كتبت - أماني موسى
قال د. محمد طه، الاستشاري النفسي، أن الحب احتياج أساسي في حياة الإنسان، لكنَّ الهوس في الاحتفال بعيد الحب والهدايا والدباديب هو عملية تجارية، حوّلت الحب إلى بيزنس وتجارة، وليس لها علاقة لها بالحب الحقيقي ومعناه، فالحب الحقيقي نعرفه ونفهمه ونمارسه وحينها لن نكون مطالبين أن نحتفل به، حينها ستكون حياتنا احتفال يومي بالحياة والحب دون هذه المظاهر المبالغ فيها، لكنها تتحول إلى سلوك يومي مع الشريك العاطفي.

الحب هو شعور عميق بالمودة والعطف والتسامح
مضيفًا في لقاءه مع الإعلامي عمرو عبد الحميد ببرنامج "رأي عام" بفقرة شيزلونج، أن العلم عرّف الحب بأنه شعور عميق بالمودة والعطف والتسامح تجاه شخص ما، مثل الشعور الناتج عن القرابة الجسدية أو الشعور بالانسجام العاطفي مع شخص آخر.

7 علامات تدل على وجود الحب
وأوضح طه، أن الحب شعور عميق جدًا يتخلل صاحبه وبه 3 عناصر رئيسية المودة، العطف أو الرحمة، والتسامح، وعالمة علم النفس هيلين فيشر أوضحت في كتابها عن 7 علامات إذا توافروا فهذا يعني وجود الحب.. وهم على النحو التالي:

1- أن يكون هذا الشخص مركز العالم بالنسبة لي.
2- قضاء الكثير من الوقت في التفكير به.
3- وجود طاقة حماس نفسية وجسدية لدى الشخص أثناء إحساسه بالحب.
4- وجود بعض الغيرة الصحية.
5- افتقاد الشخص حين يغيب عنك حتى ولو لفترة قصيرة "وجود شوق ولهفة"
6- لا أتحمل أن يغضب مني أو ينفصل عني.
7- عدم التحكم في الشعور بكل ما سبق.

وأوضح ردًا على سؤال هل الحب حالة إرادية أم لا إرادية، بأن معظم الدراسات والأبحاث وخبرات الناس تؤكد أن أولى مراحل الحب غير إرادية، كأن يرى شخص شخص آخر فتحدث الشرارة الأولى وهذه لا يقدر أحد أن يتحكم بها.

مستطردًا، المراحل الأولى في الحب هي التي تحمل الجزء اللا إرادي من الحب، بنسبة 80 إلى 90%، وبعد فترة يقل هذا الجزء اللا إرادي ويتحول إلى جزء كبير إرادة، وهي الرغبة بأني أكمل هذا الشعور وهذا الحب أم لا، بأن أظهر مشاعري أهتم، أتفاعل مع الطرف الآخر، اتفهم احتياجاته واحتياجاتي، أجعل له أولوية في حياتي، أن أضحى وأتنازل، وكل هذه الأفعال أقوم بها بشكل إرادي لكي يستمر.

بداية الحب تكون بجزء لا إرادي
وتابع، مع الوقت يقل الجزء اللا إرادي ويطغى الجزء الإرادي، وكل ما تطول العلاقة يصبح الجزء الإرادي فيها هو الأكبر بنسبة 90% وهنا يكون الشخص مقرر أنه يستمر في هذه العلاقة ككل بعيوبها ومميزاتها، فيكون الطرفين في حالة قرار بأنهم مكملين يحبوا بعض.

بعض الحب مرض وفي كثير من الأحيان يكون الحب هو العلاج والتطييب للروح والنفس
وكشف د. محمد طه أن بعض الحب مرض نفسي وليس كل الحب، فالحب في كثير من الأحيان يكون هو العلاج، والتطييب للروح والنفس، وحتى في الطب النفسي يكون هناك جزء يسمى العلاقة العلاجية وهي القبول والاحترام والحب الحقيقي الأصيل بين شخصين، وهناك حب يكون مرض وهو العلاقة التي تؤذي أطرافها أو طرف منها.

