كتب - أحمد المختار
اختتمت بالأمس فعاليات الدورة الـ " 56 " من مؤتمر " ميونخ " للأمن ، بمشاركة السيد " سامح شكري " وزير الخارجية ، بحضور الكثير من قادة الدول ، و وزراء خارجية ، و ممثلين عن الأمم المتحدة ، و الاتحاد الأوروبي و حلف الناتو و المنظمات الاقتصادية ، و لمعرفة أبرز ما دار في تلك الدورة ، استضاف برنامج " الآن " علي شاشة " اكسترا نيوز " ، السفير " محمد حجازي " مساعد وزير الخارجية الأسبق و سفير مصر الأسبق في " ألمانيا " .

و قال السفير " محمد حجازي " : " مؤتمر ميونخ للأمن يُعد المحفل السياسي و الأمني و الاستراتيجي الأهم علي مستوي العالم ، و من خلاله هناك منصة للمناقشات غير الرسمية حول وضع تسوية في القضايا الدولية ، و تقريب وجهات النظر ، و هو مؤتمر لا يصدر أي توصيات ، و أغلب اللقاءات الثنائية التي تحدث علي هامش المؤتمر تُعد هي الأهم ، و هو أشبه بالمطبخ للقرارات الدولية " .

و تابع : " كلمة الدبلوماسي الألماني السابق " فولفجانج إيشنجر " رئيس مؤتمر ميونخ ، انتقد ظواهر الشعبوية ، و التقلبات الدولية ، و أحادية القرار السياسي ، حتي كلمة الرئيس الألماني " شتاينماير " اتهمت الولايات المتحدة باتخاذ القرارات بموقف آحادي و أناني ، مما دفع وزير الخارجية الأمريكي " مايك بومبيو " وقف في مشهد المدافع ، مما يدل علي انقسام الموقف الأمريكي بالإضافة إلي انقسام الاتحاد الأوروبي عقب خروج بريطانيا ، و صعود و بزوغ نجم الدور " الروسي " ، و رغبة الرئيس الفرنسي " ماكرون " في تسيد أوروبا للمشهد و قيادة العالم سياسياً و اقتصادياً و عسكرياً ، و وصفه لحلف الناتو " بالموت السريري " ، جعله عُرضة للكثير من الانتقادات ، في ظل التوافق الروسي الصيني حول الكثير من القضايا " .

و أوضح : " الانعزال الأمريكي عن الكثير من المشاكل الدولية هو أشبه بمعاقبة حلفاؤه و أصدقاؤه ، و فاعلية الدور " الروسي " في منطقة الشرق الأوسط ، و التدخل الفج لكل من إيران و تركيا في المنطقة العربية و شمال أفريقيا ، كل هذه تغيرات تشهد علي اندثار التأثير الغربي أمام قوي جديدة صاعدة للمشهد الدولي ، و سعي " ألمانيا " للدخول بقوة و لعب دور أكبر و فعال في المشكلات الحالية علي الساحة العالمية " .

أما عن الموقف المصري و مشاركته في المؤتمر ، قال " حجازي " : " مصر دولة يُستمع إليها دائماً في جميع المحافل الدولية بشأن جميع القضايا ، حيث أن السيد الرئيس " عبد الفتاح السيسى " افتتح الدورة الماضية للمؤتمر ، بجانب استضافة " مصر " للاجتماعات التحضيرية للدورة الحالية العام الماضي في شهر أكتوبر ، فمصر لديها رؤية واضحة و محددة حول القضايا الإقليمية سواء الأزمة السورية أو الليبية أو القضية الفلسطينية أو هموم قارة أفريقيا أو التحديات الدولية في مواجهة الإرهاب و ظاهرة الهجرة غير الشرعية " .

و أكد : " أن إيران تتولي أمر دول الخليج ، و تركيا تتولي أمر شمال أفريقيا ، فالدور الروسي هام جداً نظراً لتواصله معهم ، رغم اختلاف التوجهات و وجهات النظر بين موسكو و أنقرة حول الأوضاع في محافظة " إدلب " السورية ، و رؤيتنا لتقدم الجيش السوري في السيطرة علي أراضيه و تحريرها من الإرهاب " .

و أضاف : " الاجتماع القادم للأطراف الليبية في نهاية الشهر الجاري ، هو محاولة من مصر للتوسط بين الأطراف الليبية ، و الوصول إلي دولة موحدة ، و القاهرة تسعي لوضع الشئون الاقتصادية لليبيا بين يدي شعبها ، فتركيا عنصر توتر كبير في المنطقة ، و تصدر الكثير من المشكلات إلي المنطقة ، و عدم تأثرها بشكل كبير خلال الـ " 8 " سنوات الماضية ، فعقب نهاية اجتماعات " برلين " و ما صدر عنها من مقررات و صدور قرار لمجلس الأمن الدولي بتبني تلك القرارات ، فالمجتمع الدولي الآن أصبح يري الصورة بوضوح في المشهد الليبي ، و عليهم التدخل بشكل جدي في إيقاف نقل الإرهابيين و المسلحين إلي سوريا ، و تأييد قرار حظر نقل السلاح إلي الأراضي الليبية ، و أن الموقف التركي أصبح لديه سقف لن يزيد عليه ، حتى بالنسبة للموقف الإيراني و التدخل في شئون دول الخليج ، أصبح محل ترقب كثير من دول العالم " .

و ذكر أن مؤتمر " ميونخ " تناول العديد من القضايا و الأفكار حول مختلف الملفات الشائكة و منها " تفشي فيروس كورونا القاتل ، و الأمن السيبراني ، فالفندق الذي يحتضن المئات من الورش داخل الغرف المغلقة من أصحاب القرار ، هو فرصة للدبلوماسية المغلقة خلال يومين عمل ، تُسهم في التأثير علي المشهد العالمي ، و كل ما لا يمكن قوله أمام وسائل الإعلام و الصحافة الدولية ، يتم تداوله هناك ، و تتشكل وجهات النظر ، في ظل خفوت الدور الغربي و صعود الكثير من القوي مثل " الهند و كوريا " ، و هذا ما يشهد حضور قضية " كوريا الشمالية " في الفعاليات ، و المسئولين في " بيونج يانج " يرون أن الردع النووي هو الوسيلة الوحيدة في الوقوف ضد الولايات المتحدة ، و مثال " غزو العراق " هو ما يشكل السياسة الخارجية لها " .

 و اختتم : " التعددية هي الحل ضد الشعبوية و القرارات الأحادية التي تضر بالأمن العالمي " .