منذ 40 عاماً وهو يسير فى شوارع الإسكندرية، يطوف شارعاً شارعاً وحارة حارة منادياً بأعلى صوته: «ماحدش شاف ابنى.. ابنى تايه يا ولاد الحلال»، رحلة بحث تمتد لسنوات طويلة، لم يشعر بطلها محمد إبراهيم، 62 عاماً، باليأس، يواصل البحث رغم صعوبة المشوار، حاملاً بين يديه ورقة بيضاء مطبوعاً عليها صورة ابنه وهو ابن 4 سنوات، وبجانبها عبارة «على حاجبه الأيمن أثر غرزتين».

يأمل «إبراهيم» أن يعثر على ابنه المفقود، الذى ضاع طفلاً وأصبح الآن رجلاً ناضجاً: «نفسى ربنا يجمع شملنا تانى، مافقدتش الأمل لحظة واحدة فى إنى ألاقيه».

يحكى الرجل السبعينى الذى شاب رأسه مبكراً من شدة الحزن والحسرة، أنه فقد ابنه «محمد»، أثناء زيارة مسجد المرسى أبوالعباس الواقع بمنطقة بحرى فى الإسكندرية، رغبةً منه فى أن يصليا جماعة، ويقيمان الشعائر الدينية المختلفة، وفى لمح البصر اختفى ابنه وكأنه «فص ملح وذاب»: «فيه ناس جوه المسجد قالوا لى إنهم شافوا الطفل ماسك فى إيد ست منتقبة وخرج معاها من المسجد، وناس تانية قالوا لى إن الست مسكت بإيده وسحبته لبرا بمعرفة ناس تانية كانوا مستنينها».

حينها حرر الأب محضراً فى قسم شرطة الجمرك ولكن لقدمه لا يتذكر رقمه، ثم عاد إلى منزله ليخبر زوجته أن ابنهما قد تاه: «أنا وأمه لفينا الدنيا كلها، رحنا ملاجئ إسكندرية والمستشفيات والأقسام ورحنا الشئون الاجتماعية تساعدنا، وآخر ما غلبنا لفينا فى ملاجئ القاهرة».

"إبراهيم": مكافأة 500 جنيه لأي حد يساعدني في العثور عليه
مكافأة مالية بسيطة رصدها الأب المكلوم لأى شخص يساعده فى العثور على ابنه: «500 جنيه لأى حد يساعدنى فى العثور عليه»، مؤكداً أنه يتقاضى معاشاً قدره 1700 جنيه وضيق الحال لم يمكنه من عرض مبلغ كبير: «أنا عايش بالعافية أنا وأسرتى من فلوس المعاش، بس مش عايزين حاجة غير ابننا، الضنا غالى وربنا ما يورى حد اللى إحنا شايفينه»، لافتاً إلى أنه إذا أطال الله عمره سوف يلف محافظات مصر باحثاً عن ابنه المفقود.