بقلم : د. مجدى شحاته
شهدت مصر منذ أيام قليلة حدثا تاريخيا كبيرا ، يضيف انجازا جديدا غير مسبوق الى سجل تاريخ مصر العسكرى الحافل . حيث قام الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية والقائد الاعلى للقوات المسلحة بافتتاح قاعدة  ( برنيس الجنوبية ) العسكرية  ، بحضور عدد من رؤساء الدول ووزراء الدفاع العرب والاجانب وشخصيات دبلوماسية رفيعة المستوى . تعتبر قاعدة برنيس الجنوبية العسكرية ، أحد القواعد العسكرية المصرية الجديدة التى أنشأت ضمن أولويات الرئيس عبد الفتاح السيسي ، حيث اهتم بضرورة  أقامة وبناء قواعد عسكرية جديدة  ضمن خطة التطوير والتحديث بالقوات المسلحة المصرية . القاعدة تم انشائها فى زمن قياسي لم يستغرق سوى عام واحد ، لتمثل احدى القلاع العسكرية العملاقة على الاتجاه الاستراتيجى الجنوبى بقوة ضاربة فى البحر والجو والبر ارتباطا بمختلف التغيرات الاقليمية والدولية مما يعزز التصنيف العالمى للقوات المسلحة المصرية بين مختلف جيوش العالم .
 
تعتبر قاعدة  برنيس الجنوبية اضافة قوية  لامكانات القوات المسلحة المصرية وتمثل  أحد محاور الدعم فى منطقة البحر الاحمر وباب المندب  ، باستخدام كافة الاسلحة الحديثة المتطورة ، وتعد جزءا من خطة مصر المستقبلية حتى عام 2030  ، لتصبح أكبر قاعدة جوية بحرية فى منطقة الشرق الاوسط  تقام على مساحة 150 ألف فدان . القاعدة تهدف الى حماية وتأمين السواحل المصرية الجنوبية وحماية وخدمة مشروعات التنمية العملاقة التى تشهدها مصر فى السنوات الاخيرة ، لتجسد حقيقة ان القوة فى خدمة التنمية والسلام . فلا شك ان المشروعات التنموية فى كافة أرجاء مصر بجانب الاكتشافات البترولية والغاز الطبيعى فى حدود مياهنا الاقليمية  تتطلب قوة رادعة تحمى تلك الانجازات ، وترد كيد الطامعين المتربصين ، فالامن والاستقرار والسلام لا يتحقق على أرض الواقع بدون قوق عسكرية رادعة وهذا ما يحققه الرئيس السيسي منذ قيام الثورة فى 30 يونيو . وأيضا تساهم قاعدة برنيس الجنوبية  بتأمين حركة الملاحة العالمية فى البحر الاحمر الذى يمر منه 80% من المواد البترولية لدول الخليج . لذلك تسهم القاعدة بشكل قاطع على مزيد من الامن والاستقرار فى منطقة البحر الاحمر والممرات المائية فى منطقة بالغة الاهمية والحيوية لكل دول العالم . 
 
وخلال مراسيم الاحتفال الكبير بتدشين قاعدة برنيس الجنوبية ، تم تنفيذ مناورة بحرية جوية بالذخيرة الحية ( قادر 2020 ) . أشترك فى المناورة مختلف الاسلحة المتطورة الحديثة ، منها حاملة الطائرات ميسترال ، والمقاتلات رافال الفرنسية ، وأف 11 الامريكية ، والميج 29 الروسية ، والهليكوبترالهجومية آباتشى الامريكية ، وكاموف الروسية ، والغواصة 209  الالمانية وغيرها من القطع البحرية الضخمة ، فضلا عن الصواريخ التى استخدمت لأول مرة وتم الكشف عنها خلال المناورة بالذخيرة الحية ، بالاضافة الى قوات الانزال البرمائى ، الى جانب اللنشات وكاسحات الالغام والدبابات والمدرعات البرمائية . 
 
نعم لقد أرسل الجيش المصرى العظيم رسائل طمأنينة لكل المصريين والاشقاء العرب ، ومعها رسائل اخرى لكل من يهمه الامر ... رسائل تحذير لكل من يفكر أو يحاول المساس بالامن القومى المصرى او العربى . الجيش المصرى الذى يساهم بقوة فى تنفيذ المشروعات القومية العملاقة فى كافة أرجاء الوطن وبناء الاقتصاد المصرى ، يملك حاليا الذراع الاقوى فى المنطقة بكاملها ، لما لديه من كافة الاسلحة المتطورة الحديثة ، الجيش المصرى بعث رسائل واضحة وقوية لكل دول المنطقة ، تؤكد انه دائما وأبدا قوة وحصن ودرع وسيف لمصر، وكل الدول العربية الشقيقة . وانه قادر بعون الله ، على مواجهه وسحق  ودحر أى معتدى من جيوش المرتزقة وفلول الميليشيات الارهابية ، والتصدى لكل قوى داعمة للأرهاب وراعية للتطرف تحاول ان يكون لها موطئ قدم فى اى دولة عربية صديقة بغرض زعزعة الامن والاستقرار فى مصر . جيش مصر القوى ، الذى يضحى بالدم فى سبيل تراب مصر ، يخلق من مصر دولة عصية على كل من يحاول التدخل فى شئونها او المساس بأرضها الغالية الكريمة .  وتحيا مصر ...