سليمان شفيق
لقاء مرتقب بين روسيا وتركيا فهل تكون ليبيا علي غرار سوريا
الرئيس السيسي : يعيد تأكيدة علي عدم ترك ليبيا ساحة للتدخلات

اعلن رجب طيب اردوغان  امس الخميس : أن البرلمان التركي سيدرس في يناير مذكرة تنص على السماح بإرسال جنود إلى ليبيا من أجل دعم حكومة الوفاق الوطني في مواجهة القوات الموالية لرجل الشرق القوي المشير خليفة حفتر.

وقال اردوغان في خطاب في أنقرة "سنقدم المذكرة لإرسال جنود إلى ليبيا فور استئناف أعمال البرلمان" في السابع من يناير المقبل.

وأضاف "سنلبي بذلك دعوة الحكومة الليبية الشرعية"، مؤكدا "سندعم بكل الوسائل حكومة طرابلس التي تقاوم جنرالا انقلابيا تدعمه دول عربية وأوروبية"، في إشارة إلى المشير حفتر

وكان البرلمان التركي صادق السبت على اتفاق للتعاون العسكري والأمني وقّع في نوفمبر مع حكومة الوفاق الليبية التي تعترف بها الامم المتحدة، ما يتيح لانقرة تعزيز حضورها في ليبيا

وفي العاشر من ديسمبر، اعلن الرئيس رجب طيب إردوغان أن تركيا مستعدة لنشر قوات في ليبيا دعما لحكومة الوفاق إذا طلبت الاخيرة ذلك.

وتلقى قوات حفتر دعم السعودية ومصر والإمارات وروسيا ، وكلها دول تقيم علاقات متوترة أو محدودة مع تركيا والحليفة الأخرى لحكومة الوفاق قطر
ويؤكد اردوغان أن القوات الموالية لروسيا تحصل أيضا على دعم شركة أمنية روسية، مؤكدا بذلك صحة معلومات نشرتها وسائل إعلام ونفتها موسكو، حول وجود مرتزقة روس في ليبيا

وتأتي تصريحات اردوغان حول إرسال جنود إلى ليبيا غداة زيارة مفاجئة قام بها إلى تونس وبحث خلالها الملف الليبي مع الرئيس التونسي قيس سعيد.

وكما يري الباحث الاعلامي اشرف الصباغ " ان مذكرة التفاهم الخاصة بالتعاون الأمني والعسكري بين تركيا وليبيا دخلت حيز التنفيذ، بعد نشرها في الجريدة الرسمية التركية، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، إن بلاده سترسل قوات إلى ليبيا بناء على طلب حكومة طرابلس الموالية لتركيا، وسيحدث ذلك بعد عرض مشروع قانون لنشر القوات هناك على البرلمان التركي في 8 يناير روسيا أعربت عن قلقها الدبلوماسي من خطوات أردوغان في ليبيا، ولكنها في الوقت نفسه أجرت مباحثات معه في هذا الشأن، والتفت عليه متوجهة لإجراء مشاورات مع ألمانيا وإنجلترا وإيطاليا حول ليبيا2020 ،كما ان روسيا لم تغلق الباب مع أردوغان بشأن ليبيا، ولكنها أرسلت إشارات إلى دول الجوار، وبالذات مصر، بأنها (روسيا) قادرة على لعب أدوار مختلفة في ليبيا.

وبضيف اشرف الصباغ :" أي أنه على مصر تنفيد كل الطلبات والرغبات الروسية المعلنة وغير المعلنة، أو أن روسيا يمكن أن تتعاون مع تركيا في ليبيا، كل المؤشرات تؤكد نية تركيا وروسيا تكرار السيناريو السوري في ليبيا، مع الأخذ بعين الاعتبار ما يحدث في ادلب الان".

وفي نفس الوقت ،قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء إنه ناقش مع نظيره التونسي قيس سعيّد التعاون لوقف إطلاق النار في ليبيا وإعادة الحوار السياسي بين الليبيين. وأن الملف الليبي حظي باهتمام الرئيسين مشيرا إلى دعوة الرئيس التركي لمشاركة تونس والجزائر وقطر في مؤتمر برلين لتسوية الأزمة التي تعيشها ليبيا.

ودعا أردوغان إلى مشاركة تونس والجزائر وقطر في اجتماع برلين المرتقب والذي سيخصص للنزاع في ليبيا. وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التونسي إنه يعتقد أن تونس سيكون لها "إسهامات قيمة وبناءة" في تحقيق الاستقرار في ليبيا، وتابع أن وقف إطلاق النار يجب أن يتحقق بأقرب وقت.

