رغم من مرور قرابة 7 آلاف عام على الحضارة المصرية القديمة، إلا أنها لا زالت محتفظة بجميع تفاصيلها من معابد وبنايات ورسومات، حتى الألوان المستخدمة في طلاء جدران المعابد ورسوماتها، وكأنها لم يمر عليها سوى بضعة سنوات فقط.

 
أسرار الحضارة المصرية القديمة هي حديث العالم حتى اليوم، لما تحمله من خفايا وغموض بين ثناياها، ومن بين هذه الأسرار هو كيفية ثبات ألوانها، وعدم تأثرها بالعوامل المناخية التي مرت بها مصر خلال آلاف السنوات.
 
ويفسر هذا السر الغامض، الباحث الأثري أحمد عامر، فيكشف لـ"الوطن" تفاصيل هذا الثبات المثير للألوان.
 
تسجيل المصريين لأعمالهم اليومية بالرسم
وقال عامر، إن المصريين كانوا يتميزون طوال عصورهم بالدقة والاتقان في العمل، حيث كان يقوم المصري القديم برسم وتسجيل أعماله اليومية التي كان يقوم بها، إلى جانب تسجيله النصوص الدينية على جدران المعابد والمقابر، اعتقادًا منه في البعث والخلود.

كيفية استخراج المصريين القدماء للألوان
وأضاف الباحث الأثري، أن المصريون القدماء كانوا يستخرجون بعض الألوان من النباتات كالنيلة مثلاً، وبعضها الآخر من المعادن، وهو السر خلف ثباتها حتى، اليوم، وقد لاحظ علماء الآثار أن الألوان المعدنية وخصوصاً اللون الأزرق، يبقى حافظا لبهجته ولا يمل إلى الخضرة ولا السمرة مع تعريضه للهواء، حيث كانوا يُركبونه من الرمل وبرادة النحاس وبيكربونات الصودا المحروقة، أما الألوان الثلاثة، الأحمر، والأصفر، والبني، فكانوا يستخرجونها من المغرة، كما أن اللون الأبيض كانوا يستخرجونه من الجير والجبس.
 
للرسم هدفان ديني ودنيوي
ولهذا السبب يوضح عامر، أن الرسم والتسجيل على الجدران كان له هدفين إحداهما ديني والآخر دنيوي، وساعده في ذلك تعدد الألوان والمصادر اللونية التي كان يتم استخراج اللون منها، حيث كان كل من النحت والتلوين حرفًا وثيقة الصلة بمصر القديمة، بحكم ما كان واقعًا من تلوين جميع أعمال النحت في الخشب والأحجار اللينة والصلبة أحيانًا.