رجل الأعمال حسين سالم

على بعد أمتار قليلة من مسجد الشرطة في الشيخ زايد، شهدت قاعة "الرزاق" للمناسبات، الملحقة به، مراسم عزاء رجل الأعمال حسين سالم، أمس، وسط تشديدات أمنية مكثفة ومنع دخول الصحفيين والمصورين.

وحرص العديد من أقارب رجل الأعمال الراحل على التواجد قبيل صلاة المغرب التي أدوها في المسجد، ليصطفوا على جانبي قاعة "الرزاق" لاستقبال المعزين، ومن الملفت أن معظمهم كانوا من الشباب.

وعلى الجانب الآخر من القاعة، التي تم تصميمها على الطراز الإسلامي، وضع حاجز أبيض اللون، للفصل بين عزاء الرجال والسيدات اللاتي حضرن بكثافة، سواء كن من أقارب حسين سالم أو زوجات رجال الأعمال والمسؤولين السابقين.


وبعد نصف ساعة من صلاة المغرب، وجه خالد حسين سالم، تعليماته للأمن، بالمدخل المؤدي للقاعة، بعدم تواجد المصوريين الصحفيين، والتشديد على استخدام البوابة الإلكترونية التي وضعت على بعد 5 أمتار تقريبا من القاعة.

ظهور حفيدة حسين سالم
خرجت حفيدة حسين سالم، من الباب المخصص لعزاء السيدات بالقاعة، وصافحت العاملين لدى جدها، الذين قدموا لها واجب العزاء، واحتضنت بعدها طفلا صغيرا كان يتواجد مع والده، متحدثة بلغة عربية ظهر عليها مخارج نطق الإسبانية نوعا ما.

وكانت حريصة بين الحين والآخر على استقبال الذين حضروا لتقديم واجب العزاء، حيث بدا وأن علاقة العائلة بالعاملين، جيدة إلى حد كبير.

توزيع شنطة "المصحف والسبحة والأذكار" على المعزين
وقف على باب "الرزاق" رجلان "خمسيني وأربعيني" ارتدى كلا منهما بدلة سوداء، وبجوارهما "كراتين" يُخرجان منها حقائب من القماش، سوداء وزرقاء اللون، احتوت على مصحف كتب على صفحته الأولى "صدقة جارية على روح المغفور له حسين كمال الدين سالم، نسألكم الفاتحة والدعاء له بالرحمة والمغفرة، وأن يسكنه الله فسيح جناته"، ومصلية جيب، وكتاب مفاتيح الفرج، وظرف أخضر اللون به أسماء الله الحسنى ومعانيها، الرقية الشرعية، دعاء المسلم لنفسه، أدعية للأمان من الخوف والكرب، دعاء المتوفى، دعاء للأبناء، دعاء بر الوالدين، أذكار الصباح والمساء، الأذكار بعد الصلاة المفروضة.






تزايد وصول السيارات التي كانت معظمها بالزجاج الأسود "فاميه" بعد حوالي ساعة من صلاة المغرب، بالتزامن مع ارتفاع دخان البخور أمام القاعة، لينشط العاملون في محيطها لإحضار المياه المعدنية والعصائر للمعزين.

قدامى العاملين لدى شركات حسين سالم يؤدون العزاء فيه
على جانب القاعة، احتشد عدد من العاملين القدامى لدى شركات حسين سالم، وكان الحضور الأبرز للذين عملوا معه في فنادقه بمدينة شرم الشيخ خلال تسعينيات القرن الماضي، حيث قال "م. ض" لـ"الوطن": "تخرجت في كلية التجارة بجامعة القاهرة عام 1989، وعملت بعدها مباشرة مع مستر حسين، الذي كان يحرص على معرفة جميع العاملين لديه في الإدارة، ويتابع سير العمل بشكل دوري، عبر مروره على مكاتبهم، وكان يرفض فصل أي عامل في الفندق".

وأضاف أن "حسين سالم توجد تشابهات كثيرة بين شخصيته وبين شخصية ابنه، الذي يتميز عنه بالصرامة نوعا ما، للحفاظ على ما تبقى من أملاك والده الذي كان يقيم لنا حفلا سنويا يجمع فيه كل العاملين لدى مجموعته".

لم يكن حضور العاملين للعزاء مقتصرا على الرجال فقط، بل شهد تواجدا من زوجات المديرين، كما شاركت إحدى المديرات في فندق يمتلكه حسين سالم، في تنظيم العزاء مع قريباته، واستقبال السيدات، وعلى ما يبدو أن علاقتها قوية بعائلته.

علاء وجمال مبارك يقدمان واجب العزاء في حسين سالم
وصل جمال وعلاء مبارك، ابنا الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، إلى المسجد، قبيل صلاة العشاء، حيث استقبلهما خالد حسين سالم، وتجاذب معهما أطراف الحديث لفترة، قبل أن يستكمل استقبال المعزين الذين وصلوا بكثافة عقب صلاة العشاء، حيث ظل جمال في القاعة حتى التاسعة مساء، أما علاء فغادر قبل نصف ساعة من انتهاء مراسم العزاء.


غادر جمال القاعة بخطوات سريعة متجها إلى البوابة مباشرة قبل أن يستقل سيارته، على العكس من علاء الذي أوقفه أحد المعزين على السلم المؤدي للبوابة، وتحدثا لمدة تجاوزت الـ3 دقائق، قبل أن يلقي التحية على الأمن المتواجد أمام البوابة ويغادر.


الظهور الأول للفريق أحمد شفيق بعد 7 أشهر
عزاء حسين سالم، شهد الظهور الأول لرئيس الوزراء الأسبق، الفريق أحمد شفيق، منذ 231 يوما، وتحديدا في عزاء شقيقه، اللواء محمد شفيق، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، في مسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس، حيث غادر "شفيق" القاعة في تمام الساعة التاسعة والنصف.


وأعلنت ماجدة حسين سالم، ابنة رجل الأعمال الراحل، وفاة والدها، في إسبانيا، الثلاثاء الماضي.

وقال خالد حسين سالم، ابن رجل الأعمال، إن والده سيُدفن في إسبانيا التي قضى فيها الساعات الأخيرة من حياته قبل وفاته.