أوضحت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مع إعلانها نتيجة المرحلة الأولى من التنسيق لطلاب الثانوية العامة لعام 2018، أنه قد تم إنشاء عدد من الجامعات واستحداث عدد من الكليات في مختلف التخصصات العلمية والتكنولوجية وذلك في إطار خطة الدولة للتنمية المستدامة، وربط التعليم بسوق العمل، وذلك لاستيعاب أعداد الطلاب المتزايد وتلبية رغباتهم في الالتحاق ببعض الكليات في التعليم الجامعي.

 
"الميكاترونيكس والأوتو ترونيكس وتكنولوجيا السياحة" هي تخصصات جديدة أعلنت الوزارة عن تدريسها ضمن كليات الجامعات التكنولوجية الثلاث الذين تم استحداثهم لهذا العام وهم "كلية تكنولوجيا الصناعة والطاقة بجامعة القاهرة الجديدة التكنولوجية، وكلية تكنولوجيا الصناعة والطاقة بقوسينا التابعة لجامعة الدلتا التكنولوجية، وكلية تكنولوجيا الصناعة والطاقة المصرية الكورية بجامعة بني سويف التكنولوجية".
 
وأوضح الدكتور أسامة عبد الرؤوف، المدير التنفيذي لمعلومات جامعة المنوفية ووكيل كلية الحاسبات والمعلومات، أن تخصص الميكاترونيكس هو عبارة عن دراسة برنامج يمزج بين الإلكترونيات وميكانيكا القوة والإنتاج، وذلك نتيجة أن معظم الصناعات حديثا أصبحت تستخدم في تشغيل معداتها كروت تحكم إلكترونية ولم يتوقف عند ذلك، فأصبح هناك جيل جديد لعمل وحدات تحكم مبرمجة حيث تعتمد على دوائر مبرمجة بدلا عن دوائر التحكم التقليدية التي تستدعي في التعامل معها وإصلاحها إعادة تفكيك الدوائر، بينما في حالة البرمجة يمكن المتخصص في المكياترونيكس من التعامل مع الدوائر عبر البرامج والأكواد دون حاجة لفك دوائر التحكم.
 
"الأتوترونكس" برنامج دراسي يجمع بين الإلكترونيات وميكانيكا القوة والإنتاج ويعتمد على وحدات التحكم
وقال عبد الرؤوف، إن حاجة سوق العمل الآن أصبحت شديدة لأشخاص يفهمون نظام التحكم القائم على وحدات تحكم إلكتروني منطقي، بعد أن كان مهندس الميكانيكا ومهندس التحكم يقوم كل منهم بعمله بصفه تقليدية "متخصص التحكم مش بيكون عارف أساسيات الجهاز وبالتالي مايفهمش البرمجة اللي كل حاجة في حياتنا شغالة بيها ومهندس الإلكترونيات مش بيفهم التحكم وبالتالي عنده جزء منقوص، وللسبب ده بقى فيه تخصص المكيا ترونيكس اللي بينفذ وحدات التحكم دماغ أي جهاز في حياتنا".
 
وأوضح الفرق بين المكياترونيكس والأوتو ترونيكس، حيث قال: "في الصناعات التي تعتمد على الميكاترونيكس يجب توافر عامل بشري يقوم بتوجيه وبرمجة وحدة التحكم ويتابع تسليم المنتج بين مراحل ومعدات الانتاج المختلفة، لكن في حالة الأتوترونيكس فإن نظام العمل يكون تلقائيا مثل صناعة السيارات، والتي تحتاج دقة وحمل قطع ثقيلة الوزن، ما يستلزم تطوير وصناعة أجهزة دقيقة ورافعات تعمل تلقيائيا على خطوط الإنتاج، ويكون الاعتماد على العامل البشري إما منعدما أو شبه منعدم، حيث يقوم المهندسون والمتخصصون بمتابعة العمل من خلال غرفة تحكم للمراقبة والتدخل حين يحتاج الأمر لذلك".
 
طالب الأتوترونكس يدرس البرمجة والروبوتكس والمحركات الكهربية
وأضاف عبد الرؤوف أن الطالب الملتحق بتخصصات الأوتوترونيكس تكون دراسته دمج بين البرمجة والروبوتكس والمحركات الكهربية، وذلك بهدف أن يكون الخريج قادرا على صناعة وتصميم وتركيب  معدات "روبوت" مناسبة لكل خطوة في كل الصناعة.
وأشار إلى أن سوق العمل في الفترة القادمة سيفتح أبوابه لتلك التخصصات، وخصوصا مع توجه مصر نحو جذب شركات عالمية تعمل باستخدام التقنيات التكنولوجية المستحدثة، حتى وإن جاءت هذه الشركات بمعداتها فإنها ستحتاج مهندسين يقوموا على أعمال الصيانة.
 
وقال إن السياحة تتجه نحو الميكنة حيث يقوم السائح باقتناء واختيار كل تفصيلة في رحلته إلكترونيا بدءً من اختيار الوجهة وشراء تذكرة الطيران وحجز الفندق وحتى اختيار وحجز وسائل الانتقال داخل الدولة، واختيار نوعية وجبة الترحيب به عند وصوله الفندق، كل ذلك يجعل الربط التكنولوجي أمر ضروري بين وسائل النقل وأماكن الحفلات ودور المسارح والأوبرا والأماكن السياحية والترفيهية المختلفة، بالإضافة إلى الحاجة الملحة لجمع وتحليل بيانات عن تفضيلات ورغبات السائح المحتمل، ما يُسهل تصميم برامج سياحية تلبي احتياحاته، ويجعل بداية تدريس برامج تكنولوجيا السياحة ضمن الجامعات التكنولوجية أمرا مهما للنهوض بالسياحة.
 
برنامج تكنولوجيا السياحة يمزج بين نظم المعلومات والسياحة ويهدف لميكنة الصناعة
أما عن المقررات الدراسية التي من المتوقع أن يتلقاها الطلاب الملتحقين ببرامج "تكنولوجيا السياحة"، أوضح وكيل كلية الحاسبات بجامعة المنوفية، أنها ستتضمن مزيج من نظم المعلومات والسياحة، حيث هناك حاجة إلى تحويل كل ما يخص صناعة السياحة إلى طريقة إلكترونية مثل استخدام "الباركود" في كل المناطق السياحية والترفيهية التي يمكن أن يقصدها السائح بحيث يمكنه الوصول لكل المعلومات التي يحتاجها عن المكان فقط باستخدام الموبايل في حال غياب المرشد السياحي.