لا حدود فاصلة بين الطريق الرئيسية التي سيمر منها موكب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الهند من جهة الأسبوع المقبل، والأحياء الفقيرة الممتدة على طول 700 متر من تلك الطريق التي تشق مدينة أحمد آباد.

 
لذلك يبدو أن المسؤولين الهنود قد تملك بهم هاجس، أن يعكر منظر الفقر ذلك مزاج الرئيس ترامب في بلد المليار و300 مليون نسمة، حيث سيفتتح الضيف أكبر ملعب للكريكيت في العالم، ويستمتع بمنظر غروب الشمس عند معلم تاج محل البديع، جوهرة الفن الإسلامي.
 
لقد ارتأى المسؤولون الهنود بناء جدار من الآجر الأحمر، على طول الطريق التي سيمر منها الرئيس الأمريكي، جدار يواري عن أنظاره "قبح" الأحياء الفقيرة، حتى تسجل ذاكرته ما هو جميل فقط.
 
ويقول ساردار سارانيا وهو أحد ساكني الحي، إنه يفترض أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قام بكل ما هو جيد وإن التقدم بلغ كل ناحية، ولكنه يخفي مواطنيه وراء جدار حتى لا يراهم ترامب.
 
ولكن خلف مراسم استقبال ترامب التي قد تصاحبها مظاهر الأبهة، يتوقع أن يواجه ترامب مزيدا من السياسة الحمائية للتجارة التي تتبعها الهند، أسوة بالطرف الأمريكي.
 
ويقول خبراء إن اعتماد هكذا إجراءات ستضر بالجهود الأمريكية، لجعل الهند مركز ثقل استراتيجي مقابل الصين، في وقت ضايقت وساطة ترامب السلطات في نيودلهي، في ما يخص نزاع الهند وباكستان في كشمير.
 
إلى ذلك سوف يفتتح ترامب أكبر ملعب للكريكيت في العالم في ولاية غوجارات في غرب الهند، لكن النقاد يتساءلون عما إذا كان الملعب مجرد مشروع آخر لرئيس الوزراء ناريندرا مودي للتباهي في مسقط رأسه.
 
ويبدي مراقبون شكوكا حيال الحاجة إلى ملعب كبير آخر في الهند، إذ قال الناطق باسم حزب المؤتمر المعارض سنجاي جا: "يبدو أن مشروعا أخرق تم تمويله باستخدام أموال دافعي الضرائب".