تشكل الأمراض قلقا وخوفا دائمين، بخاصة عندما تكون خطيرة أو لم تتمكن من الوصول إلى علاج لها مثل بعض من أمراض السرطان أو الكورونا الجديد المنتشر الآن في الصين بشكل كبير وبعض الدول الأخرى بدرجة أقل.

والأمراض بأنواعها بشكل عام شيء متعارف عليه من قديم الأزل، منذ الفراعنة الذين برعوا في  وصف عدد كبير من الأمراض والتوصل لعلاج ويتساءل البعض "هل كان ممكن انتشار مرض مثل كورونا عند المصريين القدماء؟".

الدكتورة منال فوزي، مدرس التاريخ والحضارة المصرية القديمة، بقسم الإرشاد السياحي بالمعهد العالي للسياحة والفنادق شرحت لـ"الوطن"، أن المصريين القدماء كان لديهم الطب البديل والأعشاب، وهو أقوى من العلاج الموجود الآن الذي يحتوي على المواد الكيميائية: "كانوا بيستخدموها بس في نطاق ضيق".

وأوضحت فوزي أن المجتمع الذي يعيش على الطب البديل والأعشاب يكون الأمراض فيه أقل انتشارا، وأن الفراعنة كان لديهم الجانب الوقائي قوي جدا: "يعني مرض زي كورونا كان استحالة ينتشر زمان، لأنهم كانوا بيطبقوا الإجراءات الوقائية وبسرعة، مثلا لما عرف المصري القديم أن البلهارسيا ممكن تيجي من المياه بقى يقول أنا مش هنزل عشان ما ألوثش المية، ويكتب ده في الكتب المقدسة".


وأشارت منال إلى أن الفراعنة استطاعوا تقريبا وصف جميع الأمراض ببراعة، والتوصل لعلاج بعد محاولات عديدة، ولكنهم كانوا لا يسجلون المحاولات الفاشلة، ويسجلون نجاحهم فقط.

أبرز الأمراض  لدى الفراعنة

مرض البلهارسيا
كان أكثر الأمراض انتشارا لدى المصريين القدماء البلهارسيا، وفقا لوصف منال، ولكنهم استطاعوا عمل تركيبات لعلاجه أشهرها "كبريتيد أنتيمون"، الذي يستخدم حتى الآن، وهو علاج فعال في القضاء على البلهارسيا، وفقا لمنال.

أمراض العيون
تمكن الفراعنة من التوصل لعلاج لمرض الكتاركت، أي المياه البيضاء، وإجراء عملية لها، كما استطاعوا التوصل لعلاج لأكثر من 20 مرضا للعيون، وعمل مراهم لتنقية العين، واستخدام الأدوات التجميلية مثل "الكحل" لتفيد العين، كونها كانت تحتوي على مواد طبيعية، بحسب وصف منال.

الجراحات
المصريون القدماء استطاعوا عمل أكثر من عملية جراحية، أبرزها "التربنة" الخاصة بالجمجمة، وعمليات بتر لأصبع مريضة سكر، ووضع أجهزة تعويضية لها، وغيرهما.

أمراض الأسنان
استطاع الفراعنة من علاج الأسنان وعمل التركيبات والحشو وخلع الأسنان ووضع غيره كما أن كان هناك علاج للإنسان الحي وللمومياء حيث كانوا يقومون بفحصها حتى تكون مظهرها جيدا عندما تذهب للعالم الآخر، وفقا لمنال.

أمراض العظام
توصل المصريين القدماء لعلاج أمراض العظام مثل علاج الكسور والجروح.

ونوهت منال إلى أن تمكن الفراعنة في أمراض السرطان بوصف سرطان الثدي، ولكنهم لم يتوصلوا لعلاج له قائلة: "الإعجاز في أنهم قدروا يوصفوه".