استطاع أن يوظف صوته المميز مع انفعالاته الهادئة ليرسم شخصية فنية جديدة حتى أصبح الفنان عماد حمدي، فتى الشاشة لعقدين من الزمان، ويكون البطل الأول في قصص وروايات إحسان عبدالقدوس، ويوسف السباعي، ونجيب محفوظ.

بدأ الفنان عماد حمدي، الذي نحتفي اليوم بالذكرى الـ36 على رحيله، مشواره الفني بعد أن اكتشفه شيخ الفنانين عبد الوارث عسر، والذي ضمه لجماعة التمثيل الذي يشرف عليها، وتوقع له أن يكون علامة مميزة في تاريخ السينما المصرية.. وكانت بدايته الحقيقية في 1945 في فيلم السوق السوداء، وتعد أول بطولاته السينمائية في فيلم "السوق السوداء" عام 1945 وشاركته البطولة الفنانة "عقيلة راتب".

وُلد الفنان عماد حمدي، في 25 نوفمبر 1909، بمحافظة سوهاج، وكان والده يعمل هناك موظفًا، بعد حصوله على دبلوم مدرسة التجارة، بدأ موظفا في استوديو مصر، وترقى من رئيس حسابات إلى مدير للإنتاج، ثم مدير للتوزيع إلى أن تربع على عرش السينما المصرية في خمسينيات القرن العشرين دون منافس.

وقدم الفنان عماد حمدي، خلال مشواره الفني ما يقرب من 257 فيلمًا، ضمت العديد من المشاهد التي ستظل محفوره في تاريخ عشاق السينما ويبقى مشهده مع الفنان عبدالحليم حافظ في فيلم الخطايا "إنته موش ابني" من المشاهد الخالدة.

وقام ببطولة العديد من الأفلام التي كان لها نصيب أن تتصدر قائمة أعظم مائة فيلم في تاريخ السينما في السينما المصرية منها: "خان الخليلي، وميرامار، وثرثرة فوق النيل، ونجيب محفوظ، وبين الأطلال، وإني راحلة، عن روايتين ليوسف السباعي، وأم العروسة، عن رواية لعبدالحميد جودة السحار، وا إسلاماه، وظهور الإسلام، وسيدة القطار، والمنزل رقم 13، والله معنا، وشاطئ الذكريات، ولا أنام، والمرأة المجهولة، والخطايا، ولا تطفئ الشمس، والمماليك، وأبي فوق الشجرة، وأميرة حبي أنا، والكرنك، والإخوة الأعداء، والمذنبون، والصعود إلى الهاوية، والباطنية"، وكان آخر فيلم مثله فيلم سواق الأتوبيس في 1983".

وعلى الرغم من قيام الفنان عماد حمدي، بأدوار البطولة أمام الكثير من النجمات إلا أنه قدم مع مديحة يسري، صاحبة النصيب الأكبر في أعماله السينمائية، سلسلة من الأفلام التي مازالت حاضرة لا تغيب "من غير وداع – قلب يحترق – وفاء إلى الأبد- إني راحلة – ماليش غيرك – الخطايا – العريس يصل غدا – حياة أو موت – أقوى من الحب – وفاء".

كما كون عماد حمدي والفنانة شادية شريكة حياته ثنائيًا رائعًا حتى بعد انفصالهما لم يتوقفا عن العمل معًا، "ارحم حبي" مع مريم فخر الدين، "المرأة المجهولة" مع كمال الشناوي، "لا تذكريني" مع حسين رياض، إلى أن كان آخر لقاء فني بينهما هو "وادي الذكريات" مع ليلى فوزي عام 1981.

وتعتبر الفنانة نادية الجندي، هي آخر زوجاته والتي استمرت لمدة 13 عاما؛ حيث تزوجها عام 1961 وأنجب منها نجله "هشام".

كما شارك عماد حمدي في عدة مسلسلات تليفزيونية أكثرها شهرة "عيلة الدوغري".

بدأت الحياة تغلق أبوابها رويدا رويدا في وجه الفنان عماد حمدي، وخاصة بعد دخوله في مرحلة متقدمة من الاكتئاب بسبب فقدان تؤأمه، وضياع ثروته، ليرحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من يناير 1984، إثر أزمة قلبية عن عمر يناهز 74 عامًا.