رفعت يونان عزيز
النبي يونان النبي بن أمتاي ويذكر أنه أبن أرملة صدقا الذي أقامه إيليا النبي من الموت وتبعه وهو من مواليد إسرائيل وقد دعاه الله ليحمل رسالة التوبة وخلاص مملكة أشور التي كانت عاصمتها نينوى ( الموصل ) بدولة العراق . فمملكة أشور هي من قامت بتدمير مملكة إسرائيل في سنة 722ق.م .
 
 في قصة يونان النبي إعلان صريح وواضح أن محبة الله للإنسان تفوق إدراك وعقل البشر فهو الخالق كلي المحبة لكل خليقته طويل الأناة رحيم رءوف يريد الجميع أن يعرفوا الطريق والحق ويخلصون. 
 
فكم من الطرق ووسائل النجاة يقدمها الله للإنسان ؟؟ ,   وكم من مرات ينادي العجزة عن التوبة ويرسل لهم من يسندهم للوقوف ويشفيهم من حالة المرض أو الفتور الروحي التي وضعوا أنفسهم فيها عن طريق الخدام والخدمات الإعلامية المتعددة المقروءة والمسموعة والمرئية؟؟ وكم من مرة يحرك الروح القدس العامل فينا بمواقف أو أحداث وضيق لنصرخ ونعود إليه ؟؟ إنها أسمى محبة .فحين نتأمل في يونان النبي ورحلته لنينوى , نجد محبته لله كانت محبة فردية , تغلب عليها تعصبه لذاته ولأهله وقومه وإنها لا ترتقي لمحبة الباقي من البشر ,لأنها محبة ضعيفة غلبتها العاطفة وعدم تحريك الروح القدس العامل فيه . 
 
كانت غيرته لبنى إسرائيل ,الشاغل له,  ورؤيته أن شعب نينوى هم لا يعرفوا الله , ومنغمسين في شرورهم وملذات الحياة المدنسة الغير مرضية , و لابد أن ينتقم الله منهم انتقاماً شديد مما دفعه يهرب من أمر الله له محاولاً الذهاب لتر شيش بدلاً من الذهاب لنينوى , لينادي أهلها بالتوبة حسب فكره كيف يحب الله هذا الشعب المنغمس في الشرور؟ وكيف يمكن خلاصهم؟ ومن يقدر علي عودتهم ؟لأن فكره محدود مقدماً ذاته كرامته وهيبته كنبي علي خلاص مدينة كاملة تهلك ونسي أن من يقوده هو الله الخالق من له كل السلطان علي الخليقة , من يعطي قوة للضعفاء ليغزوا بهم ممالك وأفكار وأوكار الشيطان , وأنه يبحث عن فتيل مدخن لنجاة كل بعيد عنه .
 
ففي قصة يونان توضيح حقائق هامة عن مدى سعي الله لخلاص النفوس ونجد عدة مواضع تبين سقطات يونان النبي فيها تتمركز حول الذاتية \" الأنا \" منها المخالفة والعصيان لأمر الهي نتج عنها كشف عمق ما بداخله من ضعف يقتل ففي هروبه من أمر الله خسر طاعة النبي لوصايا الله التي منها : - (1) محاولة عرقلة خطة الله لتوبة أهل نينوى بعناده وهروبه وخسارته لماله ووقته . (2) عدم مراجعته لنفسه ونام في السفينة مكملاً عناده ولم يذكر الكتاب أنه صلي مثل البحارة عندما كان الخطر محدق بالسفينة . (3)لم يستعطف أو يعترفا بخطئه لله وفضل ألقائه بالبحر ولا يقول أخطأت (4) جهله أو تجاهله أن الله موجود بكل مكان بالخليقة في الأعماق والعلو والأرض وبالداخل والخارج وفعل مثل أبينا أدم حين اختبأ خلف الشجر ظنناً أن الله لا يراه .. (5) حالة التذمر والحزن علي نشف اليقطينة التي أعدها له الله لتحميه من الشمس .
 
ومع هذا نجد كم هي جمال وحلاوة التأملات في قصة يونان النبي لأنها بينت : - صعب علي الإنسان أن يعصي أو يتمرد علي الله ومشيئته لأن جميعها لخدمة وخلاص الإنسان مبيننا فيها مدى سمو محبته للبشرية كلها كذلك عناية واهتمام الله بالجميع نجد طاعة الطبيعة والحيوانات والطيور والأسماك وكل المخلوقات لله الخالق وتنفيذ الأوامر التي يصدرها لها وسماع واستجابة الله لصوت من يناديه ويصلي إليه حتى ولو كان بداخل بطن الحوت وبأعماق البحر والظلام الدامس  , وكثرة الأهوال وقد دخل شعب نينوى التاريخ بالرغم من أنه شعب كان أممي, لا يعرف الله وفي حالة من الجهل لا يعرفون يمينهم من شمالهم وخطاة تلزمهم التوبة .
 
وسجل الكتاب المقدس اسمهم وقصة يونان النبي لتوبتهم الجادة والسريعة وشملت الجميع من الملك للعامة وتعطينا معرفة أن روح الله الساكن في الإنسان هي أمضى من سيف ذو حدين ويحتاج الآن المخلصون ويتلاعب بهم الشيطان ويجعلهم ينغمسون في خطايا وشرور عديدة إلي التوبة الجادة والرجوع للمسيح . وكم من نفوس تحتاج للسير في طريق الحق والحياة لنوال الخلاص فالمسيح يقول أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا   .
 
أنا هو الطريق والحق والحياة. وباب التوبة والرجوع للمخلص مفتوح الآن قبل أن تمضي الفرصة وينتهي الزمان ..