كتب – مينا وجيه
 
تعاد علينا ذكرى استشهاد جنودنا البواسل بالقوات المسلحة، فى كمين "كرم القواديس..الكرم المقدس"، والذى دشن بدماء زملائى الأشاوس الأبطال، فى استهداف آثم وغادر، ضمن حرب شرسة تقودها الدولة المصرية على قمة أربع دول بمنطقة الشرق الأوسط والآدنى على ساحة البسيطة، وإن صح التعبير على مستوى العالم أجمع.
 
أتذكرهم بقلب دامى حزين على فراق زملائى الذين سفكوا دمائهم حتى الاستشهاد دفاعًا عن أرض أجدادهم..كسالفى مصر القدامى فى معارك عدة يذكرها التاريخ بالانتصارات..وعلى يد من يا ترى!!!؟، فئة من الجرزان "لاحول لهم ولاقوة"، حصونهم جحورهم، وهجومهم غدرًا، وسلاحهم الإعلام المضاد والبديل..أتذكر تلك اللحظات جيدًا حينما تحدثت مع الشهيد المقاتل\ عادل عيد أمين، قبيل استشهاده بلحظات "هانت كلها شهر وهنخلص، عبالك..أدعيلى بنشوف الموت كل يوم"، وما من ساعات حتى كلل الإرهاب الجبان بدمه وسام الاستشهاد والعزة.
 
سيناء الآبية مهد الأنبياء، لها تاريخ و وقائع منذ القدم..فبوابات مصر الشرقية كانت مطمع لجيوش واستعمار حتى كلل لنا الله النصر فى حرب أكتوبر 73، ومنذ تأسيس الدولة المصرية الحديثة على يد "محمد على باشا" وبالأخص تأسيس مدينة العريش عام 1810م، بدأت ظهور مشاكل أهل سيناء المصريين، وبالرجوع لمعلومات الكاتب والباحث الصحفى أ\سليمان شفيق..نجد أنه منذ ذاك التاريخ حتى 1950م، تمرد أهل سيناء على حكم الأسرة العلوية بمعدل 14 مرة، وكانت لأسباب سياسية وخدمية بحتة..وبالرجوع لأنظمة سياسية سابقة، نجد تمرد سكان سيناء إلى 60 وكانت أيضًا لمطالب خدمية وتمثيل سياسي.
وبالرجوع لوقائع الحدث المعاصر، أى منذ خمسة أعوام، نرصد "الإعلان الدستورى العرفى" لقبائل سيناء، وكان أشبه بوضع شروط للحكم الذاتى، إلى إعلان السلفية الجهادية "إنفصال سيناء كإمارة إسلامية"، وتلك كانت الشرارة الأولى التى تحول فيها الصدام من تفجير خطوط الغاز إلى عمليات آثمة جبانة ضد الدولة المصرية.
 
دعونا نتفرس بشكل أوسع فى مفهوم كلمة الإرهاب..فمن وجهة نظرى..إنها ليست تلك الفكرة المتشددة فالأفكار تعالج، بل إن الفكرة تأتى كخطوة ضمن خطوات أخيرة قبل حيز التنفيذ، وليست تلك الفتوى التى تحلل وتحرم فالفتاوى لها أهل علم وأحكام لاينطق عنها الهوى، إنما يبدأ الإرهاب من تلك الحلقة "حلقة الفراغ السياسى والخدمى"، والتى هى كانت حالة سيناء منذ القدم ونجنى ثمارها اليوم..الفقراء والمهمشون هم صيد ثمين لتلك التنظيمات الجبانة، وطعم لاجتذابهم، للتنفيذ والإغارة لأعمالهم المخربة.
 
خطوات التنمية ظهرت بوادرها ولا إنكار لذلك، مثل مشروع أنفاق قناة السويس، الرابطة بسيناء المصرية الباسلة..وغيرها، فدعوتنا إلى أنظمتنا السياسية الحاكمة والمشرعة والتنفيذية أن لا تكل فى الاستمرار عن خطة تنمية أرض الفيروز، أرض الأنبياء، "سيناء"،..فالتنمية هى جزء من حل لما نواجهه الآن.
وعلينا أن لا ننسى بل ونعضدد جهود مقاتلينا البواسل بالقوات المسلحة المصرية، فى حربها هناك..فسيناء بها يد تحارب بقوة نارية، وفى حاجة لاستمرارية يد التنمية.
 
ختامًا وفى المنتهى أبعث بسلامى كفدائى مقاتل سابق بالجيش المصرى، لزملائى شهداء كمين كرم القوديس، وكم أتمنى ان أعود لأقبل تراب تلك الأراضى، التى سفكت عليها دمائكم الطاهرة "الكرم المقدس" بدمائكم الذكية.
كتفًا سلاح..السلام للشهيد
"عادل، عمر، شنودة، أحمد، مفدى".