من بين المحاولات العديدة لاستكشاف كوكب المريخ لا سيما غلافه الجوي، أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية مسبارا فضائيا صمم لدراسة الغلاف الجوي للمريخ يسمى "مافن" ليدور حول الكوكب، وذلك في مثل هذا اليوم 18 نوفمبر 2013.
 
أطلق المسبار من مركز كيندي للفضاء بولاية كاليفورنيا الأمريكية في رحلة مدتها عشرة أشهر إلى المريخ، ووصل المسبار إلى الكوكب في الموعد المحدد 22 سبتمبر 2014، وكانت مهمة مافن تتركز على دراسة الغلاف الجوي للمريخ وفحصه وأخذ عينات من بقايا الغلاف.
 
اتخذ المسبار بعد وصوله إلى المريخ مدارا بيضاويا حوله، مع العلم أن أقرب نقطة على المدار تبعد عن الكوكب نحو 144 كيلومترا، وأقصى ارتفاع له يصل إلى 6228 كيلومترا، بينما يبلغ طول المسبار نحو 11 مترا وقد تم تكليفه بالقيام بخمس عمليات انخفاض عميق للاقتراب من سطح المريخ لتعيين حجم الغلاف الجوي للكوكب، فضلا عن معرفة أسباب اختفاء الجزء الأكبر من جو المريخ وهو الشيء الذي يهمنا على الأرض، فإذا كان المريخ في الماضي له غلاف جوي مشابه لجو الارض فإن اختفاءه يترك علامة استفهام كبيرة لنا على الأرض.
 
وقالت بعض التقارير إن المهمة التي ينفذها مافن كانت جزءًا من برنامج كشف المريخ، والذي تم وضعه في عام 2010، ونتج عن هذا البرنامج كل من مهمة فينكس ومافن ومهام أخرى بتكلفة وصلت إلى 485 مليون دولار، علما بأن هذا المبلغ لا يتضمن تكلفة الإطلاق التي تبلغ 187 مليون دولار.
 
في 15 سبتمبر 2008، أعلنت ناسا أنها اختارت مافن ليكون صاحب مهمة كشف المريخ لعام 2013، وكان هناك مشروع آخر مرشح بصفة نهائية، بالإضافة إلى 8 مقترحات أخرى نافست مافن، وفي 2 أغسطس 2013، وصلت مركبة مافن إلى مركز كينيدي للفضاء لإجراء اختبارات الإطلاق، وخططت ناسا لإطلاق مافن من قاعدة كيب كانافيرال للقوات الجوية في 18 نوفمبر 2013 باستخدام الصاروخ الحامل أطلس 5، ويتوقع وصول المسبار إلى مدار المريخ في سبتمبر 2014، في نفس الوقت الذي يصل فيه إلى المدار مسبار الهند المريخي مانجاليان.
 
في 1 أكتوبر، 2013، قبل تسعة أسابيع من موعد الإطلاق، أجبر إغلاق حكومي إلى تعليق العمل ليومين وكان هناك احتمال لتأجيل إطلاق المسبار لمدة 26 شهرًا، لاسيما وأن موعد الإطلاق المحدد كان 18 نوفمبر، 2013، وأي تأخير إلى ما بعد 7 ديسمبر كان يعني فقدان نافذة الإطلاق إذ يبتعد المريخ كثيرًا عن المحاذاة مع الأرض. إلا أنه وبعد يومين، أعلنت ناسا أن مهمة مافن أساسية جدًا للحفاظ على الاتصال بموارد ناسا الموجودة على سطح المريخ، بالتحديد أبورتيونيتي وكيوريوسيتي روفر، فخصصت ناسا تمويلًا للطوارئ لاستكمال التحضيرات للإطلاق في الموعد المحدد.