نادر شكرى
أشاد القس رفعت فكري الأمين العام المشارك لمجلس كنائس الشرق الأوسط، بالبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، ووصفه بالقيمة والقامة والرمز المصري الوطني الأصيل الذي يعتز به الجميع لمواقفه المسكونية والوطنية.
 
وفي كلمته خلال فعاليات أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، التي استضافتها مساء أمس، الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أثناء الاجتماع الأسبوعي للبابا، قال فكري موجهًا كلامه للبابا: "نحبك من كل قلوبنا ونصلي لأجلك ودائما نراك مثل النخلة العالية الشامخة الراسخة التي وإن قذفها الصغار بالأحجار فهي لا تعطي إلا أفضل الثمار. والطعنات الخلفية من الحاقدين ماهي إلا دفعات نحو الأمام، فسر في طريق التنوير والإصلاح الذي تنتهجه، وسيسطر لقداستك التاريخ بأحرف من نور ما تقدمه للكنيسة من خدمة وتفاني وعطاء في خدمة الإنسان روحيًا وعقليًا وتعليميًا وصحياً، أما الأصوليون الأحاديون، والحاقدون، فسيطويهم التاريخ في طي النسيان".
 
وأضاف فكري: "رسالة اليوم هي الاستنارة والاستنارة نجدها في الكتاب المقدس، وفي الفكر الفلسفي، فالكتاب المقدس يقول عن الله إنّه نور وليس فيه ظلمة البتة، وأنّ السيد المسيح هو النور الحقيقي الذي جاء إلى العالم، وأنّ أصحاب الأعمال الشريرة أحبوا الظلمة أكثر من النور، وفي الفكر الفلسفي تساءل إيمانويل كانت في نهايات القرن السابع عشر (1724 - 1804) ما التنوير؟، وأجاب التنوير هو أن تكون جريئا في إعمال عقلك، فلا سلطان يعلو على سلطان العقل، والكتاب المقدس يدعونا إلى إعمال العقل ويحدثنا الرسول بولس عن أهمية العبادة العقلي، ويحذرنا داود النبي في المزامير 32 : 9 ألا نكون بلا فهم، ولكن عندما يٌعمل الإنسان عقله، ويفكر في الإله العظيم المطلق الغير المحدود، يكتشف أن عقله نسبي وبالتالي لا يمكن أن يدرك هذا الإله المطلق غير المحدود، ومن ثم يشعر الإنسان بضآلة عقله ومحدوديته ونسبيته أمام الأمور الإلهية العظمى".
 
وزاد: "وعندما يدرك الإنسان نسبيته سيتأكد أنّ هذه الحياة ما هي إلا رحلة بحث عن الحقيقة، ومن ثم فإنه سيتواضع، وسيحب الآخرين المغايرين، وسيحترم حق الاختلاف، وسيرى أنّ التنوع غنى، وأن التعددية ثراء، وعلى العكس إذا توهم الإنسان أنّه امتلك المطلق أو اقتنص الحقيقة، فإنّه بالضرورة سيتكبر وسيتغطرس وحتما سيصبح متعصبًا رافضا للآخر المغاير متهما إياه بالكفر والهرطقة والزندقة".
 
وتابع الأمين المشارك لمجلس كنائس الشرق الأوسط: "الإخوة الأحباء، إيماننا المسيحي يدعونا لقبول التنوع في إطار الوحدة، وهذا الإيمان بالوحدة التي تحتوي التنوع ليس بدعة، وليس جريمة، وليس سٌبة، وليس هرطقة ولكنه فكر يتماشي مع إيماننا بأنّ الوحدة التي نسعى إليها ككنائس هي وحدة التكامل وليس وحدة التماثل، وتنوعنا غنى وتعدديتنا ثراء، ومع التقدم الذي أحرزته البشرية نحن مطالبون اليوم أن نتجاوز خلافات وانقسامات القرون الماضية ونقترب أكثر من بعضنا البعض".
 
وأتمّ كلمته بالقول، إنّ طريق الوحدة الحاضنة للتنوع ليس طريقًا مفروشا بالورود والرياحين، لكنه طريق مليء بالصعوبات، ومحفوف بالمخاطر وحافل بالأشواك، لكننا سنسير فيه مهما واجهنا من تعصب أو صعوبات، وفي النهاية لابد أن يعلو صوت الحب على الحرب، وأن ينتصر السلام على الخصام، وأن يفوز النور على الظلام".
 
وفي كلمته خلال الفعالية، أكد البابا تواضروس، أنّه نتيجة خطايا البشر وحب الذات والأفكار الضيقة وعدم قبول الآخر انتشر في العالم انقسام الكنائس، إذ ظلت الكنيسة واحدة دون انفصال لمدة 5 قرون.
 
وأسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين يتم تنظيمه بالتعاون بين مجلس كنائس مصر ومجلس كنائس الشرق الأوسط خلال الفترة من 27 يناير الحالي وحتى 7 فبراير المقبل.