نادر شكري
عبر المايسترو بيشوى عوض  الفنان المصري بباريس عن استيائه عندما علم  بنية نقل تماثيل معبد الكرنك إلى ميدان التحرير، مشيرا انه قرار عشوائي وأهوج. 
 
وتابع قائلا " عندما سمعت بعض الآراء بهذا الخصوص من أشخاص متخصصين مثل مصطفى الوزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار و مصطفى الصغير مدير عام أثار الكرنك و الكاتبة لميس جابر، شعرت بالخوف من عدم مراعاتهم لحرمة هذا المكان المقدس،و تقديمهم للمبررات أمام شاشات التلفزيون دون تقديم الأسباب و الدوافع لهذا التصرف، جعلني أتخوف على مصير اتركه لنا أجدادنا،
 
وأضاف " أذا كان المسئولون و أصحاب الثقافة غير مكترثون بكارثة هذا التصرف الغير الإنساني فماذا ننتظر من المواطن الذي لم يحظى بفرصة التثقف؟!وهاأنذا أفكر بصوت عال، إن كان هذا القرار يأتي تدعيما للسياحة، أللا يجب بالأحرى الاهتمام بالآثار في موقعها الأصلي و بالمحافظات الموجودة بها؟!،و الاهتمام بمحيطها الجغرافي، و بالطرق المؤدية إليها؟!،دون المساس بالآثار نفسها و إفقادها معناها و سياقها الجغرافي التي بنيت خلالها !ألا يجب على الدولة إن أرادت تزيين ميدان التحرير، أن تستعين بالنحاتين الحاليين لتنفيذ مادة فنية بلغة و مصطلحات العصر الحالي؟فيستفيد بذلك جميع الأطراف، بخلق فرص عمل للفنانين الحاليين للتعبير عن فنونهم و مواهبهم، و وضع مصر في عداد الدول التي تواكب الحداثة في مجال المعمار و الفنون.
 
واستكمل يجب أن  نفكر لحظة واحدة في السؤال الذي سيدور في رأس اى سائح يزور ميدان  التحرير " إيه اللى جاب القلعة جمب البحر" ؟!وبذلك نخسر ثقة السائح الأجنبي في تصرفاتنا و معرفتنا بقيمة أثارنا إنسانيا و جغرافيا؟ و هنا أطلب من القارئ الفاضل، أن تتخيل أنك تبنى بيتا أو فيلا شاهقة و تصرف عليها العمر و النقود،ثم يأتي من يعتقد أن له الحق في التصرف في أملاكك ليأخذ منها ما يحلو له و ينقلها ليزين بيته هو فقط للتفاخر بها.
 
هذه الآثار هى حرمة مقدسة، وللقارئ الفاضل أن يتخيل كم من الأعمار والنقود و الجهود و الطاقات و الإرادة الإنسانية بذلت لبناء هذه الآثار في مكانها المخصص بالضبط لها.ألا يعد أمر بترها من مكانها جريمة و اعتداء و إقلالا من شأن أجدادنا الذين بنوها؟
 
 يعد أمر بترها انتهاكا لتاريخنا و لنا نحن؟و أن من غرابة الأمور أن يعتقد بعض الأشخاص الذين يشغلون بعض المناصب أنهم الأشخاص الأكثر فهما و أن لا يجب أن يعترض أحدا أو يطالب أحدا بإيقاف مثل هذه التصرفات الهوجاء، مقللين من شأن العامة و من قيمة رأيهم، و هذا انتهاكا أخر.
 
كفنان مصري أطالب بعدم المساس بالآثار، المتعلقة بمكان جغرافي، فذلك انتهاك لحرمة تلك الأماكن المقدسة،و استهتارا بآبائنا و أجدادنا الذين قضوا عمرهم كله في بناءها.