Oliver كتبها 
- في الغرب توجد جماعات للدفاع عن المرأة والمحاربين القدماء و البيئة و عن الكلاب و القطط و غيرها .
 
كل جماعة لها هدف تعمل لأجله.
لا يتغير هدفها بل تتبدل وسائلها تبعاً لما هو متاح لها من ظروف.لهذا ليس بدعة أن يكون للأقباط أفراداً و جماعات تهتم بالدفاع عن حقوقهم. هو حق للقبطي المهاجر مكتسب من جنسيته الجديدة و حق إنسانى للقبطى في الشرق مكتسب حضاري لم يعد محل نقاش إذ قد صار بديهيات إنسانية يتبناها المجتمع الدولي في مواثيقه و ضميره.
 
- النشطاء الأقباط بالفعل متواجدون و لهم دور عالق في دائرة بين النشاط و الكمون ,بين النجاح و الفشل,بين التأييد له و الهجوم عليه,أحياناً يجد متسعاً للتعبير حيناً و يواجه التضييق عليه حيناً.يتمتع بتعاطف داخلي و كنسي حيناً و يناله هجوم منها  أحياناً أخري فتصيبهم صدمة ضميرية .هذا يحدث لكل النشطاء في جميع المجالات حتي العلمية أيضاً.
 
- هذه الأفراد و الجماعات الحقوقية تتفهم جيداً حقوق المسيحي في الشرق لكن يعوقهم التواصل الوجدانى لكونهم  غائبون عن نفسية المسيحي الشرقي بعيدون عما يعايشه القبطي سواء مجتمعيا أو كنسياً.هم  بكل تأكيد يعرفون مشاكلهم فهى غير خافية علي أحد لكنهم لا يعيشونها كما يعيشها مسيحيو مصر. بين القراءة و المعايشة كثير من الفروق.تماما كالفروق بين ما يعانيه المصري المهاجر في مجتمع له ثقافة أو ثقافات مختلفة تحتاج وقتا طويلا للتأقلم و التعايش وسطها.
 
- النشطاء و قد تطبعوا بالعقل الغربي صار بينهم و بين الأقباط دون قصد مساحة  بذر فيها أصحاب النوايا السيئة كثيراًمن الريبة بين هذا و ذاك.كثير من التخوين والإتهام بالتربح حيناً و يغذي مساحة الشك بعض تصرفات و تصريحات غير لائقة ضد الكنيسة و كأنها هي الخصم الذي نحاربه مع أنها الضحية التي يجب أن نكون في صفها.أحياناً تكون نوايا هؤلاء طيبة فيعدلون مساراتهم و أحياناً يعكسون عقداً شخصية قديمة و عثرات واجهوها فيندفعون في مخاصمة مزمنة مع القيادة الكنسية و يخسرون صورتهم قدام شعب يحب كنيسته و آباءها مهما إقتنعوا بوجود أخطاء تستحق المناقشة فيصير هذا أو ذاك صوتاً غير مرحب به في الوسط المسيحي.ناهيك أن هذه الشكوك لها من يهتم بتأجيجها من وسائل إعلام مغرضة تؤثر علي بسطاء الأقباط و هم كثيرون فينظرون للنشطاء نظرة العدو الذي يعمل لأجندة غريبة و ليس للدفاع عن حقوقهم و يتعرض القبطي في الداخل لسياسات تُضخم من أي إختلاف في الرؤي لكي تقلل من حجم و تأثير أي مجهود مخلص يقوم به أولئك النشطاء المجتهدين في خدمة الأقباط المضطهدين.
 
- تدشين الكنيسة لإحتفال بيوم القبطي يعد دفعة رائعة و مدخلاً لائقاً لأنشطة عديدة أهمها  أحوال حقوق الأقباط.هي خطوة يمكن أن ينبني عليها الكثير فلا تنزوي في ركن الإحتفاليات فحسب بل تكون مظلة لتقيد القبطي بجميع أحواله.هذه مساهمة رائعة لمن فكر و نفذ و وافق علي تدشين هذا اليوم من آباء الكنيسة.
 
- النشطاء الأقباط هم أكثر من تنالهم الشكوك و عدم الترحيب من آباء الكنيسة.إذ تختلط علي البعض نظرتهم الروحية و معلوماتهم الحقوقية. الآباء يقيمون النشطاء برؤية روحية و النشطاء  ينظرون إليهم من زاوية حقوقية فيبدأ صراع فكري و عدم توافق.بالإضافة إلي خوف بعض الآباء من تتبع الجهات الرسمية إذا تقربوا من النشطاء و كأنهم صاروا معارضون للقيادة السياسية في مصر.مما يحبط النشطاء منهم إذ كانوا يتوقعون أن يكونوا أداة تقدسها المحبة و التعاون المشترك مع أساقفة المهجر و يكونون للخير لجميع الأطراف.
 
- كلما هبت موجة من موجات الإضطهاد و التعسف بانت الحاجة إلي عمل جماعي منظم و ظهرت حاجة ملحة إلي جمع هذه الجهود في بوتقة تساهم في معالجة ما يمكن و مد يد العون بمحبة و حكمة معاً لكي لا نورط الأقباط  أو الكنيسة فيما نظن أننا ندافع عن حقوقهم.هذا ما يحتاج إلي صلاة أولاً و أفكاراً جديدة يدلي بها كل من يستطيع أو يملك فكرة فالمسيحية ليست دين بل جسد واحد نحن أعضاؤه نشترك فيه و يضمنا.
 
إلي لقاء في مقال قادم يقدم فكرة للمناقشة لعمل جماعى من أجل حقوق المسيحيين في الشرق.صلواتكم