كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص
احتفلت الكنائس الأرثوذكسية بمصر بقيادة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، بتذكار عشية نياحة الراهب أندراوس الصموئيلي.

وفي إطار المناسبة نشرت الصفحة الرسمية للكنيسة عبر "فيسبوك" سيرة حياة القديس الراهب أندراوس الصموئيلي الذي ولد عام 1887 وتنيح في عام 1989.

ولد أبونا اندراوس الصموئيلي عام 1887 بعزبة بشرى حنا التابعة لقرية الجفادون مركز الفشن بمحافظة بنى سويف، وكان يدعى يوسف خليل إبراهيم.

فقد بصره وهو في الثالثة من عمره.. تعلم في كتاب القرية بعض المزامير وبعض آيات الكتاب المقدس. أرسله أبوه إلى دير الأنبا صموئيل المعترف وهو في الثالثة عشر من عمره بغرض التعلم لا بغرض الرهبنة، وظل بالدير إلى أن وصل إلى سن الثانية والعشرين. ولأنه أحب الدير كاشف أباه الروحي (القمص اسحق مكسيموس) برغبته في الرهبنة،وفعلا ترهب بالدير باسم أندراوس الصموئيلي.

جهاده وفضائله:
الصلاة كانت غذاؤه الحقيقي كالسمائين و كان لا يكف لحظه واحده عن رفع عقله وقلبه إلى الله، كان أحيانًا يجلس في هدوء محركا شفتيه دون صوت.. وأحيانًا تسمعه يردد المزامير بصوت عال ولساعات طويلة سواء ليلا أو نهارا.. كان يعيش معاني الكلمات قبل إتقان اللحن، و حتى لو قال الكلمة عشرات المرات لا تفتر قوتها في وجدانه.

الانسحاق والاتضاع:
كان يعتبر ذاته خادمًا للكل.. كان مثلًا إذا قاده أحد الرهبان لمكان ما خارج قلايته كان يخجل أن يطلب منه أن يعيده إليها مره أخرى...يروى تلميذه عنه (كان أبونا أندراوس في زيارة لدير القديس مارمينا بمربوط وكان يمشى متكأ على عصا وذلك لكبر سنه واعتلال صحته فأخبره تلميذه أن نيافة الأنبا مينا رئيس الدير قادما نحوه، فارتبك أبونا أندراوس وهمس في أذن تلميذه (خد العصاية دي خبيها، عايزني أقابل سيدنا وأنا ماسكها)

الطاعة والتسليم:
بالرغم من أنه كفيف فقد كان يقوم بالأعمال الشاقة ( جلب المياه من البئر ) مثل باقي الاباء الرهبان و كان يقوم بهذا العمل وحده ولم يطلب أبدا مساعده من احد.

و ذات يوم كان تلميذه يسجل له واحده من تراتيله العذبة، (دون أن يعرف) وكان التلميذ يطلب منه تكرار جزء أو مقطع من الترتيلة عده مرات فكان يطيع بلا تردد أو اعتراض أو حتى استفسار عما يجرى حوله.

حياه الشكر:
رغم الآلام التي كان يكابدها والعمليات الجراحية الخطيرة التي أجراها.. لم يسمع منه الأطباء أو الممرضات كلمه ضيق، بل كان يذهلهم بقدرته على تحمل الألم بشكر وتسليم تام.

بساطته وحكمته:
كان يصدق كل شيء تماما كطفل ... ومع ذلك فقد كانت له حكمة الشيوخ.. فهو الوقور في جلسته.. المهيب الهادئ المقل في القول، لا يفتح فاه إلا إذا وجه إليه سؤال، وعندئذ كان يجيب بكلمات قليلة تتجلى فيها حكمة الشيوخ.

سأله تلميذه يوم ما مداعبا (يا أبونا أسكندريه أحسن وللا الدير أحسن) فأجابه القديس (يا ابونا الواحد لما بيني بيت يجعد (يقعد) فيه وللا يسيبه)، كان هذا الرد عظة للراهب بألا يترك ديره أبدًا لأنه أصبح بيته.

الرجل الأمين:
حدث بسبب تاخر قافلة الجمال ( التي كانت تجلب للآباء الرهبان الطعام و الاحتياجات الضرورية من المدن و القوي القريبة من الدير ) فتدهورت الأحوال في الدير (دير الأنبا صموئيل المعترف) فهجره جميع الرهبان وحاولوا أخذ أبونا أندراوس معهم لكنه رفض بشدة قائلًا (أنا ما سيبش ديري أبدا.. مايحصلش. دا أنا أبقى ماعنديش أصل) وَفَضَّل البقاء في الدير وحيدًا تمامًا رغم عجزه وفقدانه البصر،خاف الراهب على ديره من البدو المحيطين به.. أغلق الباب بنفسه من الداخل (لم يكن الدير يُغْلَق من الخارج بل من الداخل)، وظل يدق جرس الدير مرتين يوميًّا ليثبت أن المكان عامر (بالرغم من الصعوبة التي كان يلاقيها ليصل إلى الجرس كل مره وهو فاقد البصر.

عاش القديس بمفرده تمامًا في الدير لمدة أربعه أشهر كان غذاؤه خبزًا يابسًا وماءًا من البئر إلى أن عاد رئيس الدير من جولاته و معه القافلة التي تحمل الطعام و الاحتياجات.

ولم يكن أحد يعلم إلى أي مصير كان سيؤول إليه الدير عندما يجده البدو مهجورًا أبوابه مفتوحة.

مع العذراء مريم
حكي ابونا اندراوس : مره ظهرت لي الست العذراء وكنت زعلان شوية مع نفسي حسيت بحاجه بترسم صليب فوق رأسي ونادتني باسمي وجالت لي ماتسيبش ديرك أبدًا.

وكان هو الوحيد الذي بقى به تنفيذا لهذا الأمر وبقى الدير عامرا حتى الآن
نياحته: تنيح القديس يوم 7 فبراير عام 1989 الساعة العاشرة مساء ،  و كان من أشهر كلماته "يكون معاك ما يكون عليك. "