جان لوك ميلنشون، على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، إن كلمات ماكرون كانت "إعلان حرب على من يرفضون الإصلاح".