مؤمن سلام
يبدو أن إنسانية الدكتور مجدي يعقوب قد وضعت المشايخ في مأزق كبير، فهذا الرجل المصري غير المُسلم وما يقوم به من أعمال إنسانية لخدمة البشر بدون تمييز على أساس العقيدة أو اللون أو الجنس أو الطبقة الإجتماعية أو الجنسية'> الميول الجنسية، فالمرضى عنده سواء كأسنان المُشط، لا فضل لمريض على مريض إلا بمدى تدهور حالته الصحية.
 
فما يقوم به هذا الرجل لابد أن يُعيد طرح السؤال من هو الكافر؟ ومن في الجنة ومن في النار؟
فنحن نرى قوم يرفعون رايات الإسلام ليقتلوا ويسلبوا ويغتصبوا، ونرى مسلمون يُميزون في خدماتهم ومعاملاتهم وتجارتهم ضد غير المسلمين، بل نرى من يٌميز في دعائه بين مرضى المسلمين ومرضى غير المسلمين، ونرى أساتذة الجامعات المسلمين يُميزون ضد الطُلاب غير المسلمين، فهذه أقسام ممنوعة على المسيحيين، وهذه جامعات رفدت طُلاب لأنهم ملحدين، وهذه أقسام في الكليات يُضطهد فيها الطالبات غير المُحجبات، مُسلمون يمارسون أشد أنواع الظُلم باسم الإسلام ضد غير المسلمين، فهل هؤلاء الظالمين المستبدين المسلمين في الجنة ومجدي يعقوب كافر في النار؟
 
وفقاً للمشايخ نعم، مجدي يعقوب في النار لأنه غير مسلم، وأستاذ الجامعة الظالم المستبد الذي يُميز ضد غير المسلمين وضد النساء في الجنة لأنه ببساطة مسلم.
 
لا يُدرك هؤلاء المشايخ أنهم بهذه الإجابة يضعون الله في مأزق.
 
الله المُفترض فيه أنه العدل المُطلق، فكيف يُعاقب إنسان على عقيدة ورثها، أو أعمل عقله الذي منحه الله إياه حتى اهتدى إلى عقيدة معينة حتى لو كانت الإلحاد وإنكار الله ذاته ربما لم تكن هى الحق، بينما يتغاضى عن كل ما فعله من خير للإنسانية، وكل ما أنقذ من أرواح، وكل ما أسعد من قلوب؟
 
بينما على الجانب الأخر يُكافئ إنسان على عقيدة ورثها أو اهتدى إليها بعقله، ويتغاضى عن كل ما فعله من شر وظلم وارهاب وفساد؟
 
أليس هذا ضد العدل وهو عين الظلم؟
هؤلاء المشايخ يضعون الله في مأزق عندما يضعون عدله على المحك، فهم حتى لا يُقروا أنهم لا يملكون الحقيقة المطلقة، ولا يعترفوا أنهم لا يمتلكون مفاتيح الجنة والنار، يرفضوا الاعتراف أن عدل الله يقتضي أن يكون مجدي يعقوب في الجنة أياً كانت عقيدته، وأن الظالم الطاغية الفاسد القاتل في النار أياً كانت عقيدته.
 
هؤلاء المشايخ في الحقيقة ليسوا ضد مجدي يعقوب بل ضد عدل الله ويُلصقون به جريمة الظُلم.
مؤمن سلام مختارة واسين مساحه وبيدح