Oliver كتبها 
في اليوم الثامن يختتن المولود.اليوم الثامن رمز الأبدية.لأن ايام الإسبوع سبعة لا ثامن لها إلا يوم الرب في الأبدية ذلك اليوم الذي لا ينتهي.فالتأهل للأبدية يبدأ بالختان.الذي كان لشعب إسرائيل جسدياً أما لنا فقد صار روحياً بالمسحة المقدسة أى الميرون.
 
- أخذ يوسف و العذراء الطفل يسوع ليختتن.هو محمول في صدر أمه.في قلب يوسف البار. رضيع لا إرادة له ذاهب ليتمم الوصية.لا شيء يشغله سوي تنفيذ مشيئة الآب و إسترضاءه تماماً كما عند الصلب مت 26: 42.كأنه يأخذنا مبكراً جداً إلي جثسيماني هناك يقول القدوس : لأجلهم أقدس أنا ذاتي يو17.لأن الختان دخول في عهد مقدس مع الله.يسوع و هو المتحد مع الآب في الجوهرلا يحتاج إلي تقديس بل (لأجلهم) أي لنا قد إختتن و تمم الناموس.مقدساً إيانا فكيف صارت القداسة لنا في الختان؟
 
- دم المسيح الذي سقط كقطرات من طفل رضيع بالختان هو بذاته دم المسيح الذي إنسكب علي الصليب.نفس الدم لنفس الخلاص و الغفران و الأبدية.وحده إنتبه سمعان الشيخ البار الذي رأي في الدم خلاصاً فقال –لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام جميع الشعوب.لو2: 30.كان الخلاص في الختان مبدئياً قدام شريعة  الناموس الذي يمثلها سمعان و قدام الأنبياء ممثلاً في حنة النبية.أما في الصلب فقد صار قدام جميع الشعوب.إنتقل من الناموس و الأنبياء إلينا نحن الأمم .
 
- الختان عهد و صلب.لا دخول في شعب الله بغير هذا العهد و الصلب.في المسيح تم العهد كاملاً للدخول في بنوية مقدسة لله.في المسيح تأسس العهد و الصلب مندمجين معاً في سر العشاء الرباني.الذي سماه الرب يسوع :العهد الجديد و قدمه كاملاً لنا قائلاً هذا هو جسدي.في الختان قدم جسده للذبح كما عند الصليب.لكنه ذبح جزئي أما في الصليب فقد صار الذبح الكامل لأجلنا.فالختان يقترب بنا من الصليب بل يضعنا قدامه من اليوم الثامن لميلاد مخلصنا يسوع.
- عند الصليب صار الموت مختلفاً.تحول عن مهابته.إستأنس المسيح الموت فصار طيعاً للذين يشتهون الإنطلاق منه.لهذا بعد  الختان  بثلاث و ثلاثون يوما طلب سمعان هذا الإنطلاق كما طلبه اللص علي الصليب .إذ قد صار الموت هيناً لا حاجة لنا من الإرتعاد منه لأنه قد صار الموت ربحاً .في الختان رأي سمعان دم الخلاص و بعد أن أكمل الطفل أربعون يوماً و عاد به أبواه إلي الهيكل رأي سمعان أنه لم يعد للموت شوكة.كان سمعان يشير إلي ربح الموت مع المسيح فطلب الإنطلاق بإرادته و ليس بإرادة الموت.صار الموت إرادياً في العهد الجديد.كمائتين و ها نحن نحيا.إن عشنا فللرب نعيش و إن متنا فللرب نموت فإن متنا للرب فما أعظم ربحنا.هكذا صار الختان أيقونة صغيرة للصليب. 
 
- في الختان صار في الجسد علامة و عند الصليب صارت علامات في الجسد و الرأس.فإن كانت الكنيسة جسد و المسيح رأس فإن الصليب جمعنا في المسيح أو أن المسيح يسوع المصلوب قد ربحنا بموته عند الصليب.فصارت علامات المسيح فينا,لهذا قال بولس الرسول أنا حامل في جسدي سمات الرب يسوع .كل الكنيسة تحمل سماته.الختان ميزنا و الصليب كان موضع لقاءنا بالآب.هناك تصالحنا.
 
لتكن لنا بركات الختان تمهيداً لثمار الفداء بالصليب.