ويضيف العميد خالد عكاشة  مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية:
"دخلت مذكرة التفاهم الخاصة بـ (التعاون الأمني والعسكري بين تركيا وليبيا) حيز التنفيذ، فجر الخميس، بعد نشرها في الجريدة الرسمية التركية.. ونشرت الجريدة قرار المصادقة على مذكرة التفاهم التي أبرمت بين حكومتي تركيا والوفاق الوطني الليبية في 27 نوفمبر الماضي

في 21 ديسمبر ، وافقت الجمعية العامة للبرلمان التركي على مقترح قانون حول المصادقة على مذكرة التفاهم، ويضيف عكاشة :" تشمل المذكرة دعم إنشاء (قوة الاستجابة السريعة) التي من ضمن مسؤوليات الأمن والجيش في ليبيا، لنقل الخبرات والدعم التدريبي، والاستشاري والتخطيطي والمعدات من الجانب التركي. عند الطلب يتم إنشاء (مكتب مشترك) في ليبيا للتعاون في مجالات الأمن والدفاع بعدد كاف من الخبراء والموظفين.

ويشرح  عكاشة  المذكرة :"كما تنص المذكرة على توفيرالتدريب، والمعلومات التقنية، والدعم، والتطوير والصيانة، والتصليح، والاسترجاع، وتقديم المشورة، وتحديد الآليات، والمعدات، والأسلحة البرية، والبحرية، والجوية، والمباني، والعقارات، و(مراكز تدريب) بشرط أن يحتفظ المالك بها، تشمل أيضًا تقديم خدمات تدريبية واستشارية تتعلق بالتخطيط العسكري ونقل الخبرات، واستخدام نشاطات التعليم والتدريب نظم الأسلحة والمعدات في مجال نشاطات القوات البرية، والبحرية، والجوية المتواجدة ضمن القوات المسلحة داخل حدود البلدين.

ويكمل العميد :" هذا إلى جانب المشاركة في التدريب والتعليم الأمني والعسكري، والمشاركة في التدريبات العسكرية أو المناورات المشتركة، و(الصناعة الخاصة بالأمن والدفاع)، والتدريب، وتبادل المعلومات الخاصة، والخبرات وتنفيذ المناورات المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، وأمن الحدود البرية، والبحرية، والجوية.

كما تنص المذكرة على التعاون في مجال مكافحة المخدرات، والتهريب، وعمليات التخلص
من ضمن مجالات التعاون بين الطرفين، الخدمات الطبية والصحية للشرطة والجيش، ونظم الاتصالات والالكترونيات والدفاع (السيبراني) الإلكتروني، وحفظ السلام، وعمليات الإسعاف الإنسانية ومكافحة القرصنة، وتبادل المعرفة حول قانون البحار والنظم القانونية العسكرية، والتخريط وعلم وصف المياه، وتبادل الموظفين الضيوف والمستشارين والوحدات، وتبادل المعلومات والخبرات في مجالات البحث العلمي والتقني في المجالات العسكرية والأمنية، والنشاطات الثقافية والاجتماعية والرياضية، والتاريخ العسكري، والأرشيف، والنشر وعلم المتاحف، وتبادل وتشاطر المعرفة حول الوعي بالحالة في البحار والتعاون في عمليات أمن البحار".

ترسيم الحدود البحرية والارتباك الاوربي :
يذكر أن تركيا وقعت الشهر الماضي اتفاقا لترسيم الحدود البحرية مع حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا في خطوة أثارت غضب اليونان. وفي إطار توسيع تعاونها مع ليبيا المجاورة لتونس، وقعت أنقرة أيضا اتفاقا للتعاون العسكري مع حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، الامر الذي احدث ارتباك اوربي وقلق ورفض من اليونان وقبرص وفرنسا وايطاليا، من جهة كما ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن بلاده لن تسمح لأحد بالسيطرة على ليبيا بعد أيام من تلويح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بارسال قوات تركية الى ليبيا لدعم حكومة الوفاق الوطني في طرابلس.

مساء امس الخميس وتحت ضغوط الراي العام التونسي اعلن قيس سعيد ان تونس تنفي دخولها في اي تحالفات في الاعلان عن موقف محايد .

وفي الجزائر الموقف اكثر غموضا حيث اعلنت الجزائر عن نفي لتصريحات سابقة بشأن ليبيا ، وكانت قد تواترت انباء عن مساعدات جزائرية عسكرية للسراج ومهاجمة الفريق حفتر لذلك .

واعاد الرئيس عبد الفتاح السيسي تأكيدة علي عدم ترك ليبيا ساحة للتدخلات ،كل ذلك جعل ليبيا علي شفا تدخل تركي وتصدي مصري لذلك وسط انتظار لحل سلمي لن يتأتي الا كما قال اشرف الصباغ بأتفاق روسي تركي من جهة وروسي مصري من جهة اخري ، واتفاق تركي امريكي من جهة اخري وسط انتظار اوربي لمؤتمر برلين وانتظار حلفاء حفتر بدخولة طرابلس ومن ثم يبدأ التفاوض .