Malek ,Roman (The Chinese Face of Jesus Christ )" , Vol-1 , 2 ,
Sankta Augustin Institut Serica and China -Zentrum , 2002,2003.
 
يا أيها الصينيون العظماء’ ستعودون بقوة أعظم !
 
الأب أثناسيوس حنين
أقعدنى التعب ’ فلجأت للقلم ’ أبثه شجونى وأشواقى . فأنا أكتب لأحيا !كما قال مفكر عربى معاصر . وكيف يمكن لمفكر هاجسه الانسان ’ أن يغض البصر عما يحدث فى الصين ’ وكأنه عورة ! لم أذهب ’ للأسف الى الصين ’ ولكن ذهب اساتذتى وأصدقائى فى باريس وأكسفورد وامريكا من أكابر العلماء اليسوعيين وغيرهم ’ لكى يقيموا جسورا مع هذه الحضارة الضاربة جذورها فى تاريخ البشرية .ومن لم يذهب منهم ’ كتب ابحاثا ذات قيمة علمية ولاهوتية وتاريخية فى تاريخ مستقبل المسيح فى الصين . هذا مشروع كبير قام به علماء لكى ما يبحثوا عن يسوع النائم فى سفينة الثقافات والحضارات وعادات الشعوب ’ ومنها "يسوع الأسيوى "’ " يسوع الأفريقى "’ " يسوع اليونانى" " يسوع الهندى " ومرجعيتهم بالطبع "يسوع الشرق أوسطى "’ " كنا نترجى يسوع القبطى والذى له نكهة مصرية خاصة"’أناس لم يشأوا أن يحبسوا يسوع تحت مكيال أقمطة مولود بيت لحم ’ بل قرروا بعد أن داعبهم روح البشارة وملاء كيانهم لوغوس ونعمة وروح الحوار ’ أن يحملوا نير تعلم اللغات وسبر غور الثقافات وسهر الليالى الطوال ’ويذهبوا الى هذه (البلاد الله الواسعة ) لكى ما يقدموا يسوعا غريبا وهم الغرباء !مقمطا فى أقمطة صينية ويبحثوا فى سفينتها الغنية بالخيرات عن المسيح "النائم" لكى ما يوقظوه ليعلن لهؤلاء وأولئك حبه المجانى .المسيح لم يذهب الى الصين ليهدم ’ بل ليكمل ! شعب راق ’ تواضع جم ’ ولعل قصر قاماتهم ’ قد زاد تواضعهم دماثة ’ اذا يستقبلك الواحد منهم بانحنأة راقية ’ كأنها سجود أمام هيكل الأله المعلوم ’ اللوغوس المبثوث فى كل ثقافة !’ تفانى فى العمل والانتاج ’ ذكاء صامت ’لقد شغلهم ملبس ومأكل الفقير ودواء الفقير ! وها هم يواجهون هذا الزائر الغريب بلا تذمر ولا لطم للخدود بل بالعمل والحق ’ وسط شماته عالم " شبع بعد جوع " !وأنتفخت أوداجه بالبترودولار ’ شرقا وغربا ’ وصارت الخطيئة عنده هى انعدام الحس ’ كما قال أباؤنا .يخرجون بالقوة من يصر على احتضان الموت الوبائى فى بيته ’ لكى يذهبوا به الى مستشفى ’عمروها فى بضعة أيام !ذكرنى هذه كله بالمثل الذى قاله أهالى مصر الحكماء " ما خربش الطاحونة ’ غير أبو قدح " والمعنى هو أن الناس الذين يذهبون الى ماكينة الطحين بارادب القمح ’ لا يسببون مشاكل ويتركون الطاحونة سليمة ونظيفة كما وجدوها ’ بينما يذهب "محدث النعمة" بقدح قمح ويعمل دوشة ويخرب الطاحونة ! ". شعب صامت مبدع وسط ضجيج شعوب أخرى ’ وما أكثرها ’ نسمع لها ضجيجا ولا نرى لها طحينا ! وصلت المسيحية النسطورية التبشيرية إلى الصين
 
عام 635 م. أعقب ذلك وصول المبشرون القرن الثالث عشر، وبدأت المسيحية بالتجذر مع وصول المبشرين اليسوعيين في القرن السادس عش
 
والذين لعبوا دوراً في نقل المعرفة والعلوم ودعم الثقافة بين الصين والغرب في القرن التاسع عشر وصلت البعثات التبشيرية البروتستانتية إلى الصين، وهي الفترة التي بدأت المسيحية تثبت موطئ قدم كبير لها في الصين. وقامت البعثات التبشرية البروتستانتية بعدد من البعثات الطبية في الصين و
 
الأسس
] وعلى الرغم من أن تاريخها في الصين ليس قديمًا مثل الطاوية أو ماهايانا البوذيًّة مثل الكونفوشيوسية، إلا أنَّ المسيحية، بطرق وأشكالاً مُختلفة، كانت موجودة في الصين منذ القرن السابع على الأقل واكتسبت تأثيرًا كبيرًا في المجتمع خلال 200 عام الماضية.
 
