الولايات المتحدة والبنك الدولي يصيغان اتفاقا خلال أيام لعرضه على الدول الثلاث

كتب - نعيم يوسف

جولة جديدة خاضتها الدبلوماسية المصرية في مباحثات سد النهضة، مدعوم بأمل في الوصول إلى اتفاق مرض لجميع الأطراف، دون أن تفرط القاهرة في حقوق الشعب المصري المائية، ورغم المجهود الشاق، والجولات المتتالية خلال الشهور والأسابيع الماضية، شملت عدة دول منها مصر وأثيوبيا والولايات المتحدة الأمريكية -حيث أنها ترعى هذه المفاوضات مع البنك الدولي- إلا أن القصة لم تنته بعد.

ونعرض لكم في السطور التالية آخر مستجدات هذه القضية.

نهاية جولة جديدة
عقب انتهاء جولة مفاوضات في الأيام الماضية، أصدرت وزارة الخارجية بيانا، قالت فيه: "احتتمت يوم ١٣ فبراير ٢٠٢٠ بالعاصمة الأمريكية واشنطن جولات مفاوضات سد النهضة بين وزراء الخارجية والري في مصر والسودان وأثيوبيا والتي تمت برعاية وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشن وبحضور ممثلي البنك الدولي، حيث تم استكمال التفاوض على عناصر ومكونات اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة، والتي تتضمن ملء السد على مراحل وإجراءات محددة للتعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد والسنوات الشحيحة التي قد تتزامن مع عملية ملء السد، وكذلك قواعد التشغيل طويل الأمد والتي تشمل التشغيل في الظروف الهيدرولوجية الطبيعية وأيضاً إجراءات التعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد والسنوات الشحيحة. كما تطرقت المفاوضات إلى آلية التنسيق بين الدول الثلاث التي ستتولى متابعة تنفيذ اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة، وبنود تحدد البيانات الفنية والمعلومات التي سيتم تداولها للتحقق من تنفيذ الاتفاق، وكذلك أحكام تتعلق بأمان السد والتعامل مع حالات الطوارئ، فضلاً عن آلية ملزمة لفض أية نزاعات قد تنشأ حول تفسير أو تطبيق هذا الاتفاق".

بلورة الاتفاق في غضون أيام
وأعلن الجانب الأمريكي أنه سيقوم بالمشاركة مع البنك الدولي ببلورة الاتفاق في صورته النهائية وعرضه على الدول الثلاث في غضون الأيام القليلة المقبلة، وذلك للانتهاء من الاتفاق وتوقيعه قبل نهاية شهر فبراير الجاري.

وأعربت مصر عن بالغ تقديرها للدور الذي قامت به الإدارة الأمريكية، وخاصة وزير الخزانة الأمريكي والفريق المعاون له، والاهتمام الكبير الذي أولاه فخامة الرئيس دونالد ترامب والذي أفضى إلى التوصل إلى هذا الاتفاق الشامل الذي يحقق مصالح الدول الثلاث ويؤسس لعلاقات تعاون وتكامل بينها وبما يعود بالنفع على المنطقة برمتها. كما تثمن مصر الدور الذي قام به البنك الدولي لدعم هذه المفاوضات.

مباحثات في أثيوبيا
أما وزير المياه الأثيوبي، سيلشي بيكلي، فقد وصف مباحثات سد النهضة في واشنطن، والاتفاق الذي تم التوصل إليه بأنه يحتاج إلى المزيد من العمل حتى ينتهي قبل نهاية شهر فبراير الحالي، لافتًا إلى أن الأمر يعتمد على التوافق في الآراء بين المؤسسات الأثيوبية الأسبوع المقبل.

وقال "بيكلي"، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "وزارتنا ستقوم بإجراء مشاورات وطنية مع المؤسسات ذات الصلة والمهنيين والمواطنين المعنيين في إثيوبيا الأسبوع القادم، مضيفا أنه بناء على الآراء والتوافق حولها وحول النتائج ستمضي الحكومة قدماً".  

في السياق، قال السفير الأثيوبي في واشنطن، فيتسوم أريغا، إن المفاوضات انتهت دون اتفاق نهائي.

في انتظار الاتفاق
من جانبه، كشف سامح شكري، وزير الخارجية،  في مداخلة هاتفية مع برنامج "الحكاية"، المذاع على قناة "MBC مصر" الفضائية، ويقدمه الإعلامي عمرو أديب، أن الولايات المتحدة الأمريكية استمعت إلى وجهة نظر الدول الثلاث مصر وأثيوبيا والسودان، بشأن مفاوضات سد النهضة، موضحا أن هناك اتفاق حول بعض النقاط، وتباين في الآراء حول نقاط أخرى.

وأضاف وزير الخارجية،، أنه في ختام الجولة تركت الدول الثلاث مهمة صياغة اتفاق نهائي للولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولي، موضحا أن الولايات المتحدة والبنك الدولي سوف يخطرون الدول الثلاث بالاتفاق خلال أسبوع لمعرفة رأيهم في التوقيع عليه، وإمكانية النقاش حولها، وسيتم عقد لقاء أخير في نهاية شهر فبراير لضبط الصياغات إذا وافقت الدول الثلاث على الاتفاق.