جارينيه نظريان
تقع كنيسة " أم الزنار " الأثرية و التي تعد من احدي أقدم الكنائس في العالم ، بمدينة " حمص " السورية ، في منطقة " الحميدية " ، تم إنشاؤها في القرن الأول الميلادي ، و تحتفظ الكنيسة "بثوب السيدة العذراء " المقدس .
 
بنيت الكنيسة بعد وفاة السيدة العذراء بـ 3 سنوات ، حيث أن الكهف القديم كان يسع حوالي 30 مصلي ، و لم يكن يضم أي علامات علي أن هذا المكان " كنيسة " ، خوفاً من تعرض المؤمنين للاضطهاد ، الذي كان يتعرض له المؤمنين حينها ، و عقب انتشار الديانة المسيحية ، بنيت كنيسة من الحجر الأسود ، مارس فيها المصلون شعائرهم الدينية ، ثم ردموها و بنوا الكنيسة الحالية الضخمة ، التي تتسع لـ 500 مصلي .
 
بعد وفاة السيدة العذراء بـ 3 أيام ، رأي " توما الرسول " أن السيدة العذراء تصعد إلي السماء محمولة في موكب ملائكي عجيب ، فأخد بركة الجسد الطاهر ، و طلب علامة ، ليبين لإخوته التلاميذ ، حقيقة صعود العذراء بلا جسد إلي السماء ، فأعطوه " الزنار المقدس " ، فحمل القديس " الزنار " معه حتى وفاته ، و دفن الزنار مع رفات القديس ، و نقل من بعدها الزنار إلي مدينة " حمص " سنة 476 ميلادياً .
 
في أواسط القرن العشرين كانت الكنيسة ، مقراً لبطريركية " أنطاكيا " و سائر المشرق للسريان الأرثوذكس ، و بعد انتقال الكرسي البطريركى إلي العاصمة " دمشق " ، غدت مقر " إيبارشية " حمص ، و تشتهر الكنيسة بنمطها المعماري الفريد ، و في عام 2012 قام الإرهابيين بحرق الكنيسة بالكامل ، لكن زنار " السيدة العذراء " لم يصب بأي أذي ، نظراً لنقله إلي مكان أخر بعيداً عن الاشتباكات و الحرب ، و بعد عودة الأمن و الأمان ، أعيد إلي الكنيسة ، و هو الآن مقصداً لكثير من المؤمنين .