كتب – روماني صبري 
حلت بالأمس الاثنين ذكرى رحيل فخري عبد النور، السياسي المصري الوفدي، حيث رحل عن عالمنا يوم 9 ديسمبر عام 1942 خلال إحدى جلسات البرلمان المصري الذي كان عضوا فيه، وفي إطار ذلك نرصد في السطور المقبلة ابرز المحطات في حياته.
 
ابن لعائلة وطنية حتى النخاع 
ولد "عبد النور" في الخامس عشر من شهر يونيه عام 1881 بجرجا التابعة لمحافظة أسيوط، وعرف عن عائلته وطنيتها الشديدة، وبشهادة المؤرخين طالما تدفق فيض من المحبة على القرية جراء الأعمال الخيرية لجدوده ومنها المساهمة في بناء المساجد من خلال التبرع بالأموال." 
 
 غرفة الشيخ 
وكانت خصصت عائلته بدار عبد النور بجرجا غرفة للشيخ محمد حسنين العدوي وكيل الجامع الأزهر الأسبق ووالد الشيخ حسنين محمد مخلوف مفتي الديار المصرية في بداية الخمسينيات، دعيت باسم " غرفة الشيخ"، ويذكر أن هذا المنزل زاره الخديوي عباس حلمي الثاني في فبراير عام 1909، و "سعد باشا زغلول" في أكتوبر عام 1920م.
 
ومنذ انخرط الراحل في العمل السياسي والوطني، حتى دفع باسمه إلى واجهة المشهد السياسي في مصري، حيث أصبح من ابرز قيادات ثورة "1919"، و "حزب الوفد"، مع نجيب الغرابلي والمصري السعدي وحسين القصبي ومصطفي القاياتي وسلامة ميخائيل وحمد الباسل وواصف غالي وعلوي الجزار وويصا واصف ومراد الشريعي وجورج خياط ومرقص حنا، كما كان المتحدث باسم جرجا كونه عضوا بالبرلمان المصري عن تلك الدائرة.
 
 حياته الشخصية 
أحب عبد النور، صديقة هانم سوريال، ويوم التقدم لخطبتها حرص على مرافقته فضيلة الإمام الأكبر الشيخ المراغي شيخ الأزهر الشريف آنذاك، لينجب منها سعد فخري عبد النور, وموريس فخري عبد النور,وأمين فخري عبد النور والد منير فخري عبد النور، وابنه  سعد فخري عبد النور هو الذي شغل منصب سكرتير عام حزب الوفد وعضو الهيئة العليا بالحزب أيام رئاسة فؤاد سراج الدين بعد وفاة إبراهيم فرج من سنة 1996 حتى عام 2003، وهو الجد الأكبر لوزير التجارة و الصناعة الأسبق منير فخري عبد النور.
 
وتم تشكيل الطبقة الثانية من حزب الوفد، عقب اعتقال قوات الاحتلال القيادات الأوائل والحكم عليهم بالإعدام، وضمت الطبقة الثانية : المصري السعدي وحسين القصبي وفخري عبد النور ومحمد نجيب الغرابلي ومصطفى القاياتي وسلامة ميخائيل، وفي عام 1905 انضم إلى حزب الأمة عام، وكان حريص على تعزيز حزب الوفد بالمسيحيين، ما دفعه لمقابلة "سعد زغلول" وعقب الاجتماع وافق زغلول على انضمام المسيحيين للوفد.
 
ودائما ما حرص الراحل على استقبال المسلمين في قصره لاسيما في شهر رمضان الكريم، حيث كان يحيي ليالي رمضان في قصره ويأمر بتلاوة القران، ويجد وظيفة لمن ليس له.