تُعد الفنانة شويكار واحدة من أبرز الفنانات اللاتى حلت على الساحة الفنية فى العقود الخمسة الأخيرة، فهى واحدة من أيقونات الجمال فى السينما المصرية، وبرعت بموهبتها الفنية فى الاستحواذ على مساحة خاصة من ذاكرة المُشاهد العربى، إذ تنوعت أعمالها ما بين الفتاة الجميلة التى تعيش حياة رومانسية صافية، والسيدة التى تتمرد على عُمرها، بجانب النجاحات التى حققتها من خلال أدوار الكوميديا، وتعاونها فى عشرات الأعمال السينمائية والمسرحية مع الفنان فؤاد المُهندس، ليكونا أبرز ثنائى فنى على شاشة السينما والمسرح.

مشوار فنى طويل، جمعها بـ«الأستاذ» فى المسرح، إذ قدما سوياً عروضاً مثل «أنا وهو وهى» و«السكرتير الفنى» و«سيدتى الجميلة»، كما قدما فى السينما عدداً من الأفلام، أبرزها «العتبة جزاز» و«اعترافات زوج» و«هارب من الزواج» و«أخطر رجل فى العالم»، وغيرها من الأعمال، حتى بعد انفصالهما، مثل فيلم «جريمة إلا ربع»، إذ قالت الفنانة فى انفصالها عن الفنان فؤاد المهندس: «الانفصال لا يؤثر على علاقتنا، وكانت تجمعنا حالة حب شديدة جداً».

حياة هادئة بعيداً عن الأضواء والضوضاء، هذا هو القرار الذى اتخذته «بسكوتة السينما المصرية»، منذ نحو ثمانية أعوام تقريباً، إذ قررت الاكتفاء بما قدّمته على مدار مشوارها الفنى، الذى انطلق منذ عام 1960، وقضاء وقتها مع ابنتها وأحفادها، فى محاولة منها لتعويض ما فاتها خلال «زحمة الحياة».

وتتحدث «شويكار» لـ«الوطن» عن تطورات حالتها الصحية، وطقوس يومها بعد ابتعادها عن المجال الفنى، وموقفها من التمثيل فى الوقت الراهن، ومحطاتها مع الفنان فؤاد المهندس، وأسرتها، وبعض التفاصيل الأخرى.. وإلى نص الحوار:

مروجو شائعات وفاتي "ناس تافهة".. وأدعو الله ألا يبتليني بشىء لا أستطيع أن أتحمله

فى البداية نود طمأنة الجمهور على حالتك الصحية؟
- أنا بحالة جيدة؛ الحمد لله، وحالتى الصحية فى تحسن طوال الوقت، لكن أواجه صعوبة إلى حدٍّ ما فى الحركة والمشى، لذلك ألتزم الجلوس فى المنزل، ولا أخرج منه، وهناك فريق طبى يُتابعنى من آنٍ لآخر وكذلك إجراء الفحوصات، وأتمنى من الله تعالى ألا يبتلينى بشىء لا أستطيع تحمله «الوجع كان كتير وفترة طويلة»، كنت أشعر بآلام صعبة فى الجسم، لكن الحمد لله استطعت تجاوز هذه المرحلة بسلام، وأدعو الله أن يشفى كل مريض.

وماذا عن طقوس يومك فى الفترة الحالية؟
- ليس هناك شىء مُختلف عن أى بيت مصرى، فأستيقظ من النوم قبل أذان الظهر بقليل، وأجلس أمام شاشة التليفزيون، للاطلاع على الأحداث المُختلفة وكذلك مُتابعة الأفلام والمسلسلات، لحين انتهاء اليوم والخلود إلى النوم منتصف الليل، كما أستقبل ابنتى وزوجها وأحفادى، من آنٍ لآخر، وأقضى معهم بعض الوقت.

انتشرت حولك 3 شائعات بوفاتك فى أقل من شهر.. كيف تتعاملين معها؟
- لم أنتبه لها إطلاقاً، ولم يُحدثنى أحد عنها، ولم يتحدث معى أحد من زملائى الفنانين بشأنها، فقد أتلقى اتصالاً هاتفياً من فنانٍ ما للاطمئنان علىّ، لكن لم يُشر لى إلى مثل هذه الشائعات حتى لا أشعر بأى ضيق، مثلما أشعر أنا عندما أقرأ شائعة حول مرض أو وفاة ممثل ما، كونها تؤثر سلباً على الأهل، وقد تُرهبهم هذه النوعية من الأخبار وتُسبب لها انزعاجاً شديداً، وبكل الأحوال أرى أصحاب الشائعات بـ«الناس الفاضية التافهة».

