دائما ما تسوق جماعة الإخوان لنفسها باعتبارها جماعة مثالية؛ مترابطة ومتماسكة وأخلاقية، لكن المتابع الجيد يعرف أنها مجرد أكاذيب تروج بها الجماعة لنفسها.

الانشقاقات لم تكن غائبة عن تلك الجماعة التى احترفت الكذب، والأخلاق كلمة لاتعرفها إلا فى الخطابات المعلنة، فعبر تاريخها شهدت الجماعة الإرهابية العديد من الانشقاقات، وهناك من أفرادها من قرروا الاستمرار فى التنظيم، وآخرون قرروا الانشقاق عنه وبناء تنظيمات أخرى أكثر تشددًا ودموية خرجت من رحمها، أو الخروج عن الجماعة تماما والنأى بأنفسهم بعد أن كشفوا فكرها.

الخلافات والانشقاقات تكاثرت على السطح خلال الفترة التى حاولت فيها الجماعة اختطاف مصر وبعدها، فعقب ثورة 30 يونيو، خرج علينا عزام التميمى، القيادى بالتنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية، ليكشف عن انقسام تشهده الجماعة داخل مصر، قائلا إنهم فى مصر ينقسمون إلى فريقين وليس فريقا واحدا.

ويعتبر هذا الاعتراف من التميمى أول اعتراف رسمى من قيادى بالجماعة الإرهابية، مؤكدا أن الجماعة تعتمد على الولاء وهذا ما سبب لها أزمة على مستوى القيادات والقواعد.

ولمن لا يعرف فعزام التميمى القيادى بالجماعة، يعد من أكبر المتاجرين بالقضية الفلسطينية بالخارج، إذ أنه فلسطينى الأصل ولكنه حاصل على الجنسية البريطانية، ويعتبر من الممولين المهمين لجماعة الإخوان الإرهابية فى الخارج.

عزام التميمى

ويبلغ التميمى من العمر 65 عاما، ولكنه على ما يبدو لا يحترم شيبته، فمعروف عنه علاقاته النسائية فى الخارج مع فتيات يصغرنه بعمر كبير.

عزام التميمى مثال وتجسيد واضح لفكر الإخوان المحترف للكذب، والمتاجر بكل القضايا، فخلال الأيام الماضية ظهرت على السطح تسريبات تكشف خلافه مع أيمن نور، الهارب فى تركيا، والذى يتحكم فى قناة الشرق الإخوانية، إذ كان نور يطالبه بزيادة الدعم للقناة من أجل التحريض على الدولة المصرية والوصول إلى أهدافه الخبيثة من خلال استقطاب الشباب.

الإخوانى عزام التميمى ومحمد مرسى العياط

ويبدو أن نور عرف من أين تؤكل الكتف، وعرف المدخل الذى من خلاله يحصل على تمويل إضافى للقناة، إذ أن التميمى ليس من السهل أن يزيد الدعم بمجرد طلب نور، فلجأ الأخير إلى ما نراه فى الأفلام السينمائية، حيث استعمل فتاة تسمى فايزة عزام وشهرتها "فيروز"، وهى منتمية قلبا وقالب للجماعة الإرهابية، وطلب منها السفر إلى لندن لاستمالة "التميمى" من أجل زيادة التمويل، واعدا إياها بمكاسب ضخمة إذا تمت هذا الصفقة.

الإخوانية فيروز حليم

الفتاة لم تكذب خبرا، ويبدو أن "التميمى" جذبته الفتاة فبادر بالزواج منها عرفيا خوفا من زوجته وأولاده، الذين يعيشون معه هناك، ويحملون الجنسية البريطانية.

حققت الفتاة ما يريده نور، ورجعت إلى تركيا حاملة البشرى السارة له ولأعوانه من الإرهابيين، الذين هم على أتم استعداد أن يتحالفوا مع الشيطان من أجل تحقيق أهداف خبيثة يحلمون بها منذ أمد بعيد.

الإخوانية فيروز حليم

ولأن الفتاة نجحت فى مهمتها، قرر نور مكافأتها كما وعدها فعينها فى منصب رفيع بقناة الشرق رغم أنها لا تمتلك أى خبرات إعلامية أو حتى إدارية، ولكن يكفيها أنها هى من أقنعت التميمى بزيادة التمويل لنور وأعوانه.

أيمن نور وفايزة عزام

وبالنظر إلى ما قاله التميمى عن انشقاقات الإخوان، فإن الناظر لشؤون الجماعة الإرهابية يجد أن الجماعة فعلا فى أصعب حالاتها، خاصة بعد كسر شوكتهم فى ثورة الثلاثين من يونيو، وفى 20 ديسمبر 2016 كانت بداية الانقلاب الرسمى داخل جماعة الإخوان، وبداية تشكيل جبهتين رسميتين، داخل الجماعة، كل منها لها قياداتها ورموزها، فالجبهة الأولى، ضمت محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، وإبراهيم منير، أمين عام التنظيم الدولى للإخوان، ومحمود حسين، الأمين العام للجماعة فى مصر، وكاتم الأسرار والمتحكم فى التمويل، ويبايعها عدد كبير من القيادات القديمة للجماعة.