قالت رندة تقي الدين، وهي صحفية لبنانية مقيمة في باريس ورئيس مكتب صحيفة "الحياة" اللندنية في فرنسا، إن رغبة فرنسا في أن تكون لاعبًا فعالا في سياسات الشرق الأوسط تحظى بالترحيب بشكل عام من معظم دول المنطقة، إلا أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يتحرك بحذر وسط أزمات المنطقة، وانتهاك دول مثل تركيا وإيران القانون الدولي.

وأوضحت الكاتبة، في مقال نشرته صحيفة "آراب نيوز" البريطانية، أن سياسة ماكرون الدبلوماسية في الشرق الأوسط لها حدود، فمثلا في دول مثل سوريا وليبيا تلعب كل من روسيا وتركيا دورا هاما، بينما في فلسطين، تتجاهل إسرائيل القانون الدولي في تعاملها مع الشعب الفلسطيني، ووسط كل هذا المستنقع، لا زال ماكرون مستمر في محاولاته ولكن بحذر شديد.

وتابعت: عندما اتصل ماكرون بنظيره اللبناني ميشال عون بعد تشكيل حكومة حسان دياب الجديدة، من واقع إحساس الرئيس الفرنسي بمسئولية تاريخية تجاه لبنان، أخبره بأن فرنسا لن تخذل لبنان بشرط أن تنفذ الحكومة الجديدة إصلاحات جذرية ضرورية لكسب الدعم.

وفي سوريا، تتمثل أولوية ماكرون في إيقاف الأزمات الإنسانية في البلاد ومساعدة السوريين النازحين، لكن إدلب الآن مشكلة روسية تركية، ففي شمال شرق سوريا يشن الأتراك هجوما ضد الأكراد، بينما في الشمال الغربي تقاتل القوات المرتزقة المدعومة من تركيا ضد الجيش السوري.

واستطردت قائلة: أما في ليبيا، فماكرون يسعى لحل سياسي لإنهاء الأزمة في البلاد، وكان أول من دفع باتجاه المصالحة بين خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، وحكومة الوفاق غير المعتمدة برئاسة فايز السراج، لكن بسبب التدخل التركي في البلاد التي مزقتها الحرب دمر كل المحاولات لوقف إطلاق النار.

وترى رندة، وهي محللة سياسية في شئون الشرق الأوسط، أن فرنسا تعتبر تدخل تركيا في ليبيا بأنه يمثل خطرا شديدا بسبب ارتباطه الوثيق بجماعة الإخوان الإرهابية، لافتة إلى أن ماكرون يخشى تأثير تلك الجماعة على المؤسسات الرسمية في البلاد.