Oliver كتبها
أعيش الآن قرابة ألفى عام و نصف.
 
كنت في بابل كبقية الأسري
 
.أتربة الهيكل المتهدم تدمع عيني نهاراً و ليلاً حتى جفت عيناى.
 
مملكة داود تهاوت قدامى.أخذنا جيش الغرباء كالمتاع عبر صحراء الشمال.نسيت لغة الصلاة و العبادة.
 
تمزقت أرديتي القديمة فلن تميزني عن البابليين لو رأيتني.
 
خسرت ثوبي الأول و خسرت رداءي أيضاً.
 
ها أنا الآن مثل الكلدانيين أعيش.أتكلم الكلدانية لغة أرض بابل.
 
لن تميزنى عنهم.
 
فُرات الأشوريين علي مرمي البصر و بغداد تأتي مسامعنا كثيراً.
 
بابل الطريق الإلهي هكذا إسمها و هكذا فيها إنخدعنا.
 
مع أن إرميا بشرنا أننا سنعود بعد سبعون سنة.
 
و أرسل لنا حزقيال و دانيال يشددون الأسرى.بكل الخزى أقول أن عشتار إله الحب و أداد روح مردوخ و إنكي إله البحر صارت أشهر أسماءاً عندنا من يهوه العظيم.
 
نادي مناد الملك يستدعي الكلدانيين السحرة .
 
أنا لست كلداني و لا ساحربل ساعٍ للمكسب فذهبت فى ركابهم.
 
كان للملك حُلم يطلب من يعرفه و يفسره.
 
وقفت مع الواقفين و شرارة الموت تبزغ من عيني الملك يسألنا.
 
ما حُلمي و ما تفسيره.
عجزت قدام وثن بابل.
 
كنت أعلم أن نبوخذ يتصرف كإله مع البشر فقلت بصوت خفيض :وحدها الآلهة التي ليست سكناها مع البشر تستطيع أن تجيبك. حينئذ أمر الملك بإبادتنا فصرخت إنا أنا يهودي و لست كلداني.
 
أفرزني آريوخ رئيس الشرطة مع آخرين أهاننى و صرفني.وبخني العالم لأنني لا أشبهه و وبخني ضميري لأنني أشابه أهل العالم لكن الله أستبقاني كشاهد .
 
رأيت دانيال المحبوب يخاطب آريوخ أن يدخله إلى الملك.
 
نظر آريوخ في وجهه و خرج و أنا إنصرفت مهرولاً قبل أن يتراجعوا عن إطلاقي و إستندت على حطام برج بابل.عند الأرض المسماة بالخضراء.
 
حدائق بابل المعلقة هنا.قيثاراتنا أيضاً معلقة هنا على الصفصاف و إنقطعت أصوات التسبيح.
 
سمعت فيما بعد حُلم الملك الذي بدأ بتمثال من حديد و إنتهي كعصافة البيدر.
 
ممالك الأرض ليست أبدية مهما بدت في قوتها و قسوتها.
 
لكن توجد مملكة إله السماء لا تزول مملكة النور و الأبدية.
 
سمعت فيما بعد أن نبوخذنصر الذي يتصرف كإله سجد لدانيال بخوف و رجفة.
 
أما أنا فإنكمشت منزوياً بخيبتي و خيمتي.
 
صنعوا تمثالاً للرجل الذي سجد لدانيال و أمروا الناس أن يعبدوه.
 
الموسيقي صارت في خدمة الأوثان و أنغامها كحريق البوص على شاطئ الفرات.
 
رأيت فتياناً في يد عمالقة نبوخذ نصر كالعصافير في فخ الصياد.
 
يحملون الفتية ,يسيرون بهم نحو الأتون.الموقد الذي فيه يحرقون الطين ليبنون المنازل.
 
أنتظر الفتية بإبتسامة و ثقة حتى يضاعفوا نار الأتون.
 
لأن غضب الملك عليهم لا حد لوصفه.
 
ذنب بابل يتصاعد مع ألسنة النار.
 
ما إستطعت التقرب بل تسمرت على مرتفعة كخيال الحقل.
 