هل هناك أحد من الوسط الفنى يزورك حالياً؟
- بالتأكيد، هناك أشخاص عدّة، من داخل الوسط وخارجه أيضاً، يحرصون على زيارتى فى المنزل، أو اتصالات هاتفية بشأن الاطمئنان على حالتى الصحية، لعلّ أبرزهم الفنانتان ميرفت أمين ودلال عبدالعزيز.

أشرف زكي دائم التواصل معي.. وأقول لمن يرغب فى مساعدتى: "قِف بجانب المرضي وكبار السن"

وهل هناك اتصالات من قِبل نقابة المهن التمثيلية؟

- بالطبع، النقابة حريصة على التواصل معى طوال الوقت، على رأسهم الفنان أشرف زكى، الذى يُهاتفنى من آنٍ لآخر، ويزورنى بشأن الاطمئنان على حالتى الصحية، والوقوف على أى أزمة لحلها أو إذ كنت أحتاج إلى مُساعدة ما أو خدمة، وأوجه له الشكر على تواصله معى، وأقول لأى شخص يرغب فى مُساعدتى، أن يوجه هذه المُساعدات للناس الفقيرة، وعلاج المرضى وتوفير الأدوية والتبرع للمستشفيات وكبار السن، هذه الناس فى أشد الحاجة للمساعدة.

وما حقيقة عودتك للتمثيل؟
- هذا الأمر ليس صحيحاً، فقرار اعتزالى التمثيل لا رجعة فيه، فليست لدىّ رغبة تماماً للعودة للمجال «كفاية خلاص.. عاوزة أستريح»، فقد استكفيت بما قدّمته على مدار مشوارى الفنى بأكمله، لذلك أحرص على قضاء وقتى فى منزلى وابنتى و«أقعد فى حضن أحفادى».
ابتعدت عن الوسط الفنى لشعوري بالغربة.. "وبحس إن الأرض ما بقتش بتاعتي"

هل ندمك على مُشاركتك فى فيلم «كلمنى شكراً» كان سبباً رئيسياً فى الابتعاد؟
- لست نادمة كما يُشاع على مُشاركتى فى فيلم «كلمنى شكراً» الذى عُرض عام 2010، فقد قدم كل فنان دوره على أكمل وجه، ولم نُخطئ فى شىء، لكن فى كل الأحوال، هذا الفيلم بالفعل كان سبباً رئيسياً فى ابتعادى عن الساحة الفنية، إذ شعرت بالغُربة وقتها، وسط الأجيال الجديدة، ولم أستطع التأقلم معهم: «حسيت إن بقيت غريبة وسطهم.. حسيت إحساس غريب علشان كده مشيت.. حسيت إن الأرض مبقتش بتاعتى.. قلت كفاية كده خلاص».

هل غيابك عن المجال جعلك بعيدة عن متابعة الأجيال الجديدة؟
- لا إطلاقاً، أتابع الأعمال الفنية الجديدة بشكلٍ مستمر، وأحرص على فتح قنوات اتصال مع الفنانين طوال الوقت، وأعتقد أن ابتعادى عن المجال منحنى فرصة أكبر لمُتابعة أغلب الأفلام والمسلسلات الجديدة، فهذا الأمر لم يكن مُتاحاً لى عندما كنت أوجد فى المجال، كما أننى أحرص على التواصل مع المُمثلين، الذين أحبهم وأؤمن بموهبتهم، من آنٍ لآخر، بشأن الاطمئنان عليهم وتهنئتهم حال تقديمهم لأعمال جديدة، لعلّ أبرزهم طارق لطفى وهشام سليم وشريف منير وخالد النبوى.

خالد النبوي قدوة "مفيش منه اتنين"

وكيف ترين موهبة خالد النبوى الفنية؟

- أحبه جداً، وأرى أنه فنان لا يوجد منه اثنان، كونه يُذاكر أعماله جيداً، ويستعد لها بشكلٍ مُكثف، ويعمل على تطوير نفسه وتنمية موهبته طوال الوقت، كما أنه جسّد أعمالاً أجنبية ببراعة عالية، فهو يدرس كل حركات جسده فى التمثيل، يُشاور بيده بمقياس مُعين.. يُطفئ السيجارة بطريقة معينة، وهكذا، لذلك أراه قدوة ونموذجاً للفنان الجيد والمُخلص.

محمد رمضان "الخواجة الأسمر"

على ذكر الفنانين.. ما رأيك فى أداء محمد رمضان؟

- محمد رمضان ممثل جيد جداً، ونجح فى صُنع شكل خاص به، ومساحة مميزة لا تُشبه أحداً، وأصفه بأنه «الخواجة الأسود»، والاتهامات التى تُوجه له من وقتٍ لآخر ليست فى محلها، رغم أن كل شخص حر فى رأيه، لكنه مُمثل جيد وهناك قطاع كبير من الجمهور يُحبه، وهناك إشارة نور بينه وبين جمهوره، كما أننى لست ضد اتجاهه للغناء، ونشر صور سياراته الفارهة ليس أمراً مرفوضاً، فهو سعيد بنجاحه ويُطبق الآية القرآنية «وأما بنعمة ربك فحدث»، وأرى أن الهجوم الذى يتعرض له بمثابة حقد وغيرة منه، وأنصحه ألا يستسلم لهذه الانتقادات السلبية.

