بقلم - أماني موسى

الصبح في المترو ركب 9 بنات زي الورد حرفيًا بشرتهم غضة ونضرة ولسة نشء طالعين للدنيا، خمسة منهم لابسين نقاب والباقيين لابسين حجاب، "خد بالك في تالتة إعدادي لابسة نقاب لك أن تتخيل فكرها وفكر أسرتها بالطبع"، ماسكين كتاب بيراجعوا قبل الامتحان اسمه "الثقافة الإسلامية" للصف الثالث الإعدادي، فبيراجعوا بصوت عالي ولمحت بالكتاب الآتي:

ما هو حكم التعامل مع غير المسلمين؟ ما حكم الهدايا مع غير المسلمين؟ ما هو واجب الديانات الأخرى تجاه الإسلام؟ وفي باب عن العفة يتحدث عن ارتداء النقاب!

السؤال: إيه هو العائد على الدولة من التعليم الديني اللي بيكلفها سنويًا دعم بالمليارات منهم أكتر من 16 مليار للأزهر؟ إيه الإضافة للدولة أو مستقبلها بالتعليم الديني؟ إيه اللي عايزين نغرسه في أدمغة نشء صغير بدل ما نطلعه على علوم الحياة والتكنولوجيا والطب والطبيعة بنقوله ركز في فرق في الدين واللون والجنس؟ إيه اللي منتظرينه من الأجيال دي تقدمه للوطن أو الإنسانية في العموم؟

البنات الحلوة دي هتبقى إيه لما تكبر وإيه عقلياتها ونظرتها للمجتمع والآخر؟ العالم من حوالينا بيحاول يجد حل لعلاج السرطان والإيدز أو إنهاء الموت وإطالة العمر البشري وإحنا بندرس إيه أهنئ الآخر ولا مينفعش، اتعامل معاه ولا لأ؟ بلاش تدرسوهم علوم درسوهم تاريخ بلدهم وأجدادهم وأربطوهم بالبلد وتاريخها وترابها وعززوا الانتماء..إيه هي توقعات الدولة خلال 20 أو حتى 50 سنة هيكون إيه التغيير اللي حصل ولا هنكون لسة الأجيال اللي بعدنا بتحكي في نفس المشكلات بتاعة 100 سنة فاتوا بس بواقع أكثر سوء وقسوة؟

مؤسف إن الإمارات دولة أول امبارح تسبقنا.. الغريب إن الناس والمسؤولين بيستغربوا من وجود أو تفشي الفكر المتطرف ويقولك لا دة فكر دخيل علينا، والحقيقة أنه بقى فكر أصيل، الغريب هو استغرابكم، أصلها مش كيميا ببساطة معطيات بتدي نتائج، والمعطيات اللي بندخلها طبيعي تخرج لنا ما نعيشه اليوم.

الواقع إننا بنلف حوالين نفسنا في دايرة مقفولة من إرهاب وتطرف ومحاربة لهذا الإرهاب، وزيادة سكانية وقتل كلاب وتحرش وتدني بمستوى الخدمات التعليمية الصحية وغيرها، كلاً بيقوم بدوره في هذه الدايرة المفرغة.. الجيش والشرطة بيحاربوا الإرهاب، البعض بيقدم حياته، الكُتّاب بيحاولوا لدولة علمانية، يقابلهم كُتّاب ورجال دين بيحاولوا لدولة دينية أكثر، المواطن إما أنه إرهابي كيوت أو أنه مواطن عادي رافض للي بيحصل، بنزيد بلا وعي، بنتطرف وننحدر ناحية القاع أكتر وهكذا إلى ما شاء الله.