عرض/ سامية عياد
"الحق الحق أقوله لكم إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم" فى سر الإفخارستيا نصير جسدا واحدا للرأس الواحد ربنا يسوع المسيح لأننا نشترك فى الذبيحة الواحدة بإيمان مستقيم وقلب واحد ..
 
نيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية فى مقاله "الليتورجيا ووحدة الكنيسة" وضح لنا أن الكنيسة خلال سر الإفخارستيا والقداس الإلهى تعيش سر الوحدانية كما يقول القديس أغسطينوس :"ينشأ سر سلامنا ووحدتنا فوق مذبحه المقدس" ، وتعيش الكنيسة الشركة التى تعنى اتحاد حيث نصير من خلاله أبناء للأب السماوى ونجد الكنيسة يوم العماد تقوم بدهن المعمد بزيت الميرون وتناوله جسد الرب ودمه الأقدسين لتكون له الحياة الحقيقية ، فى سر التناول نعيش فى القداس الانتماء الحقيقى ككنيسة للمسيح القدوس، لنكون أبناء للأب السماوى ، وهذا هو سر عضويتنا فى الكنيسة المقدسة لأننا نشترك فى الذبيحة الواحدة بإيمان مستقيم وقلب واحد ، لذا الكنيسة من خلال الخدام تعمل على ربط المخدومين بسر الإفخارستيا بصفة منتظمة والتناول من الأسرار المقدسة.
 
الرب يسوع فى تأسيس سر الإفخارستيا يوم خميس العهد قال "لأن هذا هو دمى الذى للعهد الجديد الذى يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا" لذا يسمى كأس الدم بكأس البركة لأنه يحتوى على دم السيد المسيح الذى سفك من أجل خلاصنا ، خلال سر التناول نصلى معا ونسجد معا نسبح الله بألحان مقدسة وانسكاب حقيقى بالقلب ، يقول القديس كيرلس أنه عند إصعاد الذبيحة على المذبح المقدس ، تضمحل الخطية من أعضائنا بنعمة الله وترتفع عقولنا لمشاهدة جلال الله وتتحد نفوسنا بعضا بعض لتخلق قلبا طاهرا  ويعمل الروح بداخلنا ونصير مستحقين لنوال مواهب كثيرة من عند الرب. 
 
لا تجعل شىء يعطلك عن حضور القداس الإلهى والتناول من الأسرار المقدسة ، لكى تمتلىء من الشبع الروحى وتنال غفران الخطايا ..