كتب - أحمد المختار
على الرغم من سنوات عمره المعدودة فإنه خلال حياته القصيرة استطاع أن يترك بصمة كوميدية في مشواره الفني بأسلوبه الخاص ، حيث تحل اليوم الذكري الـ " 84 " لميلاد أحد أبرز نجوم الكوميديا في تاريخ السينما المصرية ، من حقبة " زمن الفن الجميل " ، الذي يمتلك مسيرة سينمائية طويلة ، قام فيها بتقديم العديد من الأعمال الفنية الخالدة سواء كانت " دراما ، أو سينما ، أو مسرح " ، و أحد أهم أضلاع الفرقة الشهيرة " ثلاثي أضواء المسرح " ، و محبوب الجماهير ، نتحدث هنا عن الفنان الراحل " الضيف أحمد " ، و نستعرض هنا أبرز المحطات في حياة النجم الكوميدي و منها : 
 
البداية
وُلد " الضيف أحمد " في يوم 12 فبراير من عام 1936 ، بمدينة " تمى الأمديد " بمحافظة الدقهلية ، حيث ظهرت موهبته في التمثيل و الإخراج ، و هو لا يزال طالباً ، حيث تحصل علي عدة جوائز مثل " الميدالية الذهبية و كأس الجامعات المصرية " ، عن أدواره بمسرح الجامعة لروائع المسرح العالمي . 
 
عالم الفن
بدأ " الضيف " مشواره الفني عقب اكتشافه من قبل عملاق الكوميديا الفنان الراحل " فؤاد المهندس " ، الذي شاهده بدوره في أحد الأدوار المسرحية التي كان يقدمها على خشبة مسرح الجامعة شخصية "الإخوة كرامازوف " ، فأسند إليه دوراً في مسرحية " أنا و هو و هي " ، لتكون هذه الخطوة هي انطلاقته الفعلية في عالم الفن .
 
و عندما بدأ المخرج " محمد سالم " ، في تكوين فرقة " ثلاثي أضواء المسرح " ، اختار " جورج سيدهم " ، كأول عضو، ثم أضاف " سمير غانم " إليها ، بعد أن سمعه و شاهده في أكثر من عمل ، واتفق كل من " سمير و جورج " على ضم " الضيف أحمد " ، إليهما بعد التأكد من موهبته .
 
موهبته الفذة 
اعتاد "الضيف أحمد " على ارتجال النكات و " الإفيهات " التي كانت تخرج منه في أفلامه بشكل عفوي ، ما جعل المخرج " محمد سالم " يسند إليه منصب المدير الفني للفرقة و المتحكم في جميع شئونها ، فكان يقوم بتأليف بعض الأعمال و كان يقرأ أيضاً النصوص و يقوم بتجهيزها و إعدادها بل كان أحياناً يقوم بإخراج بعضها .
 
حيث لحنّ جميع " اسكتشات فيلم 30 يوم في السجن " ، و قام فيه بدور محوري ، ما جعله يحصل على لقب " الفنان الشامل " .
 
أعماله 
شارك الضيف في عدد من الأعمال المسرحية مثل " طبيخ الملائكة " و مسرحية " كل واحد له عفريت " و مسرحية " زيارة غرامية " و مسرحية " الرجل اللي جوز مراته " و هذه المسرحية قام بإخراجها لكنه لم يستكملها لوفاته ، بالإضافة إلي عدد من الأفلام أشهرها " مراتي مدير عام ، عروس النيل ، أنا و هو و هي ، شاطئ المرح ، الزواج علي الطريقة الحديثة " .
 
فرقة ثلاثي أضواء المسرح
ما جعل كل من " جورج و سمير " يصران على عدم ضمْ أي عضو جديد للفرقة بعد رحيله ، مؤكدين أنهما بذلك سيظلمان أي شخص يأتي مكان " الضيف " .
 
قرر الثلاثي تأسيس فرقة " ثلاثي أضواء المسرح " بشكل رسمي في عام 1967 ، و قاموا بتأجير مسرح " الهوسابير " ، و قام " الضيف " بإدارة المسرح و الإشراف الفني علي العروض و قدموا مسرحيات " حواديت " و " براغيت " و " طبيخ الملايكة " و " حدث في عزبة الورد " و " أحدث امرأة في العالم " ، و إلى جانب السينما و المسرح برع ثلاثي أضواء المسرح لسنوات طويلة عبر " فوازير رمضان " في نهاية الستينيات و كانت أول شكل استعراضي ناجح للفوازير .
 
كما برع ثلاثي أضواء المسرح في إضافة " الاسكتشات " إلى العمل الفني و كان من أهمها " فندق الأشغال الشاقة " مع اسكتشات " ميمي لولا سوسو ، بص شوف مين يا وعدي ، لو كانوا سألونا ، كوتو موتو ياحلوة يا بطة ، شنطة حمزة ، دكتور الحقني " .
 
يعتبر " الضيف أحمد " العقل المفكر و المدبر لثلاثي أضواء المسرح ، وصاحب الرؤية الفنية ، كما أنه أخرج  مسرحية " كل واحد و له عفريت " ، لم يكن " الضيف أحمد " فناناً فحسب بل كان مخرجاً أيضاً حيث قام بإخراج أهم و أشهر المسرحيات العالمية ، و منها " الغربان ، و الإخوة كرامازوف ، و الفريد يغني " .    
 
زوّج سمير غانم من صومالية
من ضمن المواقف التي ذكرها الفنان " سمير غانم " ، عن " الضيف أحمد " ، موقف حدث له في زيجته الأولى ، فقال إنه تزوج في شبابه بسيدة " صومالية " كانت معجبة بفنه ، و تحضر جميع مسرحياته ، لافتاً إلى أنه تزوج بهذه السيدة لمدة عام واحد فقط ، و كانت والدته تحبها ، و لكن لم يستمر الزواج ، موضحًا أنه عقد قرانه عليها عندما كان عضواً في فرقة " ثلاثي أضواء المسرح " ، و أن من شجعه على الزواج منها هو صديقه الراحل " الضيف أحمد " .
 
رحيله بطريقة سينمائية 
حرص " الضيف أحمد " ، أثناء عودته إلى مصر قادماً من الأردن بعدما حضر برفقة الفرقة زفاف " شقيقة الملك حسين " ، بعد أن شاهدوا فيلمهما الأخير " المجانين الثلاثة " في سينما عمان ، قبل ساعات من وفاته ، على القيام بالبروفة الأخيرة لمسرحية " الرجل اللي جوز مراته " ، و كان يجسد فيها دور شخص ميت و كان يجب عليه أن يوضع في نعش خلال هذا المشهد و هو ما حدث بالفعل .
 
و توجه " الضيف أحمد " عقب الانتهاء من البروفة الأخيرة ، إلى منزله ، و ظهر عليه حالة من الإرهاق الشديد ، وتعرض لازمة قلبية حادة ، فقال لزوجته " نبيلة مندور " إنه يشعر بضيق في التنفس ، فطلبت له زوجته الطبيب و استراح على السرير فتضاعف الألم عليه و لم يحضر الطبيب الذي طلبته زوجته ، فأسرع به الجيران إلى مستشفى " العجوزة " ، لكن فاضت روحه إلى خالقها و هو في طريقه قبل أن يصل إلى المستشفى ، ليرحل في يوم 16 أبريل عام 1970 ، و هو في عُمر الـ " 34 " عاماً ، و خرجت وقتها شائعات بأن وفاته كانت بسبب جرعة زائدة من " المخدرات " ، لكن كشفت الحقيقة بعد ذلك ، و أن الأزمة القلبية هي من أنهت حياته .