Oliver كتبها
-كان الزمان فارغاً من البر لأن السقوط أخلانا من حضرة الله.حجب الله ذاته عنا فصرنا قلقين  لا يملأنا إلا الفراغ.
 
كنا و الزمن فارغين معاً.و كان يحتاج البشر إلي ملء الزمان ليتم تدبير الخلاص الإلهي.
 
- كان الوعد أن نسل المرأة لابد أن يظهر و يسحق رأس الحية.لكن لظهوره ترتيب و مراحل كثيرة تسبقه و تمهد له حتي يصبح البشر شعباً مستعداً لله الظاهر في الجسد.
 
تواصل الله مع الآباء منذ آدم و حتي يعقوب لكي يؤسس لوعوده بالخلاص.كانت التحضيرات جارية لكن الله في ذاك الوقت كان فقط يشرح وعده و يدرب آباءنا علي تناقل وعوده إلي أبناءهم و يضع صوراً سمائية بدلاً من هذا الفراغ الروحي.
 
فرأينا أخنوخ يسير مع الله فينقله الله معه.رأينا الله يطيل أعمار آباءنا لكي يضمن توصيل وعوده لكل الأجيال.
 
 - كان نسل شيث يحفظ الوعود و يتداولها و كان أولاد و بنات الناس نسل قايين تقاومها.صدر الأمر بإنتقال الفراغ إلي الأرض ذاتها و جاء الطوفان.كنا فارغين من الله و الفردوس فارغة منا و حتي الأرض فرغت بالطوفان و هكذا رأينا الفراغ في كماله.
 
عايننا الموت أجرة الخطية للجميع.رأينا و عرفنا معني أبناء الغضب و أبناء المعصية.لكي يستقر في كل نفس حاجتها إلي المخلص.
 
و يبدأ الإشتياق الجاد و الحنين إلي مجئ الإبن في الجسد. بقي الوعد. شغل نوح البار الأرض الخالية.عاد الزمان من جديد بعدما تعلمنا درس الموت و باد البشر . إحتاجت الأرض و من عليها آلاف السنوات لتصبح علي الحالة المناسبة لظهور الله في الجسد.
 
- في الأبدية سوف نعيش الوصية منقوشة في الجسد و النفس و الروح ,لهذا بدأت كتابة الوعود و الوصايا علي الحجر.كي لا تبلي..بدأ عصر الأنبياء و السفار المكتوبة.كأن الله يوقع تعاقداً بيننا و بينه.عهد خلاص مجاني.فقط لمن يطلب.مراحم الله تتوالي بالمعجزات و العجائب.في الوقت ذاته الضربات حاضرة لمن يقاوم خلاص الرب. الرب حاضر لمن يدعوه و كنا ندعوه بالشفتين و القلب بعيد.ظل الرب يصبر علينا حتي ننتبه إليه بكل القلب و النفس و الفكر فهذا ما سنعيشه في الأبدية .هذا الإنسان الكامل غير المنقسم.عشنا المراحم و منها شبعنا في الصحراء الخالية.و إشتقنا إلي مسيا .
 
- جاء وقت ليترسخ في القلوب مفهوم العدل الإلهي فبدأ عصر القضاة.يحكمون للرب و ينقادون بالرب .في الأبدية سوف نسبح الرب علي عدله كما من أجل مراحمه .الآن نفهم الحق و ننتظر الحق يحررنا.
 
- لأننا سنصير في الملكوت ملوكاً و كهنة لهذا سمح الرب بتنصيب ملوكاً لشعبه مع الكهنة.كان الرب يرسم لنا صوراً سمائية  وكنا نفهمها نحن كأحداث أرضية.
 
تشوهت الصور و إشتقنا إلي من يعيدنا إلي رتبتنا الأولي.متي يأتي من يصالحنا.ملوك الشعب القاسي ما فلحوا فمتي يأت ملء الزمان؟
 
-في الملكوت سنكون مع الله بلا مشغوليات .لهذا جاء الرب متجسداً من العذراء.بتول غير منشغلة بزوج.متفرغة لله.فهكذا سنكون في الأبدية في حالة البتولية الأبدية.لهذا بقيت العذراء بتولاً بعد ولادة إبن الله في الجسد.كل مرحلة تمهد للتجسد لا غني عنها من أول الوعد و حتي توجد العذراء المستحقة لولادة المسيا.نظر الرب إلي إتضاع أمته و وجدها مستحقة لأعظم كرامة.فجاء و تجسد منها.
 
-ملء الزمان كان يحتاج ملاكاً أرضياً لأننا سنكون في الأبدية كالملائكة .لهذا سبق التجسد ولادة يوحنا الذي سبح  الرب بلسان الأجنة في البطون.كان كل إعداد للتجسد هو تهيئة لنا للحياة الملكوتية.هذا هو ملء الزمان.أن نأخذ الذي هو الملء للملء.
 
-جاء الرب يسوع المسيح في الجسد في ملء الزمان.نعم لقد إنتهي الزمان لأبناء الله  بمجىء المسيح. الزمن الذي يحيط بنا الآن يجب أن يصير لنا عربون الأبدية.الذين ما زالوا في الزمان هم خارجون عن المسيح أما الذين هم في المسيح يسوع فهم خليقة جديدة.يعيشون في عالم المسيح.الزمن لا سلطان له عليهم بعد.
 
هم يحكمون الزمن و الزمن لا يحكمهم.لأنهم أبناء الدهر الآتي.لما جاء ملء الزمان أرسل الله إبنه مولوداً من إمرأة.
 
و رأينا مجده فإذا هو مجد إبن
الآب.عظمة لاهوته فيه حتي و هو في مزوده.