عرض/ سامية عياد

"ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله" تجسد رب المجد يسوع المسيح من العذراء مريم دون زرع بشر بل ولد ميلادا بتوليا وتجسد وصار مثلنا بفعل الروح القدس ..
 
القمص بنيامين المحرقى فى مقاله "نمجد ميلادك غير المدرك" أوضح لنا أن التجسد الإلهى بدون زرع بشر ليس أمرا مستحيلا ، فمنذ بدء الخليقة خلق الله أدم من تراب ثم خلق حواء من ضلع آدم فكليهما خلقا بدون اتحاد جسدى ، هكذا أيضا صار التجسد الإلهى دون زرع بشر يقول القديس كيرلس الأورشليمى كما أن حواء ولدت من جنب آدم دون أن تحبل بها أم ، فكان من الطبيعى أن المرأة توفى الدين وترد الجميل فهكذا حبلت العذراء مريم بلا زرع رجل بل حبلت بالروح القدس حبلا بلا دنس .
 
ومن ناحية أخرى نجد القديس كيرلس الكبير يشرح لنا هدف التجسد بأن الرب يسوع صار إنسانا مثلنا لكى يحول طبيعتنا ويعطينا ميلادا جديدا روحيا بواسطة الروح القدس لذا ندعو الله أبا ، ونحن ندعو أبناء الله بتجسده أصبح لنا طبيعة جديدة منبثقة من طبيعة الرب يسوع وتركنا طبيعة آدم الأولى التى دنستها الخطية ، وصار لنا طبيعة أدم الثانية الرب يسوع ، لقد تجسد الابن الكلمة وصار له طبيعة الأب "المولود من الآب قبل كل الدهور" ، بفعل الروح القدس اتخذ الله ناسوتا خاصا به متحدا بلاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج فاحتفظ كل منهما بخصائصه ، فالطبيعة الواحدة لها خصائص الطبيعتين معا فى آن واحد .
 
هب لنا يا رب بحق ميلادك وتجسدك أن نجاهد من أجل أن نحفظ طبيعتنا الجديدة التى منحتنا أياها بلا دنس وبلا خطية فلكى نكون أبناء الله يجب أن نكون مثل أبانا الذى فى السموات ...