تعرض لهجوم شديد بسبب كتبه ومواقفه.. وألحد بسبب "الشيوخ الجهلة"

كتب - نعيم يوسف
في مثل هذا اليوم الموافق 27 ديسمبر من عام 1921، ولد في أحدى قرى شبين الكوم، بمحافظة المنوفية، الطفل مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ، من عائلة ينتهي نسبها إلى الأشراف.
 
أزمة وفاة والدة
في سن المراهقة، بينما كان مصطفى يتجاوز عامه الـ18 توفى والده عام 1939، وكان مريضا بالشلل، ورغم ذلك تجاوز "مصطفى" ظروف غياب الأب، واستكمل دراسته وتخرج من كلية الطب عام 1953، وتخصص في الأمراض الصدرية.
 
طبيب .. ولكن باحث وفيلسوف
كان صدر طبيب الأمراض الصدرية حديث التخرج مليئا بعشق الكتابة والبحث والدراسة وليس الطب، فتفرغ لها بعد سبع سنوات فقط من التخرج، ليبدأ رحلة طويلة جعلت منه ذا شأن كبير فيما بعد، ليس في المحافظة نفسها فحسب، بل في مصر والوطن العربي كله.
 
كان إنتاجه الفكري غزيرا جدا، حيث ألف 89 كتاباً منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية إضافة إلى الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات، كما قدم  أكثر من 400 حلقة من برنامجه التلفزيوني الشهير (العلم والإيمان)، ولكن خلال البحث عن العلم اتجه إلى طريق الإلحاد.
قصة إلحاده
تروي نجلته "أمل"، في أحد الحوارات الصحفية، قصة إلحاده، وكيف أن بعض الشيوخ تسببوا في ذلك، وتقول إنه كان يسأل الشيوخ عندما يتعرض لمشكلة، وفي أحد المرات سأل شيخًا عن سبب وجود الذباب والحشرات فى المنزل فأعطاه ذلك الشيخ ورقة وطلب منه أن يضعها وسط المنزل، وقال له: "اطمن يا مصطفى مش هتشوف حشرات تانى"، وبعد أن فعل والدها ذلك وجد الحشرات كما هي، معقبة: "وعلم أن هذا الشخص وأمثاله جاهلون، فبدأ عدم الثقة فى هؤلاء، وزادت مساحة الشك داخله، حتى لم يعد مقتنعا بأى مسلمات، حتى وصل إلى ما وصفوه بـ"الإلحاد".
 
أزمات وصلت لتدخل الرؤساء
تعرض للعديد من الأزمات، والتي وصلت لدرجة تدخل الرؤساء، فمثلا أزمة كتابه "الله والإنسان"، تدخل فيها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وطلب بنفسه محاكمته، بناء على طلب الأزهر، الذي اعتبر ذلك "كفر"، ولكن المحكمة اكتفت بمصادرة الكتاب.
 
كان السادات صديقا شخصيا لمصطفى محمود، وقد أبلغه بإعجابه بكتاب "الله والإنسان"، وقرر طباعته مرة أخرى، كما دخل مصطفى محمود في أزمة أخرى مع كتابه "الشفاعة"، حيث قال إن الشفاعة الحقيقية غير التي يروج لها علماء الحديث وأن الشفاعة بمفهومها المعروف أشبه بنوع من الواسطة والاتكالية على شفاعة النبى محمد وعدم العمل والاجتهاد أو أنها تعنى تغييراً لحكم الله في هؤلاء المذنبين وأن الله الأرحم بعبيده والأعلم بما يستحقونه، وقد تعرض لهجوم شديد جدا، وصدر ضده حوالي 14 كتابا للرد عليه، وانتقدوه بأنه "مجرد طبيب لا علاقة له بالعلم الديني".
تزوج مرتين.. والنهاية هي الطلاق
أما عن حياته الشخصية، فقد تزوج مرتين، أحدها عام 1961، وانتهى بالطلاق عام 1973، وأنجب في هذه الزيجة "أمل وأدهم"، ثم تزوج ثانية عام 1983، من السيدة زينب حمدي وانتهى هذا الزواج أيضا بالطلاق عام 1987.
 
اعتزال الكتابة
في نهاية حياته تعرض لأزمة شديدة، أدت به إلى أن يعتزل الكتابة وفي عام 2003 أصبح يعيش منعزلاً وحيداً، وفي الساعة السابعة والنصف من صباح السبت 31 أكتوبر 2009 توفي بعد رحلة علاج استمرت عدة شهور  عن عمر ناهز 88 عاماً.
 
كويكب باسمه
حصل على العديد من التكريمات والجوائز، ولكن أهمها إطلاق اسمه على "كويكب" في الفضاء تم اكتشافه في 19 أكتوبر عام 2009 في محطة زيلنشوكسكايا من قبل تيمور في كرياشكو.