كتب - أحمد المختار
في تصعيد يمهد لمواجهة غير مسبوقة ، الرئيس التركي " رجب طيب أردوغان " يهدد بضرب قوات الجيش السوري في أي مكان فيما لو أصيب جندي تركي واحد، ويعلن عزم بلاده إبعاد الجيش السوري خلف نقاط المراقبة التركية في منطقة " إدلب " بنهاية الشهر الحالي. 
 
" موسكو " التي لطالما كان موقفها واضحاً على المستويين السياسيِ و العسكري ، وهو الالتزامُ الصارم بما تم التوافقُ عليه في " سوتشي " ، ذهبت هذه المرة أبعد من ذلك فحملت وزارة الدفاع الروسية الجانب التركي المسؤولية المباشرة عن تأزم الوضع في منطقة خفض التصعيد في شمال سوريا
 
 و ناقش برنامج " اسأل أكثر " مع الإعلامية " ميس محمد " علي شاشة " روسيا اليوم " ، مبررات تخلي " تركيا " عن التزاماتها في إدلب ، و مصير اتفاق سوتشي ، و استضاف البرنامج كل من : 
 
أستاذ العلوم السياسية بجامعة اسطنبول " رسول طوسون " و الذي قال : " الطرف الروسي لم يلتزم ببنود اتفاقية " سوتشي " ، كونه الضامن للنظام السوري ، بعدم الهجوم و قصف قوات المعارضة ، و للأسف الشديد نري أن روسيا لا تتحرك جراء ما يحدث من خروقات للجيش السوري ، التي تبدو مغلفة بموافقة من موسكو ، لكن الذي اعتدي علي الأراضي السورية هو الجيش السوري " .
 
و تابع " تركيا نفذت التزاماتها عدا بند مادة إخلاء الطرق ، و أوفت بكل البنود ، فجبهة النصرة و جبهة تحرير الشعب الكردية ، هي جماعات إرهابية طبقاً للحكومة التركية ، ولا بد من وجود اتفاق لنزع السلاح من تلك الجماعات ، فالطرف الروسي لم يلتزم و تركت القوات السورية تتحرك براحتها ، تحتل الأماكن و تقتل المواطنين ، و جعلت الكثير من اللاجئين ينزحون نحو تركيا ، فتركيا لا تتحمل تلك التكلفة ، لذلك حشد القوات التركية بهذا الحجم هو اتخاذ للتدابير ، و دفاع عن النفس ، و حماية المواطنين السوريين أمام الزحف السوري ، و من الضروري أن تكون هناك قوة عسكرية لردع تلك القوات ، و تركيا تتدافع عن حقوق الإنسان " .
 
و أوضح : " النظام السوري لا يريد أي مباحثات و مفاوضات سياسية ، بغطاء من روسيا ، فهذه ليست مواجهة للإرهابيين ، و إنما عرقلة لأي محاولة دولية للوصول لحل للأزمة السورية ، و يتقدم عسكرياً دون أدني اعتبار ، ولا بد من حل سياسي تتفق عليه المعارضة الشرعية مع النظام السوري ، فتركيا ضامنة للمعارضة في مباحثات " جنيف " ، و مواصلة عمل اللجنة الدستورية ، لعرضها علي الشعب السوري بكل حرية ، و تحت مراقبة الأمم المتحدة " .
 
من جانبه قال " بركات قار " المحلل السياسي من اسطنبول : " الجميع يعرف أن اتفاقية " سوتشي " مضي عليها أكثر من سنتين ، و لم تنفذ بنودها ، فالمعارضة المسلحة و القوات التركية ، تتعمد استفزاز الجيش السوري ، ولا تتحرك من نقاط المراقبة ، فتركيا لم تقم بدورها و التزاماتها تجاه تلك الاتفاقية ، فالنتائج الراهنة ليست مفاجأة للجميع ، فهناك الكثير من الاستفزازات التي تحدث ، و هناك مسئولية عن هذا التصعيد ، بعدم فصل المعارضة المعتدلة عن الجماعات الإرهابية ، و تأمين الطرق الدولية " .
 
و أكد أن : " تركيا لم تطرح أي مشروع لمواجهة الجماعات الإرهابية ، بالاتفاق مع القوات الروسية و السورية و الإيرانية ، فتركيا بنقاط المراقبة ماذا تراقب ؟ و ماذا تنتظر ؟ .. فالسؤال الذي يتم طرحه ، ماذا تفعل تركيا في ظل وجود الميليشيات المسلحة ، و ماذا يضر أنقرة من مهاجمة الجيش السوري لهذه الجماعات و تحرير أراضيه المحتلة منذ سنوات طويلة " .
 
و أضاف : " الحشود التركية ليست سوي ضمان لمصلحة أردوغان ، في إحكام سيطرته علي أراضي الشام ، و كلها تصريحات مستهلكة للجبهة الداخلية ، فالورطة التركية في " إدلب " ، أدت إلي تفاقم الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية داخلياً ، و لهذا يبحثوا عن أي مناورة للتغطية عن الفشل أمام الشعب التركي ، ولا مكان للقوات التركية في المجال الجوي السوري الخاضع لروسيا ، و البحث عن مكاسب قبل بدء المفاوضات ، فالقوات السورية تحمي أراضيها من الجماعات الأجنبية " الأوزبك و التركمان و الشيشان " .
 
و اختتم قائلاً : " أمريكا تسعي إلي إشعال النزاع في إدلب ، للبقاء في أماكنها في دير الزور ، و تؤكد علي مساندة حليفتها في حلف الناتو " أنقرة " ، و من الصعب استمرارية اتفاقية " سوتشي " ، نظراً للتهديدات التركية المتكررة ، بإعادة القوات السورية إلي خلف نقاط المراقبة ، و علي تركيا أن تعدل من موقفها أمام الشركاء الدوليين " .