يعد افتتاح المتحف المصري الكبير أكبر الافتتاحات والأحداث الثقافية، ومن المقرر افتتاحه نهاية هذا العام 2020، كما صرحت مصادر من وزارة الآثار، أنه سيتم إعداد قائمة الضيوف من الملوك والرؤساء والشخصيات المهمة حول العالم لحضور حفل الافتتاح، بالتنسيق مع وزارة الخارجية.

تنسيق مع اليابان
والتقى، وزير السياحة والآثار الدكتور خالد عناني، الاثنين، مع سفير اليابان في القاهرة ماساكي نوكي ومدير الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "الجايكا" في الشرق الأوسط وأوروبا ساكاموتو تاكيما وكان الاجتماع لبحث سبل التعاون على المستوى السياحي والأثري خلال الفترة المقبلة وعلى وجه الخصوص في ظل استعداد وزارة السياحة والآثار للإحتفال بافتتاح المتحف المصري الكبير، وذلك في الربع الأخير من عام 2020، وبحثا الطرفان أوجه التعاون الممكنة استعدادا لحفل افتتاح المتحف المصري الكبير، حيث تجرى الاستعدادات على قدم وساق، تمهيدًا لافتتاحه الوشيك.

مشاورات حول آليات العمل
وتشاور الطرفان حول آليات حديثة للعمل على تنشيط الحركة السياحية الوافدة إلى المقاصد السياحية المصرية وزيادة عدد السائحين اليابانيين الوافدين إلى مصر في ظل إفتتاح المتحف المصري الكبير الذي تم الانتهاء من 90% منه، وتم تحديد سعر التذكرة حيث تكون بالنسبة للأجانب 400 جنيه مصري، بما يعادل 25 دولار أمريكي، وخصم 50% للطلاب، بينما يبلغ سعر التذكرة للمصريين 60 جنيهًا مصريًا بما يعادل 3.75 دولار أمريكي.

وبحسب ما يذكره موقع "لونلي بلانت" الخاص بالسياحة والسفر أنه تم نقل العديد من الآثار في المتحف المصري بميدان التحرير في وسط القاهرة الذي سيتم إغلاقه بعد إفتتاح المتحف الكبير، موضحًا أنه تم نقل 50000 قطعة أثرية إلى المتحف المصري الكبير.

المتحف بالقرب من أهرامات الجيزة
يقع المتحف المصري الكبير على بعد أميال من غرب القاهرة بالقرب من أهرام الجيزة، ويعتبر هذا المشروع إضافة كبيرة للسياحة المصرية بل للسياحة الثقافية العالمية، حيث إنه يعد واحدًا من أكبر المشروعات الحضارية والأثرية في العالم، وأكبر متحفًا في العالم مخصصًا لحضارة واحدة، وسيعرض المتحف لأول مرة مقتنيات الملك "توت عنخ آمون"، التي يصل عددها إلى 5 آلاف قطعة أثرية، كما كشفت مصر عن هديتها للعالم المتحف المصري الكبير الذي ينتظره العالم وليس المصريين وحدهم.

أكثر من 100 ألف قطعة أثرية
ويضم المتحف أكثر من مائة ألف قطعة أثرية من العصور الفرعونية واليونانية والرومانية والتي يتم عرضها للعالم لأول مرة، وهذا سيعطي دفعة كبيرة لقطاع السياحة في مصر، كما سيساعد كثيرًا في استعادة القطع المصرية بالخارج، وإظهار العديد من الآثار التي لم تعرض من قبل، المتحف المصري الكبير لن يكون متحفا فقط بل سيكون مركزا للدراسات العلمية والتاريخية والأثرية على مستوى العالم.

ويبلغ مساحة المتحف الإجمالي 117 ألف فدان، ويستوعب 15 ألف زائر يوميًا، ويضم المتحف مكتبة متخصصة في علم المصريات ومركزا للمؤتمرات ومركز أبحاث، و19 معملًا للترميم وسينما ثلاثية الأبعاد وأماكن مخصصة لخدمة الزائرين مثل المطاعم ومحال لبيع المستنسخات والهدايا ومواقف لانتظار السيارات.

خطة الترويج الدولية للمتحف دشنتها وزارة السياحة على مدار العام، فكان حاضرا وبقوة في جميع البورصات العالمية، فضلًا عن أنه أحد العناصر الرئيسية للحملة الترويجية لمصر بالخارج والتي تعد إحدى ركائز محور الترويج والتنشيط ببرنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة.

القيادة السياسية تولي اهتمامًا كبيرًا بمشروع المتحف المصري الكبير في ظل الاستفادة القوية التي ستنعكس على معدلات السياحة الوافدة إلى مصر، وبخلاف الاجتماعات المستمرة والتوجيهات المتواصلة من أجل تحقيق الحلم المصري بإنشاء متحف مصري يجمع بين الحضارة المصرية الأصلية والتكنولوجيا الحديثة، وتطوير الأماكن المحيطة بالمتحف ومنطقة الهضبة لتتواكب مع قيمة المتحف وأهميته، فضلًا عن إنشاء مطار سفنكس الذي سيخدم السائحين القادمين إلى المتحف.

يومًا تلو الآخر تواصل أرض الكنانة إبهار العالم فكما وقف الجميع مشدوها أمام عظمة وتاريخ الأجداد، وها هم الأحفاد يعيدون الكرة ويقدمون للعالم أثرًا جديدًا لن يقل شموخًا عن الأهرامات بجلالها أو معابد كرنك والفيلة وأخواتها.