الحب أكثر كلمة أسيء استغلالها وكثير من الأذى يقع باسم الحب
وأردف بأن الحب من أكثر الكلمات التي أسيء استغلالها على مدى التاريخ وفقدت معناها وتحولت إلى مظهر خالي من اي عمق، فبعض الآباء يؤذون أولادهم مبررين ذلك باسم الحب، وبعض الأزواج يأذون زوجاتهم وكل ذلك باسم الحب، والحب في جوهره رحمة ومودة وتسامح وليس إيذاء وعنف وضرب ومنع.

مشيرًا إلى أن البعض يختار أن يُكمل في علاقات مؤذية وأن يلعب دور الضحية، والبعض الآخر يحب أن يعيش دور الجاني أو دور المنقذ، ولذا لا بد من معرفة ما هو الحب وغير الحب، وما هو الشيء الذي نتصور أنه حب ونمارسه باسم وهو ليس بحب، فهناك 10 أشكال من أنماط العلاقات التي يطلق عليها حب وهي ليست كذلك.

1- حب الامتلاك: شخص يرغب أن يمتلك الطرف الآخر، ويمنع عليه العلاقات أيًا ما كانت سواء زمالة أو صداقة أو أصحاب وجيران وخلافه،ويتم هذا الاستغلال تحت اسم الحب، وحب الامتلاك علاقة غير صحية لأن العلاقات الصحية تتطلب وجود علاقات أخرى في الحياة.
مشيرًا إلى أن هناك أفلام وأغاني والمجتمع يدعمون هذه الفكرة بل ويجعلوها قالب اجتماعي لطيف ومقبول.

2- حب الطاعة: شخص يرغب في طرف يقول له حاضر دون تفاهم أو نقاش، وأيضًا هذه الحالة لها قبول اجتماعي وفني.

3- حب الابتزاز: شخص يبتز الطرف الآخر من خلال إلقاء اللوم عليه دومًا فيشعر بالذنب، أو العلاقة التي يوجد بها تهديد، يا تعمل كذا يا همشي أو هسيبك وانسحب من العلاقة، التهديد يبوظ العلاقة ويجعل الطرف الآخر يعجل بإنهاء العلاقة.

4- حب التفصيل: وهو أن الشخص عايز يفصل الطرف التاني على مقاسه، مش عايزه مثلا عصبي أو بينام متأخر، فأحاول أغير فيه، ومينفعش نبقى في علاقة عايزين نفصل الشخص على مزاجنا وأهوائنا، نروح نختار من البداية شخص فيه المواصفات دي.. ومن هذه الأمثلة تغيير الوزن أو اللون أو طريقة اللبس أو الحياة.

5- حب اللغبطة: علاقة غير طبيعية وغير صحية ومشوهة، حيث يصل فيها لطرف من أطراف العلاقة رسائل عكس بعض، فتصبح غير قادر على معرفة هل هذا الشخص يحبك أم لا، وهذه الحالة من اللغبطة قد تروق للبعض لكنها مؤذية للإنسان جدًا.

6-حب الشروط: أي أن الشخص يشترط أن يحب الطرف الآخر بوضع عدة شروط، كأن أقول لك خس عشان أحبك، انجح عشان أحبك وهكذا، وحب التهديد والطاعة والابتزاز يمكن أن يجتمعوا بهذا النوع من الحب.

7- حب خلط الأدوار: حيث لا توجد أدوار واضحة بالعلاقة.
8- حب السادية: يكون الشخص متلذذ بحالة الألم التي يسببها للطرف الآخر.
9- حب المازوخية: يكون الطرف الآخر في العلاقة واقع عليه الكثير من الألم وهو متصالح مع هذه الحالة بل ويتلذذ بها.
10- حب حالة الحب: شخص لا يرى الطرف الآخر بالعلاقة، بل يحب الحب فيحب أن يكون في هذه الحالة بغض النظر عن الطرف الآخر بالعلاقة، والشباب في بداية مراهقتهم بيكونوا حابين حالة الحب بغض النظر عن الطرف اللي معاهم في العلاقة.