ومن يعجبك تمثيله من الفنانين الحاليين؟
- أحب أغلب الفنانين الموجودين على الساحة حالياً، وأرى أن لديهم خبرات طويلة، وكأنهم موجودون فى المجال منذ 30 عاماً، منهم أمير كرارة، ومحمد فراج «ممثل شربات ويجنن».

باعتقادك من الثنائى الذى حلّ مكان فؤاد المهندس وشويكار على الشاشة؟
- لا أرى ثنائياً فنياً على الشاشة فى السنوات الأخيرة أستطيع القول إنه حلّ بديلاً لى ولفؤاد المهندس، ولكن ربما قد يظهر ثنائى جديد فى السنوات المُقبلة.

وما حقيقة انفصالك عن فؤاد المهندس بسبب الغيرة؟
- لا بالطبع، الغيرة ليست سبب الانفصال، والسبب الحقيقى لا أستطيع الإفصاح عنه، لأنها بمثابة أمور خاصة بى فقط، فليست الغيرة إطلاقاً، حيث إننى لم أكن أسمح لنفسى بالشعور بالغيرة، وهو كذلك أيضاً، فكنا نُدرك المعنى الحقيقى للزواج والحفاظ على البيت والأسرة، إذ إننا لم نُعطِ فرصة بأن تتسبب الغيرة فى إفساد حياتنا.

هل شعرت بالندم بعد انفصالك عن فؤاد المهندس؟
- لم أشعر بالندم إطلاقاً، وكذلك هو الآخر لم يشعر بالندم، لأن علاقتنا كانت جيدة جداً، حتى الأيام الأخيرة من حياته، وكنا على تواصل دائم، والطلاق لم يُؤثر على محبتنا لبعض، وسيرته معى طوال الوقت، حتى بعد رحيله، فأتذكر أن وقتى كله كان معه «الصبح فى الإذاعة.. الظهر فى السينما.. وبالليل فى المسرح».

انزعجت لعدم إنجابي عشان "بحب العِزوة"

ما أكثر موقف جعلك تشعرين بالندم؟

- ندمت أننى لم أنجب أكثر من مرة، أنا بحب «العِزوة» والأطفال جداً، وسبب عدم إنجابى يرجع إلى أن فؤاد المهندس كان لديه ولدان، وأنا لدىّ ابنة، وأتذكر أنه طلب منى الإنجاب أكثر من مرة، لكن كنت أقابله بالرفض، حيث إننا كنا نعيش كأسرة واحدة ولا تفرقة بين الأبناء، واكتفيت بالثلاثة أبناء، بجانب عملى، حتى أتمكن من رعايتهم، قلت له: «ربنا يخلى لنا ولادنا دول».

ما تعليقك على الاتهامات التى وُجهت لـ«المهندس» بأنه تسبب فى إنهاء أسطورة إسماعيل ياسين؟
- فى انفعال شديد.. كذب طبعاً، فؤاد المهندس برىء من هذه الاتهامات تماماً، ولا يوجد فنان يتسبب فى إنهاء أسطورة فنان آخر، انطلاقاً من المثل الشهير «كل وقت وله أدان»، هل من المعقول أن تُصدق هذه الاتهامات!!، الحكاية وما فيها أن إسماعيل ياسين تقدّم فى السن، وقدّم رسالته الفنية كاملة، ومن الضرورى أن يعلم الناس بأن كل وقت له أبطاله ونجومه، فلا يوجد فنان شارك فى أعمال ضخمة مثل إسماعيل ياسين، أو اسمه كُتب على أعمال مثله هو وليلى مراد، كما أن «فؤاد» كان طيباً لا يُمارس «النفسنة» و«الضغينة» تجاه زملائه، فقد كان واثقاً من نفسه، فلا يمكننى القول إن عادل إمام قد أنهى أسطورة فؤاد المهندس، وفى كل الأحوال «إسماعيل» أخذ حقه و«فؤاد» أخذ حقه.

سبق لكِ الزواج 3 مرات.. هل تعتبرين أنك فشلت فى هذه التجارب؟
- لا أعتبرها ذلك إطلاقاً، لأن كل شىء نصيب، كما أننى أعتبر حياتى الخاصة خطاً أحمر، كونها ملكاً لى فقط، ولا أحب أن يعرف الجمهور شيئاً عنها، وأرى أخباراً مغلوطة تُكتب عن حياتى، وللأسف تُحقق انتشاراً واسعاً، فليس من الجيد أن يطلع الجمهور على أخبارى الشخصية، الجمهور له علاقة بشغلى فقط وليس حياتى «أنا كنت مُخلصة فى شغلى جداً، وأحترم زملائى والصحافة.. بحترم كل حد له صلة بعملى».