حالياً ينتمي معظم مسيحيي الصين إلى الكنائس البروتستانتية الديانات المختلفة،البوذية والمسيحية والاسلام والهندوسيين ’ ومن ثم الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، إلى جانب أقليات أصغر عدداً
 
من الصعب الوصول إلى بيانات دقيقة عن المسيحيين الصينيين، لكن تشير تقارير ودراسات مختلفة إلى أن المسيحية تنتشر بسرعة في جمهورية الصين الشعبية وخاصةً المذاهب البروتستانتية. ومن بين الأقليات الدينية في الصين اعتبرت المسيحية الأسرع نموًا (و خاصة في المئتيّ سنة الماضية)، يتراوح تعداد المسيحيين اليوم تقريباً بين 40 مليون
 
و54 مليون وحوالى 68 مليون وفقا
ً لاستطلاعات مستقلة، بينما تشير تقديرات أخرى إلى كون عدد المسيحيين في الصين بين 30 مليون و100 مليون’
 
وتشير مصادر مختلفة من ضمنها مؤسسة حكومية صينية أن عدد المسيحيين في الصين ارتفاع، قبل 1949 كان عدد المسيحيين حوالي 4 مليون نسمة (3 ملايين الكاثوليك ومليون بروتستانتي)، في سنة 2010 وصل عدد المسيحيين في الصين إلى 67 مليون،
تقول التقارير أن المسيحية أسرع الأديان انتشارًا في الصين بمتوسط سنوي يبلغ 7%.
 
ومن المتوقع وفقا لتوقعات أن تصل أعداد السكان المسيحيين في الصين إلى أكثر من 400 مليون
 
.2040، بحلول عام
الأمر الذى سيجعل الصين أكبر دولة فيها مسيحيين على الأرض،
 
أو أن تصل أعداد المسيحيين الصينيين إلى 247 مليون بحلول 2030،
في المقابل ينتقد بعض الباحثون والكتاب المبالغة (خصوصاً في وسائل الإعلام الغربية) في تقديرات أعداد أو نمو المسيحيين في الصين.
 
وبحسب دليل أكسفورد للتحويل الديني يعتنق المسيحية سنوياً حوالي 2.3 مليون شخص في الصين
 
ويشير مصدر إلى تحول بين 60,000 إلى 70,000 صيني سنوياً إلى المذهب الكاثوليكي. الشئ اللافت هو أنه حوالى نصف سكان هذه القارة الشاسعة (البالغ عددها مليار وثلاثمائة الف مليون وخمسمائة وستون الفا ومائتان وثمانية وسبعين نسمة)’ نقول أن نصف عدد سكان الصين ’ هذا الشعب المنتج والمبدع والشغيل والذكى والمتواضع والدمث الخلق ’هم من الملحدين أو اللادريين !!!الصينيون هم شعب حاضر فى كل مكان ومالئ الكل بانتاجه وابداعه الذى يناسب كل الأذواق والأعمار . كان قابعا تحت مكيال التواضع ’ يعمل فى صمت ’ الى أن جاء (الكورونيو) ووضعه على منارة العالم .كل الأشياء تعمل لخير الانسان الذكى والمجتهد والمبدع . الجسد ’ عند هذه الشعوب ’ هو طريقهم للأبدية !يحاول المبشرون تقديم يسوع فى صور ورموز يفهمها الأسيويون والصينيون وتناسب ثقافتهم الدينية والحضارية لأن الصور والرموز تساعد على ولادة الفكر كما يقول الفيلسوف الفرنسى بول ريكير ..هذا الشعب مبارك أسواء قبل البركة من اعلانات سماوية أو عن طريق عطايا أرضية وأجتهادات انسانية ولوغوسية .المسيح مسيرة غريب جاء ليبقى ’بدأت يوما ولن تتوقف وها هو يسير ’ ونحن معه ’ على طريق الأمم بعد أن طرده ذويه من "أهل الكتاب "وتنكر له وحرف رسالته دارسيه وأنكره أصدقائه والصادقون منهم تسألوا بعجب واندهاش "ألعله هو المسيح !".المسيح " سائح " على طريق أبيه فى الروح القدس ولعل مسيرته مع تلميذى عمواس(لوقا 24) وكيف تعرفوا عليه ’ ليس من خلال الخطب اللاهوتية الرنانة والجدل البيزنطى واللت والعجن العربى ’والذى هو صالح فى الكيروس تبعه ’ بل التقى معهم حول "لقمة العيش والدم ".