تعد تربية الأطفال مسؤولية كبيرة جدا، تقع على عاتق الوالدين والمجتمع معا، لكن العبء الأكبر في عملية التربية منوط بالوالدين الذين يرغبان في رؤية طفلهما وقد أصبح فردا جديرا بالاحترام في المجتمع.

أكثر ما يساعد الأهل في عملية التربية هو اتباع طريقة إيجابية في تعديل سلوك الطفل غير المقبول، لأن المربي قد يسلك طريقة فورية لعقاب ابنه أو تعديل سلوكه، وينجح في ذلك لفترة مؤقتة، ثم تظهر آثار العقاب السلبي فيما بعد، وتتراكم تلك الآثار بصورة يصعب معها تعديل السلوك السيئ.

على الرغم من ذلك، يمكن أن تصبح التربية عملية سهلة وبسيطة عبر التحلي ببعض الأمور التي تساعد الوالدين على تنشئة طفل سليم نفسيا، سلوكه حسن، في هذا التقرير نفرد 7 طرق إيجابية لمساعدة الأهل على تحسين سلوك أطفالهم.

سرد القصص
يستمتع الأطفال كثيرا بالاستماع إلى القصص والحكايات، لذا من المفضل أن تحتوي القصص اليومية التي يحكيها الآباء إلى أطفالهم قبل النوم على علاج للسلوكيات الخاطئة التي يقترفها الأطفال طوال اليوم، تساهم الحكايات في تعزيز مخيلة الطفل ورؤيته النقدية، فهو حين يستمع إلى مصير بطل الحكاية حين يسلك سلوكا غير لائق، سيسقط الأمر على نفسه، ويعدل سلوكه الخاطئ بنفسه.

عدم توبيخ الطفل أمام الآخرين
يشعر الطفل كثيرا بالحرج من توبيخه أمام الآخرين، حتى لو كان هؤلاء الآخرين أشقاء وأقارب، لا ينبغي أن يزيد المربي من شعور الطفل بالحرج الناتج عن ارتاكب الخطأ بتوبيخه أمام آخرين، والحل الصحيح في هذه الحالة أن ينتظر المربي حتى يصبح وحيدا مع الطفل ويقوم بتقويم سلوكه عبر الحوار والنقاش.

الإشباع العاطفي
ينبغي على الوالدين إشباع رغبة طفلهما في الحب والحنان، والانتباه والاهتمام لما يصدر عنه من أفعال وأقوال، لأن تجاهله وعدم الانتباه إليه ستدفعه إلى القيام بسلوكيات غير المقبولة طلبا للحصول على الانتباه.

التجاهل
أفضل طريقة لمواجهة سلوك الطفل غير المقبول، هو التجاهل، يقضي تجاهل السلوك الخاطئ في مهده، فمثلا حين يبكي الطفل كثيرا طلبا لأمر لا يراه المربي مناسبا، سيؤدي تجاهل البكاء إلى تعديل السلوك، ففي النهاية سيتوقف الطفل عن البكاء وسيتعلم أن الصراخ لن يحقق مطلبه.

الحوار
من المفيد أن يتحاور المربي مع طفله حول السلوك الخاطئ الذي ارتكبه، ويستمع لوجهة نظر الطفل، فأحيانا يكون لدى الطفل رؤية للأفعال التي يقوم بها، لذا يعد ترك الحرية للطفل ليعبر عن أسباب تصرفه غير المقبول يساهم في تقويمه، لأنه يعطي المربة لمحة عما يفكر به الطفل، وعند هذه الحالة ينبغي على المربي أن يعبر عن استيائه من السلوك لا الطفل فمثلا يقول “أنا مستاء من فعلك كذا وكذا”.

إكمال المهمة التأديبية
عندما يوبخ المربي طفله على سلوك غير مقبول، فلا ينبغي أن ينصرف، ويترك طفله غارقا في الشعور بالذنب، بل من المهم أن ينهي المربي توبيخه ثم ينتقل إلى نصح الطفل بطلب العفو والاعتذار، ومن ثم مسامحته واحتضانه كي يعرف أنه محبوب رغم كل شيء.

السلوك البديل
أحيانا يستمر الطفل في اتباع نفس السلوك الخاطئ رغم توبيخه، والسبب هنا أنه ربما لا يعرف طريقة أخرى، أو سلوكا آخر، لذا من البديهي أن يبادر المربي بتعليم الطفل سلوكا بديلا لسلوكه الخاطئ، فمثلا حين يطلب الطفل شيئا بطريقة غير لائقة، يوجه إلى الطريقة الصحيحة ويقال له، “قل من فضلك، أو لو سمحت”.

في النهاية، هناك الكثير والكثير من أساليب التربية الإيجابية، لكن من المهم أن يتحلى المربي بالصبر والهدوء عند التربية، وأن يفكر بشكل إبداعي غير نمطي فيما يتعلق بتعديل سلوك طفله.