هل تتذكرين أصعب موقف تعرضتِ له فى حياتك؟
- ليس هناك موقف صعب على الإطلاق، حيث إن فلسفتى فى الحياة هى التعامل مع كل الأمور بهدوء ومرونة وحكمة، حتى أتجاوز الأزمة، وأنصح كل فنان بأن يكون واثقاً من نفسه، ويُدرك إمكانياته وأدواته جيداً، دون التركيز مع الشخصيات التى تحرص على الوقيعة بين الفنانين وبعضهم، لأن ذلك سيكون بداية الفشل والصعوبات وتحطيم الأحلام.

هل تنتظرين تكريماً مُعيناً فى الوقت الحالى عن مجمل مشوارك الفنى؟
- لا أنتظر أى تكريم تماماً «تكريم كمان والدولاب هيقع»، حيث إننى قد استكفيت بالتكريمات التى حصلت عليها طوال السنوات الماضية، من مختلف الدول حول العالم، منها روسيا وأمريكا والمغرب والأردن، فضلاً عن تكريمى من بلدى مصر.

وما الشىء الذى تفتقدينه فى الوقت الحالى؟
- لا أفتقد أى شىء إطلاقاً، فالحمد لله لدىّ حالة من الرضا التام، وأقول لجمهورى أن يُشاهد أعمالى التى قدمتها على مدار مشوارى الفنى، فلن أستطيع العودة للمجال مرة أخرى.

هل تفكرين فى كتابة مُذكراتك؟
- لا أفكر فى هذا الأمر إطلاقاً، حيث أرى أن حياتى لا يجب أن يعرفها أحد، فهى ملك خاص لى.

دلال عبدالعزيز هى ميمي شكيب الجديدة

تعتقدين أن حياتك تستحق تحويلها لعمل سينمائى؟

- أعتقد أنه فى حال تحويل قصة حياتى إلى فيلم سينمائى سيفشل تماماً، ولن يُحقق أى علامة نجاح، لأن حياتى ليس بها أى محطات بارزة، أرى حياتى عادية مثل أى سيدة مصرية، ولم أرَ فنانة حالياً تُشبه لى وتُجسد حياتى على الشاشة، فأنا لا أعرف شبيهتى إطلاقاً، لكن أرى أن صديقتى الفنانة دلال عبدالعزيز تُشبه الفنانة ميمى شكيب، وفى حال تجسيدها للشخصية ستُحقق نجاحاً كبيراً.

فؤاد المهندس أوصي شريف منير بتقديم برنامج "كلمتين وبس"

وما رأيك فى تقديم شريف منير لبرنامج «كلمتين وبس»؟

- فؤاد المهندس حقق نجاحاً كبيراً فى هذا البرنامج، وكنت سعيدة جداً بنجاحه، وسعدت بتجربة الفنان شريف منير فى تقديم البرنامج عبر إحدى المحطات الإذاعية، وهذه كانت وصية «فؤاد» له، بأن يُقدم هذا البرنامج فى حال وجود فرصة لذلك، فقد كان مؤمناً بموهبته جداً، وبالتأكيد «شريف» نجح فى البرنامج وكنت أداوم على سماعه.

كونك مُتابعة للشأن العام وتنتمين لأصول تركية.. ما تعليقك على سياسات أردوغان تجاه مصر؟
- أرى أن السياسات التى يُمارسها أردوغان ضد الدولة المصرية «حقيرة»، وأقرب إلى أعمال البلطجة، وأتعجب من أسلوبه جداً، لأن ممارساته سيئة جداً تجاه مصر.

أخيراً.. ما رسالتك إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى؟
- أنا أحب الرئيس جداً، وأتابع أعماله على شاشة التليفزيون، بشكل مستمر، وأدعو له طوال الوقت «ربنا معاك يا ريس ويحفظك ويحميك، ويقدرك على مصر»، فهو تسلم الدولة المصرية وكانت أوضاعها ليست مستقرة و«ملخبطة»، وتحتاج إلى مزيد من الجهد والصبر، وهو نجح فى هذا الأمر، لذلك «السيسى» محبوب من كل المصريين.

أهم أعمالها
1962.. الزوجة 13

1964.. أنا وهو وهى

1964.. اعترافات زوج

1967.. أخطر رجل فى العالم

1968.. أرض النفاق

1969.. العتبة جزاز

1974.. الإخوة الأعداء

1975.. الكرنك

1983.. درب الهوى