كتب – روماني صبري 
عرف الفنان الراحل، أمين الهنيدي، حب التمثيل مبكرا، حيث كان يقوم في طفولته بتقليد وغناء مونولوجات الفنان إسماعيل ياسين، وكذلك مونولوجات الفنانة ثريا حلمي -  رائدة فن المونولوج في مصر-، وبمجرد أن وطأت أقدامه عالم الفن دفع باسمه إلى واجهة المشهد الكوميدي في مصر، ونبرز في السطور المقبلة أهم المحطات في حياة الراحل.
 
البداية 
شهد 1 أكتوبر عام 1925 ميلاد الهنيدي بمدينة المنصورة، وهو من أبناء مدرسة شبرا الثانوية، وبعد انتهاء دراسته الثانوية التحق  بكلية الآداب، وبعد مدة قرر تركها ليلتحق  بكلية الحقوق لكنه تركها أيضا والتحق بكلية التربية الرياضية، ليعين بعدها مدرسا للتربية الرياضية.
دخوله عالم الفن 
في عام 1939 انضم الهنيدي لفرقة نجيب الريحاني المسرحية، وشارك مع الفرقة في عرض مسرحي واحد، وبعد ذلك انتقل إلى السودان عام 1954 في مهمة عمل رسمية، ليلتقي هناك الفنان محمد المصري المعروف بـ"أبو لمعة"، فكون معه فرقة مسرحية بالنادي المصري بالخرطوم.
 
وبعد عودته إلى الوطن التقى الفنان عبد المنعم مدبولي، والمؤلف يوسف عوف، فشارك معهم  في برنامج إذاعي شهير وهو "ساعة لقلبك"، لينضم بعدها لفرقة تحية كاريوكا ثم مسرح التليفزيون .
 
ومن ابرز أعماله المسرحية التي قدمها خلال انضمامه بمسرح التليفزيون : عائلة سعيدة جدا،  لوكاندة الفردوس، المغفل، شارع البهلوان، شفيقة ومتولي، جوزين وفرد، أصل وصورة، عبود عبده عبود. 
 
كما قدم عددا كبيرا من الأفلام السينمائية الناجحة ومنها : احنا بتوع الإسعاف، الأزواج والصيف، شنطة حمزة، رحلة عيون، القرش، 4-2-4، غرام في الكرنك، احترسي من الرجال يا ماما، الظريف والشهم والطماع، الكدابين التلاتة، واحد في المليون, انا ومراتي والجو، شهر عسل بدون إزعاج وغيرها من الأفلام .
الخوف من الموت والنهاية 
طغى عليه الخوف من المرض، ما جعله يذهب للعديد من الأطباء، وكانوا يؤكدون له انه صحته على ما يرام ولم يعرف المرض الخطير جسده، لم يصدقهم فاضطر للذهاب إلى (عراف)، وهو ما حول حياته جحيما حيث اخبره العراف أن مرضا خطيرا سينزل بجسده، ويعجل بموته، نصحه المقربين أن كلام العراف دجل، وعليه الاستماع فقط لكلام الأطباء، لكنه كان يضرب بكلامهم عرض الحائط، وظل يقول سأصاب بمرض  خطير، وفي مطلع الثمانينيات شعر بالتعب والهزال وبعد التشخيص أكتشف الأطباء انه مصاب بسرطان المعدة، ليغيب بعدها عن المشاركة في الأعمال الفنية فتراكمت عليه الديون وطفح بقلبه الاكتئاب .
 
سافر بعدها للعلاج علي نفقة الدولة، وبعد عودته ارض الوطن دخل العناية المركزة، ليغيبه الموت  في 3 يوليو عام 1986، ولان أسرته لم تكن تمتلك مبلغ 2000 جنيه قيمة مصاريف العلاج، فشلت في الحصول على جثمانه، لكن بفضل مساعدة زملائه من الوسط الفني تم توفير المبلغ المذكور ليفرج عن جثته .