كتب - أحمد المختار 
في إطار مشروع " عاش هنا " التابع لوزارة الثقافة ، وزارة الثقافة ، و الذي يهدف إلى تخليد ذكرى رموز مصر من الرواد و المبدعين الذين ساهموا فى مسيرة مصر الحضارية ، حيث وضعت وزارة الثقافة ملصق " عاش هنا " على منزل النجم الراحل " علاء ولي الدين " بمنطقة مصر الجديدة ، تخليداً لذكري وفاته  ، التي تحل اليوم " 11 فبراير 2003 " ذكراه السابعة عشر ، و الذي يُعد من أبرز نجوم الكوميديا في أواخر التسعينيات و بداية الألفية ، و استطاع أن يفرض نفسه ليقدم سلسلة من الأفلام الناجحة الخالدة في ذاكرة المشاهدين ، قبل يخطفه الموت في عمرٍ مبكر ، و نستعرض هنا أهم محطات النجم الكوميدي الراحل و منها : 
 
من هو ؟
وُلد "علاء ولي الدين " في يوم 28 ديسمبر من عام 1963 بمركز بني مزار التابع لمحافظة المنيا ، ابن الفنان الراحل " سمير ولي الدين " الذي أحب الفن منه ، و جدّه الشيخ " سيّد ولي الدين " ، الذي أسس  مدرسة في القرية على نفقته الخاصة و ظلّت المدرسة تخدم الفقراء لأعوام بدون مقابل ثم انتقلت إلى الإدارة الحكوميّة ، و درس " علاء " بالمدرسة العسكريّة الثانويّة بمصر الجديدة ، و تخرّج في كلية " التجارة " سنة 1985 ، توفّي والده و هو في سن صغيرة جداً ، و كان عليه أن يتحمّل أعباء عائلته و أمه ، و أن يواصل رحلته في نفس الوقت في الفن والحياة .
 
لم تكن الطريق ممهّدة أمامه ، بل كانت كل الظروف ضده ، شكله و حجمه و متطلبات السوق و رغبات المنتجين و مواصفات الممثلين ، حيث عانى كثيراً ، رفضه المنتجون ، و سخر منه بعض المخرجين ، حكموا عليه بأنه ليس في " فورمة " فتى الشاشة ، ولا في " خفّة " الكوميديانات الكبار ، راهنوا على فشله ، كان يسقط مرات في فخ الفشل و الاكتئاب و خيبة الأمل ، لكن سرعان ما يقف مجدّداً .
 
البداية
بدأ " علاء " رحلة التمثيل منذ ثمانينيات القرن الماضي ، و شارك في البداية بالعديد من المسلسلات و السهرات التلفزيونية مثل : " بابا جاي " و " زهرة و المجهول " ، و كانت بداية انطلاقته الحقيقية عندما أتيحت له الفرصة ليشارك ضمن الممثلين الشباب في أفلام النجم الكبير " عادل إمام " و منها : " بخيت و عديلة " و " رسالة إلى الوالي " ، و " المنسي " ، و " النوم في العسل " و " الإرهاب و الكباب " ، و شارك أيضاً في عدد من الأفلام و منها " الجينز ، أيس كريم في جليم ، ضحك و لعب و جد و حبّ ،  خلطبيطة ، زيارة السيد الرئيس ، سمكة و أربع قروش ، هدى و معالي الوزير " .
 
نجح علاء في الاختبار مع صديق عمره الفنان " محمد هنيدي " ، في فيلم " حلَّق حوش " ، و نجح الثنائي في إحداث حالة انقلاب فني ، و أُسند إليه فيلم " عبود على الحدود " ، و كان نجاح الفيلم مدوياً لدرجة أحدثت صدى كبيراً في السينما ، و لعب أهم أدوار حياته و هو فيلم " الناظر " و كان نجاح الفيلم ، سبباً لمزاح والدته حيث قالت له : " نصف نجاحك و فلوسك من حقي لأنك عملت شخصيتي و أنا سبب نجاح الفيلم " 
 
توالت أعمال علاء ولي الدين وقدّم أفلاماً منها " ابن عز " ، و شارك في المسرح بعدد من المسرحيات ، مثل " حكيم عيون ، ألابندا ، لما بابا ينام " .
 
المرض 
أُصيب " علاء ولي الدين " بمرض السكري ، و عانى من مضاعفاته لدرجة أنه قال لشقيقه في عام 2003 و قبل وفاته بأسابيع إنه " ينوي الاعتزال " ، و صرح له " أنا نفسي أسيب الفن و أروح اشتغل في المدينة المنوّرة ، و أقعد عند الرسول ، لأن الفن طلع وجع دماغ " .
 
الوفاة 
قبل وفاته كان فى الشهور الأخيرة يشعر بقرب موعد رحيله و كان يُخبر المقربين منه بذلك حتى إنه اشترى " مقبرة " في مدينة نصر قبل وفاته بفترة قصيرة ، وقال لوالدته إن هذه " الدار الباقية " ، و حدث بالفعل ما شعر به الراحل ، وتوفى أول يوم من عيد الأضحى 11 فبراير 2003 عن عمر ناهز " 40 عام " بعد أن صلى صلاة العيد و ذبح الأضحية و وزع اللحوم بنفسه و كان السبب غيبوبة سكر ، و كان يصوّر حينها فيلمه الأخير " عربي تعريفة " ، و لم يرَ هذا العمل حتى الآن النور ، و ليبقى بصمة مميزة في تاريخ السينما الحديثة .