نار الأتون تطلق شظاياها المتفجرة كذيول الكواكب المحترقة كالبركان و أنا أموت خوفاً.
 
كان يجب أن أصلي فلم أصلي.هربت عني مزامير داود.
 
تاه مني أنين القلب.
 
نسيت تراتيل المصاعد و أناشيد الخلاص.
 
وجَدَتْ بعض الدمعات مخرجاً من مقلتي فحسبتها من دخان الأتون.
 
وقفت العمالقة و آريوخ يعلن حرق الفتية العصاة علي السجود لتمثال الملك.في بابل يصهرون الناس و يستبقون الذهب.
 
خطوات العمالقة نحو الأتون مرتعدة.
 
مات العمالقة و هم يقذفون الفتية من هول اللهب.
 
ذابوا في النار كورقة يابسة.
العمالقة يموتون قبل الصغار في بابل.
 
نزل الفتية في الأتون و أغمضت عيني.
 
ما عدت أرقبهم ,إذا العمالقة ذابوا فكم سيحدث لأجساد الفتية الرقيقة.
 
كنت أتصور أن يشفق الملك و يتراجع عن حرقهم.
 
كنت أترجى أن ينزل المطر كي لا تذوب أجساد العيدان الخضر.
 
كنت اشتاق إلي مشهد عجيب كأن يأتي ملاك و يختطفهم من قبل أن يسقطوا.لكنهم سقطوا.
 
لم يخلصهم أحد لا ملاك و لا رئيس ملائكة و لا نبي بل سقطوا في النار التي أسقط لهيبها كل العمالقة.
 
يمر الوقت و انا مغمض العينين كالموتى.
 
صوت صراخ فوق التل أيقظني.
 
ظننتهم ينوحون علي الفتية لكن اصابعهم تشير نحوهم و مزيج من الخوف و الفرح يجتمعان في الصيحات.
 
يشيرون و يهتفون قائلين أنظروا فإن إلههم نزل لأجلهم.
 
معه يتمشون
لم يموتوا و لم يحترقوا.النار لم تسكت بلهيبها و هم لم يسكتوا عن ترنيماتهم.
 
أصوات أغانيهم تعلو فوق اللظي.هذا الرابع معهم لا يسكت.
 
التسبيح عاد إلي بابل و إله أورشليم هنا أيضاً.
 
قرع الناس صدورهم.
 
الموت لنا لو كان قد نزل لينتقم لهم.أ
 
ما أنا فإستفقت.وقفت كالمفلوج بعد شفاءه.صحت فيهم لا تخافوا.
 
هوذا قد نزل المخلص كشبه إنسان.
 
لا يموت الناس بعد في الأتون.
 
لأنه نزل و خلص الصغار.
 
لأنه بإنتصار الصغار تشدد الكبار.
 
أصواتكم يا شدرخ و ميشخ و عبدناغو قد إنطلقت كالصبح في ظلمة بابل.
 
قولوا لرابعكم لا تغادر.إبق معنا لأنك عمانوئيل.
 
لا يعد أحد يسأل أين إلهكم.
 
هذا إلهنا و قد جعل مختاريه أعظم من النار و ثيابهم أقوى من لهيبها.
 
تذكرت دبورة لأقترض منها الدفوف و أترنم.
 
يا كل رياح الأرض إشهدي هذا العجب.
 
النار لا تلمس العود الرطب في الأتون.
 
جاء إلينا في الأسر و جعل وسط النار لقاءه.
 
يعلو صوتي يعلو هل تسمعني يا رابع الفتية و أولهم.أصيح أتقافز .
 
ليتني في الأتون الآن معه .
 
ليته يخرج و يلمسني فأغلب النار مثلهم.
 
ليتني ما جلست علي التل وحدي ..ليتني كنت أنتظره هو ليضعني علي مرتفعاته.ل
يتني و ليتني و ليتني .
 
إغرورقت عيناي و غاب المشهد مني رغماً عني.
 
التسبيح في بابل أعادني لأورشليم.مضت عني غربتي و إنتفت أيام منفاى.
 
وسط زحام المعانقين للفتية إختفي رابعهم و اليوم أنا أشهد أني رأيته و عرفته و أنا إليه مشتاق.